قرر وزير أوقاف
الإنقلاب، محمد مختار جمعة، إيقاف إمام مسجد "الرحمن"، أكبر مساجد محافظة المنيا، والمفتش العام ومدير الإدارة بالمنطقة، التابعة للوزارة، عن العمل، لحين انتهاء التحقيقات، بسبب تمكينهم رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الشيخ أسامة حافظ، من الصعود للمنبر، وإلقاء خطبة عيد الفطر، دون الحصول على تصريح من الوزارة.
وقال جمعة في تصريحات صحفية، السبت، إنه قرر وقف المسؤولين عن تمكين القيادي بالجماعة الإسلامية من العمل، والتحقيق مع الإمام والمفتش عقب انتهاء إجازة العيد، على أن يكون التحقيق فى الديوان العام للوزارة.
وصرح وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا، محمد أبو حطب، بأن مسؤول الضبطية القضائية بالوزارة حرر محضرا لأسامة حافظ لصعوده المنبر بدون تصريح.
يأتي ذلك برغم أن خطبة الشيخ أسامة حافظ، لم يتخللها الحديث فى السياسة، ولكن كان الحديث عن سماحة العيد، وأخلاق المواطنين فى رمضان، وبعده.
وتحدث الشيخ أسامة عن فرحة المسلمين بذلك اليوم العظيم، وطالبهم بالثبات على الإيمان والعقيدة في زمن انتشرت فيه الفتن، والضغائن، وفق قوله.
وأضاف أن المسلمين لابد أن يفرحوا، وأن عيد الفطر جعله الله تعالى ليكون عيدا للمسلمين يسترجعون فيه حياتهم مع الله في شهر رمضان.
وبسؤال إمام المسجد عن تغيبه قال إنه من قرية بعيدة بمركز المنيا، وهى قرية ريدة، ولم يتمكن من الوصول للمسجد قبل الصلاة.
وعلق إعلاميون داعمون للانقلاب على الأمر بالقول إن الجماعة الإسلامية أوصلت رسالة قوية لوزارة الأوقاف تؤكد فيها أنها تتحداها، وأن قبضتها لا تزال قوية على مسجد الرحمن " أعرق وأكبر مساجد الجماعة في الصعيد.
واعتبروا أن صلاة العيد، أسقطت ورقة التوت عن الوزارة، مشيرين إلى تمكن عدد من قيادات الجماعة الإسلامية في صعيد مصر من اعتلاء المنابر، وإلقاء الخطب على أنصارها على مرأى ومسمع من الجميع.
وأشاروا إلى اعتلاء الشيخ صلاح هاشم أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، مسجد الأنصار في محافظة سوهاج، بخلاف سيطرة الجماعة على مسجد الجمعية الشرعية بمحافظة أسيوط، ليقع الصعيد في براثن الجماعة الإسلامية، وشيوخها، وفق قولهم.
ومسجد "الرحمن"، بحي أبو هلال، بمدينة المنيا، يعد أكبر معاقل الجماعة الإسلامية، بمحافظة المنيا، لسنوات عدة، قاربت الـ14 عاما، لكن وزارة الأوقاف تمكنت من وضع يدها عليه، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، منذ أشهر قليلة فقط.
وأدانت الجماعة الإسلامية الاعتداءات التي ارتكبتها الشرطة المصرية، صبيحة عيد الفطر، أثناء تفريقها لمسيرات سلمية معارضة لنظام الحكم بمنطقتي ناهيا والطالبية، التي أودت بحياة العديد من الضحايا في يوم تجمع الفرحة والبهجة فيه شمل المصريين.
وأكدت الجماعة إدانتها لصور القتل العشوائي كافة أيا كان مرتكبها كما أكدت رفضها لسياسات القمع والتصفية خارج إطار القانون.
ونبه بيان أصدرته الجماعة، وتلقت صحيفة "
عربي21" نسخة منه، إلى أن هذه السياسات لن تكون أبدا مخرجا للوطن من أزمته؛ وإنما تمثل تعميقا لجرحه النازف، وتعقيدا لأزمته، بما يهدر جهود المخلصين الساعين لحل الأزمة حلا سياسيا عادلا يضمن مشاركة جميع المصريين في بناء الوطن على أسس صحيحة، وفق البيان.
كما أصدرت الجماعة بيانا هنأت فيه شعبَ مصر وجميعَ المسلمين في العالمِ بعيد الفطر المبارك.
وقال البيان: "مضى رمضان، وجاء العيد بشيرا لأمتنا، نذيرا لأعدائها، قوة لشبابها، ووعيا لجماهيرها، أملا لمستضعفيها، يأسا لظالميها، وعدا لصابريها، ووعيدا لمستكبريها".
وأضاف البيان: "عقيدة هذه الأمة وشريعتها قوة جبارة كامنة تظهرها هذه الشعائر الربانية التي تستعصى على كل قوة، وتتحدى كلَ جبروت .
وإن على حكام هذه الأمة أن يُقدسوا هذه العقيدة ويحترموا أهلها ويعتمدوا على تقديسها وتقديمها في بناء حكمهم، لا على محاربتها والمتاجرة بأهلها ومخلصيها".
وتابع البيان: "جاء رمضان ومعه العيد ليتركا سلاما وأمانا وسكينة، ونحن نؤكدها ونرفعها اليوم: لكلِ مظلومِ صابر، ولكلِ أسرة مكلومة، ولكل أمِ شهيد فقدت كبدها، ولكل مجاهد مخلص، ولكل مرابط على ثغرٍ من ثغور الإسلام في القدس وغيرها، ولكل مهاجر يكتو بنار الغربة"، بحسب البيان.
يذكر أن النيابة العامة في مصر قررت حبس رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق الدكتور عصام دربالة 15 يوما أخرى على ذمة التحقيقات، على خلفية اتهامه بالتحريض على العنف.