اعتبر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في
إيران، علي أكبر هاشمي
رفسنجاني، أن "العدوان السعودي على
اليمن خطأ استراتيجي، ناتج عن سذاجة حكام المملكة الجدد"، على حد قوله.
وحول أوضاع المنطقة والعالم، رأى رفسنجاني في حوار صحفي، مع موقع العهد الإخباري، الاثنين، أن "الحرب على اليمن بمثابة أحد أخطاء
السعودية الاستراتيجية"، في حين اعتبر أن "السعودية ورطت نفسها في مشكلة".
وتساءل الرئيس الإيراني السابق: "ماذا تعتقد السعودية أنها ستجني من الحرب؟ حتى لو فرضنا أن الحرب استمرت لعام، والمملكة تتابع قصف الشعب اليمني، فما النتيجة من ذلك؟ المزيد من الضحايا والخسائر. هل ستُخضع الرياض الملايين من اليمنيين الصابرين والصامدين حتى الآن؟".
وقال: "لو كان الملك عبد الله ما يزال موجودا لما وقعت هذه الأحداث، فاليمن موجودة على مدى التاريخ، والخلافات كانت موجودة منذ سنين، كما أن السعودية عجزت سابقا عن القيام بأي شيء، فإنها لن تستطيع اليوم تحقيق ما عجزت عنه سابقا، ولا بدَّ لها أن تنتظر نتيجة الحراك اليمني، وعليها القبول بالأمر الواقع، وإقامة علاقات طيبة مع اليمن".
وفي الشأن النووي، رأى رفسنجاني أن "الاتفاق النووي الإيراني سيؤثر إيجابا على المستوى الإقليمي"، مشددا أن "إيران ملتزمة بفتوى قائد الثورة حول حرمة إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة النووية".
وتابع في هذا الشأن بأن "تأثير الاتفاق النووي سيكون إيجابيا على الجانبين، الأوضاع في إيران ستعود إلى حالتها الطبيعية، هذا البلد الغني بموارده وثرواته سيستفيد منها، وستكون لنا اليد العليا في التعاون الاقتصادي الدولي، وتعزيز علاقات التبادل التجاري مع الآخرين، إضافة إلى دخول التكنولوجيا على كافة المستويات"، موضحا أن "مستوى الإنتاج الداخلي سيتضاعف نحو 40 - 50% من نقود إنتاج استثماراتنا المجمدة".
وعن الاحتلال الإسرائيلي، أكد أن وجود إسرائيل وحكومتها المزيفة هو أمر مؤقت، و"سيأتي اليوم الذي يتم فيه طرد هذه الغدة الخارجية الدخيلة على جسم الشعب الفلسطيني"، منوها إلى أن "إسرائيل لا ترغب في حل مشكلاتنا، لأنها تعلم أنه إذا تمكنت إيران من حلها فإن مكانتها ستقفز إلى مستويات عليا".
وفي معرض حديثه عن نشاطات الجماعات الجهادية، أشار رفسنجاني إلى أن "قوات التحالف لا تقوم بالكثير ضد هذه الجماعات، فالمشكلة تكمن في أنه لا يمكن القيام بحرب عبر الأجواء فقط"، متسائلا عن "مدى مصداقية التحالف في حربه ضد "داعش"، معتبرا أنهم "يقومون بالقصف في سوريا وهم يبحثون عن حل فيها، وفي العراق لديهم أهدافهم الخاصة التي يجب دراستها بدقة بهدف تأمين مصالحهم ومصالح المنطقة في الوقت ذاته".
وتابع: "إنني أشعر بالقلق مما يحدث في سوريا، فإذا تم إسقاط الحكومة السورية فإن هذه المنطقة ستصبح حدودا للإرهابيين، وتصبح المنطقة أسوأ من ليبيا الحالية، لأن إسرائيل العدو اللدود تقع بجوارها، ولا يمكن أن نغفل أن سوريا تمثل سدا كبيرا أمام الاعتداءات الإسرائيلية، وبإمكانها أن تبقى كذلك".
وأوضح أنه إذا "وقعت سوريا بيد الإرهابيين، فإن الحروب الأهلية ستشهد الكثير من الانتشار، ويتعرض الشعب السوري للمزيد من الانتهاكات، ومصادر الثروة السورية تتعرض لمزيد من الخسائر، كما سيواجه لبنان مشكلات أمنية، ويشهد العراق المزيد من انعدام الأمن، وقد تصل المشكلات إلى دول عدة مثل تركيا والسعودية والكويت أيضا".
وفي الشأن الفلسطيني، لفت هاشمي رفسنجاني إلى أنه "من الممكن أن تتهيأ ظروف قريبة تجعل إسرائيل تصل إلى قناعة بأن بقاءها ليس من مصلحتها، وقد يطول الأمر لأنها وحماتها يحاولون جعل هذه المدة أطول، فإسرائيل تمثل اليوم قاعدة متعددة الأغراض للغرب الذي يستفيد منها أكثر مما ينفق عليها".
وقال : "إسرائيل لن تستطيع البقاء طويلا في المنطقة، فتاريخها سينتهي يوما ما، لكننا نأسف أن العرب أصبحوا اليوم لا يكترثون بعدائهم الحقيقي لهذا المحتل، بل أصبحت إيران هي عدوهم الأول"، منوها إلى أن " السفارات الإيرانية ما تزال تقيم مراسم يوم القدس العالمي سنويا، حيث يتم خلالها بحث القضية الفلسطينية وإبقاؤها حيّة في الوجدان العالمي، وهذا الأمر مؤثر للغاية تجاه القضية الفلسطينية".
وحول تقييمه لوضع المقاومة خاصة
حزب الله في لبنان، وصف رفسنجاني حزب الله بـ"التيار القيم للغاية"، موضحا أن "المقاومة وضعت بذورها في زمن الإمام موسى الصدر تحت عنوان حركة المستضعفين"، واصفا أعضاء حزب الله بـ "أنقى وأطهر البشر في المنطقة، ولقد أثبتوا إخلاصهم ومقاومتهم البطولية في المنطقة عمليا مع الاحتفاظ بالمبادئ ذاتها والنهج ذاته"، مشددا على أن لـ"حزب الله ارتباط عقائدي مع إيران، وأصبح قوة يحسب العالم حسابه واستطاع وحده الدفاع عن نفسه والمحافظة على منجزاته".