التقى الإعلامي المصري،
أحمد منصور، في برنامجه "بلا حدود"، على قناة "
الجزيرة"، بالعقيد الركن
علي عبود، المأسور لدى تنظيم جبهة النصرة، وهو أحد أعلى الرتب العسكرية التي يتم أسرها من قبل الثوار، منذ بدء الثورة عام 2011.
وأوضح منصور أنه "سعى بكل ما يستطيع لإقناع قيادة جبهة النصرة بمقابلة علي عبود"، مضيفا أنه "بعد العديد من السفرات بين المدن والقرى، فقد وافقت قيادة النصرة على أن أجري مقابلة مع الطيار، إن وافق هو على ذلك، وبالفعل هذا ما تم".
وبيّن العقيد العلوي الذي ينحدر من مدينة دريكيش في محافظة طرطوس، أن "جبهة النصرة تعامله بشكل جيد، منذ أسره في 22 آذار/ مارس من العام الجاري، حتى يومنا هذا".
علي عبود، كشف أن المهمة التي أسر فيها كانت ابتداء عقب انطلاقه من مطار حميمين العسكري قرب القرداحة في ريف اللاذقية، إلى منطقة الصفيرة في ريف حلب، لرمي ثلاثة براميل متفجرة على معسكر القرميد الذي كان يشهد معارك طاحنة بين النظام وجيش الفتح.
وفاجأ العقيد علي عبود المشاهدين، بالقول إن "معنويات الجيش السوري جيدة رغم الهزائم الأخيرة، لأن الجنود يحاربون عن عقيدة". وحول استفسار المذيع منه عن سبب قصفهم للأرض السورية، وتدميرها، قال عبود: "الأشخاص غير السوريين يجب أن نضربهم".
وواصل عبود مفاجآته بالقول إنه في "جميع الطلعات التي كنا نطلعها على قرى ومدن محررة، يكون اعتمادنا الأول في تحديد المواقع التي سنقوم بقصفها، على جواسيسنا المتواجدين في كل قرى، ومدن
سوريا".
وبالرغم من رتبته العالية، فإن العقيد ركن علي عبود، قال إنه "خدم منذ انطلاق الثورة أربعة شهور فقط، وكان قبل ذلك مدربا للطيارين"، كاشفا أنه في بعض الطلعات "كان الطيارون يقصفون من ارتفاع خمسة كيلومترات، ويخبرنا الجواسيس بأنها أصابت هدفها بدقة".
وأشار إلى وجود ما نسبته 20 بالمائة من الطيارين من أهل "السنّة"، يخدمون في صفوف طيران النظام، نافيا أن يكون أي طيار غير سوري قد شارك في الطلعات الجوية على المناطق المحررة.
العلويون بحسب أحد أبنائهم، الطيار علي عبود، وصل 60 بالمائة منهم إلى قناعة مفادها أنه "إذا توفر الأمن لنا فلن نفكر في البقاء بأي منطقة سورية أخرى، ونكتفي بمناطقنا"، مضيفا أنهم "يبثون فينا بأن السنة سيأتون إلى بيوتنا ويقتلوننا".
وحول شعوره باقتراب الثوار من قرى العلوية في الساحل السوري، قال علي عبود: "أكيد شعور غير جيد، لكن إذا عاملونا مثلما عاملتني جبهة النصرة، فحينئذ (يا محلا الثوار)"، وأضاف: "أتمنى أن يصير صلح بين كل السوريين".
واعترف الطيار علي عبود بأنهم "يعرفون أن 90 بالمائة من البراميل التي نرميها تسقط على مدنيين، لكننا نظام، ونلتزم بالإحداثيات التي تصلنا من الجواسيس في تلك المناطق، عن طريق جهاز (الآيباد)".
وحول تقهقهر طيران الجيش السوري، قال علي عبود إن "90 بالمائة من الطائرات الحوامات التي يملكها الجيش إما حطمت أو أعطبت، ما دفعنا لاستخدام الطيران البحري في قصف أهدافنا".
وكشف علي عبود أن البراميل المتجفرة التي يلقيها الطيران النظامي على المدنيين، يقوم خبراء مختصون بتصنيعها، مضيفا أن "البراميل التي تحتوي على الكلور تغلق بإحكام شديد حتى لا تضر بالطيارين".
وبيّن علي عبود أن 500 طيار حربي هم من تبقى الآن، وأضاف: "تقريبا 400 منهم علويون، و100 من السنة".
وبجواب لافت، قال الطيار علي عبود: "لا نتابع سوى قناة الدنيا، والتلفزيون السوري، ولا نعلم أي شيء عن أننا قصفنا أطفالا ونساء".
وختم العقيد الركن علي عبود، حديثه بمناشدة مدير المخابرات الجوية اللواء جميل الحسن، بالسعي إلى مبادلته مع المعتقلين لدى النظام، مهما كانت مطالباتهم.