وصف رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" السابق،
عبد الناصر سلامة، قرار مجلس الوزراء
المصري باستبدال اسم ميدان "رابعة العدوية" باسم النائب العام السابق
هشام بركات، ، بأنه ينم عن فراغ الأدمغة، وضحالة الفكر، وهشاشة الرؤية.
وقال سلامة: "تم إقحام اسم الرجل تاريخيا في لغط هو في غنى عنه، ولو أرادت الدولة تكريمه، لكانت قد وجدت الكثير من صور التكريم الأخرى التي تليق به، إلا أنه خلط الأوراق ليس أكثر، وكأن السيدة رابعة العدوية كانت تتصدر القوائم الانتخابية لجماعة الإخوان مثلا، فأراد ضعاف النفوس الانتقام منها، أو التنكيل بها".
وكشف، في مقاله بصحيفة "المصري اليوم"، السبت، عن أن أكثر من وزير من أعضاء الحكومة، عبروا له عن حالة استياء بالغ من تغيير اسم
ميدان رابعة.
وتساءل: مَن الذى اتخذ القرار إذن؟ ولماذا لم يسجلوا اعتراضهم حين إقراره؟
وأجاب ساخرا: بالتأكيد الأيام سوف تكشف الكثير، ربما بعد أربعة أسابيع، أو أربعة أشهر، أو حتى أربع سنوات.
وأضاف: "بالتأكيد حكومة المهندس محلب فرغت من كل مشاكلنا، لم يعد لديها قضايا تهتم بها، تفرغت لرابعة، وكل ما له علاقة برابعة، اختزلت كما الجهات الأمنية تماما، كل هموم الوطن في هذا الموضوع السخيف، "راحت تتسلى"، القضية الأولى الآن أصبحت شطب أسطورة الرقم أربعة من الذاكرة المصرية، هذا الرقم الذى يبدو أنه يطارد البعض في المنام في صورة كوابيس، بعد أن طاردهم في اليقظة في صورة أزمات نفسية".
وتابع: "إسهاما مني بصفة شخصية، في هذه الحملة الرسمية، وإدراكا لخطورة الموقف، ولأن المشوار يبدو طويلا مع هذا الرقم، وهذه الإشارة، أرى أن الحكومة يتحتم عليها اتخاذ المزيد من الإجراءات".
وواصل حديثه: "بحثت كثيرا عن حل مختلف، فلم أجد، وهو الخاص بإشارة الأصابع الأربعة، بما يفيد أنها إشارة سياسية، فقد وجدت أن الطريق الأسلم لحل هذه المشكلة هو قطع أصبعين من يد كل من يفعل ذلك، حتى لا يستطيع تكرار هذه الفعلة الشنعاء مستقبلا".
وتابع: "يا حبذا لو بدأنا حملة قطع من الآن لكافة أفراد الشعب، فلا أحد يضمن المستقبل، فقد يأتي اليوم الذى يمكن أن يتمرد فيه الناس جميعا، ويفعلوا هذه الفعلة المثيرة للأعصاب، المنهي عنها شرعا وقانونا، بحكم شرع وقانون هذه الأيام طبعا".
وأضاف: "بقيت الأرقام الحسابية، التي سوف تظل عامل تنغيص، تذكرنا بالذي مضى، فلا يُعقل بعد كل هذا أن يظل أبناؤنا التلاميذ يقرأون: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، لا بد أن تجتمع لجان من خبراء فى الرياضيات على أعلى مستوى، للبحث عن حل للرقم أربعة، إما بحذفه تماما، وإما بتغيير اسمه، وليكن وائل مثلا، أو تامر، أو حتى شوقية.
واستطرد: "بالتالي لن نقبل مستقبلا أن يكون ناتج جمع "اثنان + اثنان = أربعة"، بمعنى أن ذلك الناتج، هو الآخر، لم يعد يصلح للمرحلة الجديدة التي تعيشها بلادنا الآن، فما بالنا بأم أربعة وأربعين، وذكرى الأربعين، ورباعيات الخيام، وغير ذلك من أمور كثيرة، تستدعي أن تكون الحكومة الرشيدة فيل
نعقاد دائم، أو تنبثق منها حكومة مصغرة، تحت مسمى
"حكومة الهيافة".