قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن
عارضة أزياء كندية سابقة سافرت إلى
سوريا للقتال مع
الأكراد السوريين ضد
تنظيم الدولة في العراق والشام.
ويشير التقرير إلى أن العارضة
تايغر صن (46 عاما)، نقلت من الجبهة وأعيدت إلى كندا؛ بسبب سوء التغذية والإجهاد. ونقلت عنها الصحيفة قولها: "شاهدت أشياء لم أتخيل رؤيتها من قبل".
وأضافت للصحيفة: "لقد دست على إصبع محروق، ولم يكن الجسد الذي جاء منه الإصبع موجودا في أي مكان".
وينقل التقرير عن تايغر قولها: "لقد شاهدت طفلة صغيرة تموت نتيجة جراحها من لغم انفجر؛ لأن الأكراد لم يكن لديهم التدريب على الإسعاف الأولي، ولم تكن لديهم المعدات اللازمة للعلاج".
وتلفت الصحيفة إلى أن تايغر، عملت مراقبة مع الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، حيث كانت تحدد من خلال المناظير مواقع تنظيم الدولة للقناصة الأكراد، وقد تخلت عن حياتها في كندا لمساعدة المقاتلين.
ويستدرك التقرير بأنه رغم عودة تايغر إلى كندا، فإن صور الحرب لا تزال تلاحقها، وكانت تصف كيف جلست ذات مرة إلى جانب "كومة من الرؤوس".
وتذكر الصحيفة أن تايغر رغم كونها شقراء، فإنها عوملت على أنها رفيقة في ساحة المعركة، وامتدت مشاركتها لمدة أربعة أشهر، حتى أصيبت بالإعياء، وعانت من سوء التغذية. وعندما سافرت إلى سوريا لم يكن لديها الكثير من الخبرة العسكرية، حالها حال الكثير من الغربيين الذين يندفعون للقتال مع الأكراد.
وكشفت تايغر عن حدوث علاقات جنسية أحيانا أثناء قتال المرأة إلى جانب الرجل، ولكنها تظل سرية. وتقول إنه رغم تاريخها في عروض الأزياء، فإنها عوملت على قدم المساواة مع الرجال، بحسب الصحيفة.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن تايغر المولودة في زامبيا، وهي أم لفتاة تركتها في بيتها في فانكوفر، قررت السفر إلى سوريا، بعد أن تركها صديقها اللبناني للزواج من فتاة أخرى رتبت عائلته الزواج منها. وتقول إنها شاهدت فيديو لتنظيم الدولة يظهر جون ماغوير، وهو كندي اعتنق الإسلام، وانضم إلى تنظيم الدولة.
وتبين الصحيفة أن تايغر غادرت كندا في الأول من آذار/ مارس، تاركة ابنتها وراءها، وسافرت إلى العراق، حيث دخلت تهريبا إلى سوريا من هناك. وتقول: "هل شاهدت عنفا؟ هل شاهدت داعش يقتل الأبرياء؟ نعم لقد كنت في المعركة، وشاهدنا داعش وقاتلنا داعش، وهذا كل ما في الأمر. لقد تناولت مرة طعامي إلى جانب كومة من الأدمغة، ولم يكن هذا أمرا كبيرا".
وتضيف تايغر للصحيفة: "حتى أكون صادقة معك، فإن الجثث لا تلاحقني، ولكن الرفاق الذين خسرتهم، وعندما شاهدت رفاقا يقتلون كنت أبكي، وعليك القبول بهذا، فهذا ما يحدث في الحرب". وتتابع قائلة: "لا أزال أبكي عندما أتذكر الأيزيديين والعرب والأكراد، الكل فقد شخصا كما يبدو، والكثيرون ينضمون إلى الحماية الشعبية من أجل الانتقام، أو لأنهم فقدوا عائلاتهم".
ويورد التقرير قولها إنها قاتلت في المعركة مع النساء في تل أبيض، وقد قتلن 28 جهاديا، مستدركة بأنها لم تقتل أحدا، وتضيف: "كانوا دائما خارج المدى. أحضرت معي منظاري الخاص، لأن المناظير لم تكن متوفرة. ولهذا كنت أعمل الكثير لتحديد مواقع مقاتلي تنظيم الدولة، الأمر الذي يؤدي إلى قتلهم".
وتذكر الصحيفة أن تايغر ترى أن عدم قتلها أحدا كان نعمة؛ لأنها شاهدت أن من يقتل يكون منتشيا أو منتقما، وتقول: "اعتقدت أنني لو فعلت الأمر ذاته، لأصبحت مهووسة بالقتل، ولدمرت حياتي".
وينقل التقرير عن تايغر قولها إنها لم تتعرض لتحرش جنسي، وإنها لم تكن موضوعا للاهتمام الخاص، حيث عوملت على أنها واحد من الفتيان.
وتورد الصحيفة أن تايغر تحدثت عن بعض المشكلات التي سببها الغربيون، وقالت: "كانت هناك مشكلة لدى بعض الغربيين الذين كانوا يريدون الاقتراب من الفتيات، وكان هناك رجل أمريكي ظل يشكو من برودة الفتيات. وطلبت منه احترامهن والتوقف عن مغازلتهن".
ويشير التقرير إلى أن تايغر تقول عن أثر الحرب: "نخسر الكثير من الوزن والقوة، والبعض يذهب إلى أربيل لزيادة وزنه، وآخرون يعودون إلى أوطانهم". وتضيف: "أصبت بالضعف عندما سيطرنا على جسر في تل أبيض".
وتوضح الصحيفة أن تايغر واحدة من عدد من الغربيين الذين تدفقوا لمساعدة الأكراد في الحرب ضد الجهاديين، خاصة أثناء المواجهة داخل مدينة عين العرب (كوباني).
وينقل التقرير عن الجندي البريطاني السابق ألان دانكن، قوله إن معظمهم سافر بدافع مساعدة الأكراد. ويقول: "جلست أشاهد ما يجري على التلفاز، ولم أكن أريد أن انتهي مثل لي ريغبي، الذي قتل على يد متشددين إسلاميين في لندن عام 2013".
وتكشف الصحيفة عن أنه من بين المقاتلين الأجانب عضو مجلس محلي يسيطر عليه حزب المحافظين واسمه ميسر غيفورد، حيث كان يحضر لعمل جيد في السلك التجاري في مدينة لندن، ويقول إنه عندما قرر السفر إلى سوريا "كنت جالسا على مكتبي أراقب الحرب برعب متزايد"، ويبين أن "تنظيم الدولة هو تنظيم بربري ومنظمة شريرة، وأردت المساعدة، وفكرت بالعمل مع منظمة خيرية، ولكن (القتال) كان الأفضل بالنسبة لي".
وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أن من أشهر المجموعات التي شكلها الأجانب للقتال مع الأكراد كانت "أسود روجوفا"، التي قاتل في ظلها كل من الجنديين البريطانيين السابقين جيمس ريد وجيمس هيوز، والأمريكيين جوردان ماتسون وجوشوا بيل. وهناك عدد من الغربيين قاتلوا مع مقاتلي البيشمركة في العراق.