تُرجمت المناكفات الإعلامية على مدى الشهور السابقة بين "
جبهة النصرة"، و"
جيش الإسلام"، إلى توترات حقيقية على الأرض، حيث اتهم النقيب إسلام علوش، المتحدث الرسمي باسم "جيش الإسلام، تنظيم جبهة النصرة باعتقال أحد قيادات الجيش، بعد إحراق مركز أمني قبل عدة أيام.
بدورهم، قال عناصر من "جبهة النصرة"، إن "جيش الإسلام، هو من بدأهم بقتال، تنفيذا لأجندات خارجية"، في إشارة إلى اتهامات لزهران علوش بتلقي أوامر غربية، وعربية لقتال جميع الفصائل المصنفة على لائحة الإرهاب الأمريكية، وعلى رأسها "النصرة".
ويبدو أن كبار الشرعيين في "جيش الإسلام"، و "جبهة النصرة"، أدركوا خطورة ما قد تصل إليه الأمور، فبعد ساعات قليلة من هجوم شنه سمير كعكة "أبو عبد الرحمن"، الشرعي العام لـ"جيش الإسلام"، على "النصرة"، مقابل هجوم حاد آخر من الكويتي علي العرجاني الشرعي في "النصرة"، الذي ألمح إلا أن "جيش الإسلام"، ينتهج عقيدة "الإرجاء"، ناشد الاثنان الجميع بوقف "الفتنة".
وغرّد كعكة في حسابه على موقع "تويتر": "نهيب بعقلاء النصرة أن يترفعوا عن هذه الفتنة، ولنوجه جميعا سهامنا نحو عدونا ولنتق الله بدماء المسلمين".
وأضاف العرجاني، الملقب بـ"أبو حسن الكويتي": "ندعو المجاهدين من جبهة النصرة، وجيش الإسلام في الغوطة، بتقوى الله عز وجل، وأن يجلسوا لحل المشاكل بينهم، ويتصالحوا، ولا يتبعوا خطوات الشيطان".
وأكمل: "الجهاد ليس نعرات جاهلية ولا سياسة عصابات مافية، وعلى المتخاصمين في الغوطة الامتثال للشرع والاحتكام إليه في النزاعات"، مضيفا: "الحمد لله، بشرنا البعض من الأخوة بعدم وجود قتل لأحد في المشكلة بالغوطة، والأمور تسير للحل، فليتقى الله مسعرين تويتر النافخين بالنار!".
ويرجع ناشطون سبب التوترات المتفاقمة بين الطرفين، إلى اتهام قائد جيش الإسلام، زهران علوش، "جبهة النصرة"، بمحاولة شق الصف دوما، والتفرد في القيادة، وفقا له.
بدوره، كتب الفلسطيني أحمد أبو فرحة، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: "نتمنى على إخواننا في أحرار الشام و الفصائل الأخرى بعث وفود إلى الغوطة، والوقوف سدا أمام اقتتال الأخوة، النصرة، وجيش الإسلام، أنتم صمام إمان".
وقال خالد أبو أنس، القيادي في حركة أحرار الشام الإسلامية: "يسعى في الفتنة من لا يتق الله، ولا يريد خيرا بالشام، دعوها فإنها منتنة، وكلنا خاسرون فيها، اللهم احقن دماء إخواننا".
وأضاف القائد الشرعي في "النصرة"، أبو مارية القحطاني: "والله لو وجدت طريقا للغوطة ما تأخرت لحظة، أخوتي في جبهة النصرة، أخوتي في جيش الإسلام، دعوا كل الخلافات، واتقوا الله، وادفعوا صائل النصيرية".
كما غرّد مئات الناشطين في هاشتاغي "#لا_للفتنة_بين_النصرة_وجيش_الأسلام"، و "#جيش_الإسلام_النصرة_أخوة"، طالبوا خلاله الطرفان بنزع الخلافات جانبا، والتفرغ لقتال النظام، ومليشيات حزب الله.