احتفالية أطفال حلب بالعيد بين الغلاء وبراميل النظام
مصطفى محمد ـ عربي21 ـ حلب16-Jul-1507:00 PM
شارك
مخاوف من قصف النظام لحلب يوم العيد ـ الأناضول
قال مدير المكتب السياسي في اتحاد ثوار حلب، هشام اسكيف، إن الضائقة المادية التي تلم بأهالي المدينة، لن تمنع إقامة احتفالات لمحاولة استعادة أجواء العيد في المدينة.
وكشف خلال حديثه لـ"عربي 21"، عن نشاطات ترفيهية للأطفال يعتزم الاتحاد القيام بها، من بينها مهرجان لرسوم الأطفال تحت عنوان "أنا ابن الشهيد وعندي عيد"، ستقام في كلا من أحياء "المشهد، والزبدية، والجزماتي"، وهي مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة طوال أيام العيد.
وعند الحديث عن خطورة التجمعات والخوف من استهدافها من قبل طيران النظام قال: "ستقام هذه النشاطات في الأقبية والملاجئ، وهو ما يجعل من استهدافها أمرا عصيا بعض الشيء".
بدوره أكد رئيس مجلس ثوار حي صلاح الدين أبو محيو الكردي على تنظيم فعاليات مشابهة أيضا، تهدف وفق تقديره إلى انتشال الأطفال ولو قليلا من أجواء الحرب والموت التي يعايشونها يوميا، إلى أجواء مليئة بالفرح.
الغلاء ضيف العيد الثقيل
يحاول بائع الحلويات (الحلواني)، عثمان نعمة، جذب انتباه المارة في أحد أسواق مدينة مارع في الريف الحلبي، من خلال عرض أصناف حلويات العيد على واجهة محله المغطاة بأكياس البلاستيك الشفافة، بعد أن حطم دوي انفجار سابق -ناجم عن برميل متفجر ألقته إحدى طائرات النظام على المدينة-، واجهة محله الزجاجية السابقة.
يبهرك نعمة بطريقة عرضه لأصناف الحلويات الرائجة هنا، وخصوصا طريقة عرض المبرومة (صنف ذائع الصيت) على شكل شجيرة نخيل، لكن أغلب محاولاته في إغراء الزبائن باءت بالفشل، فالأسعار مرتفعة والزبائن تبحث عن الأصناف الرخيصة.
يقول نعمة الرجل الأربعيني الذي تمرس على صناعة الحلويات منذ الصغر: "لم تعد بضاعتنا رائجة كما كانت من قبل، لأسباب كثيرة من أهمها الحالة الاجتماعية التي يعانيها السوريين بفعل الحرب، علاوة على الغلاء، مقابل فقر تعاني منه الغالبية هنا".
وتابع خلال حديثه لـ"عربي 21": "يصل سعر الكيلو غرام الواحد من الأصناف التي تحتوي على الفستق الحلبي، إلى قرابة الـ 3500 ليرة سورية، ولذلك أغلب الزبائن هنا يطلبون الأصناف الرخيصة من الحلويات، والتي لاتحتوي على الفستق الحلبي".
ويتوقع نعمة أن تتعرض الكثير من كميات الحلويات القليلة التي أنتجها إلى الكساد، مرجعا السبب في ذلك إلى عزوف الكثيرين عن شراء الحلويات في العيد، واستبدالها بمعجنات منخفضة الثمن.
وعلى مقربة من محل نعمة، يعرض الجزار، يوسف الحسن، اللحوم الحمراء أمام المارة، ويزينها بأعواد من نبات "البقدونس" الأخضر، لكي تلفت الأنظار.
ويبدو الحسن مكتئبا حين يقول: "غلاء اللحوم الحمراء أثر كثيرا على إقبال المستهلكين عليها، فقد وصل سعر الكيلو من لحم الغنم إلى 2000 ليرة سورية، وهذا ما أرغم الكثير من الأهالي على الالتفات إلى اللحوم البيضاء، وخصوصا تلك المجمدة المستوردة منها لأنها رخيصة الثمن".
لكن الحسن يؤكد في الوقت ذاته على أن أغلب الأهالي هنا لازالوا يصرون على شراء مادة اللحوم الحمراء لأن حضورها على الموائد في أيام العيد تقليد شعبي، مضيفا "لكن بكميات صغيرة ليست مثل السابق".
مقابل ذلك كله تشهد معظم الأسواق في المدينة حركة تجارية نشطة، وهو ما يبدو تحديا من الأهالي لحالة الحرب التي تعيشها البلاد منذ قرابة الخمسة أعوام.