قال كاتب
لبناني إن ما أعلنه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، من أن "طريق
القدس تمر من الزبداني والقلمون وحلب"، أمر حقيقي في عقيدة
حزب الله.
وأوضح الكاتب الشيعي عماد قمحية في مقال له نشر على موقع "جنوبية" اللبناني المعارض لحزب الله، أنه "ليس غريبا أن يعلن نصر الله بأن الطريق إلى القدس يمرّ عبر الزبداني والقلمون وحلب، فالقدس الذي يقصدها نصر الله ليست هي قدس فلسطين، ولا هي بيت المقدس، ولا هي مكان معراج نبينا أو كنيسة القيامة".
ورأى قمحية أن "حزب الله يؤمن بأن المقدس لديه هو الحفاظ على مصلحة
إيران، وتنفيذ مخططاتها في المنطقة.. وفتوى الإمام الخميني بهذا المضمار لا يشوبها أي إشكال، فقد أفتى بأن الحفاظ على مصالح الجمهورية الإيرانية أولَى حتى من الصلاة والصوم وباقي العبادات".
وتابع الكاتب في مقاله بأن "قدس الأقداس عند حزب الله إنما هو مصلحة نظام الولي الفقيه، فقط لا غير، ولهذا القدس الجديد ألف طريق وطريق، واحدة منها هي الدفاع المستميت عن نظام بشار الأسد، وأخرى هي الحفاظ على استمرار العداء المذهبي بين المسلمين، وثالثة هي تمزيق وإضعاف الدول العربية، ورابعة هي السيطرة على أربع عواصم عربية".
وقال إنه "من غير المستبعد أيضا أن تكون المفاوضات النووية والاتفاق المزمع عقده مع أمريكا هي إحدى هذه الطرق أيضا".
ولفت قمحية إلى أن "مصالح الجمهورية الإيرانية تأتي في أعلى سلّم أوليات واهتمامات الحزب، والحديث هنا لا ينطلق فقط من معايير سياسية، وإنما ينبع من مفاهيم عقائدية أولا وأخيرا".
ونوه الكاتب إلى أنه "بمراجعة بسيطة للتراث الشيعي والأماكن المقدسة المذكورة بهذا التراث، وما يتضمن ذلك من استحباب للزيارة ، وكتب الأدعية والصلوات المخصصة لكل مكان مذكور فيها وما خصّ من أذكار، نكتشف سريعا، ودون كثير من الجهد، أنه لا وجود للقدس بكل هذا التراث، ونكتشف غيابا صارخا لأي رواية شيعية تشير إلى زيارة من أحد أئمة الشيعة لهذا المكان".
وتوصل قمحية إلى اعتقاد من خلال مقاله بأن "كل هذا يعني بأن قدس فلسطين وبيت المقدس ليس لها أثر في الوجدان الشيعي التراثي، هذا من الناحية العقائدية".
وأضاف: "أما من الناحية السياسية البحتة، فلا وجود لأي صراع ومواجهة مباشرة بين الإيرانيين والإسرائيليين، والبعد الجغرافي بينهما ينفي أي تضارب للمصالح، هذا إن لم نقل بوجود شراكة حقيقية بينهما، وإن كانت غير مباشرة، على عكس تماما التجاور مع دول الخليج، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، وما يخلق هذا التقارب من تنافس حقيقي وموضوعي تفرضه الحالة الجيوسياسية الطبيعية، ما قد يفسر حجم العداء القديم والمستجد دوما بين دول الخليج وإيران، الذي فاق بدرجات حجم العداء مع إسرائيل".
مشير إلى أنه "عند أول تصادم وقع بين المصالح استنبش من أجله التاريخ بكل أحقاده السوداء".
وختم الكاتب الشيعي مقاله، مستنبطا من خلاله فهما يقول: "بناء على كل ما تقدم، لم يعد شعار القدس ولا إحياء يوم القدس ينطلي على أحد في العالم الإسلامي والعربي، وصار واضحا تماما أن السياسة الإيرانية التي رفعت شعار فلسطين إنما أرادت بذلك اللعب على مشاعر العرب من أجل تحقيق مآرب أخرى، ولعل واحدة من أضرار دخول حزب الله القتال إلى جانب نظام الأسد في سوريا على السياسة الإيرانية في المنطقة أنه فضح المخططات الإيرانية في المنطقة، ورفع الحجاب عن عيون الشعوب العربية، ليكتشفوا بعد طول التباس بأن القدس الإيرانية هي غير قدس فلسطين والعرب".