حذرت نخب
إسرائيلية من تعاظم التهديدات الاستراتيجية التي يمكن أن تشكلها
السعودية، بعد التوقيع على
الاتفاق النووي مع
إيران.
وأشارت هذه النخب إلى أنه على الرغم من التقاء المصالح الظاهري بين السعودية وإسرائيل في كل ما يتعلق بمواجهة النووي الإيراني، فإن وضع الاتفاق موضع التطبيق سيدفع السعودية للإقدام على خطوات تتعارض بشكل كبير مع المصالح الإسرائيلية.
فمن ناحيتها، قالت الدكتور ميخال يعاري، المختصة بالشأن السعودي، إن السعودية ستكون أول دولة في المنطقة ستخوض سباق تسلح نووي في أعقاب الاتفاق مع إيران حفاظا على بقاء نظام الحكم فيها، الذي يفترض أن يتعرض للمخاطر في أعقاب الشراكة المرتقبة بين واشنطن وطهران.
وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم، استخفت يعاري بالتقديرات التي ترجح تحسن العلاقة بين تل أبيب والرياض في أعقاب الاتفاق، مشيرة إلى أن تقدير السعودية لمصالحها الاستراتيجية سيدفعها للإقدام على خطوات تمثل تهديدا لإسرائيل.
من ناحيته، قال المعلق العسكري ألون بن دافيد، أن السعودية ترى في إيران تهديدا أكبر بكثير من تهديد تنظيم الدولة، لأنها قادرة على إحدات تحولات جيوسياسية وجيواستراتيجية كبيرة، ما يغير حقائق الجغرافيا السياسية بشكل واضح.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم، رجح بن دافيد أن تكون السعودية هي أول دولة تتجه للحصول على السلاح النووي.
ويذكر أن مجلة "مباط عال" التي يصدرها "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي قد حذرت مؤخرا من أن إسرائيل لا يمكنها إحباط أي توجه سعودي للحصول على سلاح نووي، بسبب مركزية دور الرياض في العالم الإسلامي وبسبب احتياج الغرب لمصادر الطاقة التي بحوزتها.
وفي السياق، قال المستشرف إيلي فودا إن السياسة السعودية التركية تجاه سوريا تتعارض مع المصالح الإسرائيلية.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الأربعاء، قال فودا إن عمل كل من السعودية وتركيا على إسقاط نظام الأسد قد يجلب مأزقا استراتيجيا لإسرائيل، على اعتبار أن من سيحل محل النظام هي التنظيمات السنية الجهادية المتطرفة.
وعلى صعيد آخر، اعتبرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن التقارب بين السعودية وحركة حماس لا يخدم المصالح الإسرائيلية.
ونقلت الإذاعة العبرية مساء أمس عن المصادر قولها، إن حاجة السعودية للحركات الإسلامية السنية المعتدلة جعلها تغير سياساتها تجاه جماعة الإخوان المسلمين وفروعها في المنطقة.
وزعمت المصادر أن التقارب بين السعودية والإخوان المسلمين ينسف موازين القوى القائمة الحالية في المنطقة، ويقلص من هامش المناورة المتاح أمام حلفاء تل أبيب في كل من القاهرة وعمان.