قال الكاتب
الإسرائيلي عاموس هرئيل، إن إتهام إسرائيل لحركة
حماس بمساعدة تنظيم الدولة ربما يأتي في إطار إحداث المزيد من الضغط
المصري على الحركة، خصوصا بعد الهجمات التي يشنها التنظيم على الجيش المصري في
سيناء.
وأشار الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة "هآرتس" الثلاثاء، إلى أن الصورة ما زالت غير واضحة بعد ستة أيام من الهجوم على الجيش في سيناء، ما يضع علامة استفهام حول قدرة النظام المصري العسكري على الاستمرار.
وتابع بأن القاهرة تحاول القول إن الأمور تحت السيطرة، وإن زيارة
السيسي إلى سيناء دليل على ذلك، وإن السلطة مستمرة في الحرب على الإرهاب.
ويقارن الكاتب بين سوريا ومصر من ناحية التهديد تجاه إسرائيل؛ ففي الحالة السورية لا يستطيع مقاتلو تنظيم الدولة الاقتراب من الحدود مع إسرائيل لأن قوى معارضة "معتدلة" مقارنة بالتنظيم تسيطر على الحدود هناك، أما في مصر فـ"الإرهابيون" أقرب إلى الحدود الإسرائيلية.
ويقول إنه "مقارنة مع الشمال، فإن حرية عمل إسرائيل في الرد على الهجوم ضدها في الجنوب مقيدة جدا، ومصر اليوم هي الحليفة الأهم لإسرائيل في المنطقة. فإذا ردت إسرائيل على إطلاق صواريخ داعش من سيناء فسيكون هذا إخلالا وتعديا على السيادة المصرية، لذلك فإن إسرائيل تفضل عدم الرد إذا لم يكن هنالك مصابون".
ويضيف: "الأحداث الأخيرة في سيناء أكدت مدى تعقيد الوضع في الجنوب، حيث يعمل لاعبون كثيرون لهم أهداف متناقضة بعضها غير ظاهر للعيان. هذه معادلة بخمسة مجاهيل على الأقل؛ في سيناء داعش يطلق وإسرائيل تصمت كي لا تدخل في مواجهة مع مصر، وفي
غزة منظمات سلفية بعضها يرتبط بداعش تطلق الصواريخ، وإسرائيل تتهم حماس التي تسيطر على القطاع بالمسؤولية عن ذلك، لكن ردها ما زال بسيطا انطلاقا من الاعتقاد بأن حماس لا ترغب في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، ومن الأفضل تشجيعها على ترويض التيارات المتطرفة. وفي الوقت نفسه، فإن إسرائيل تتهم حماس بمساعدة داعش في سيناء، وهي تنشر معلومات استخبارية حول العلاقة بين التنظيمين في محاولة لضرب صورة حماس أمام مصر".
وتساءل الكاتب: "ما الذي تريد إسرائيل تحقيقه من ذلك؟"، مفترضا أن يكون لهذا التصرف الإسرائيلي تفسير واحد وهو ترويض حماس في غزة ومنعها من إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بفعل ضغوط مصرية على إسماعيل هنية في غزة، خصوصا في ظل ما قال إنه شرخ بين الشقين السياسي والعسكري في الحركة".