تناول موقع قناة العالم
الإيرانية، زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة
حماس، خالد
مشعل، إلى
السعودية، وقالت إن الزيارة تعكس تقاربا سعوديا حمساويا، الأمر الذي "شكل صدمة للقاهرة، وإزعاجا لطهران".
وأوضح الموقع في تقرير له نشره الأربعاء، أن إيران ابتعدت عن الخط السياسي الذي يقوده مشعل، "منذ أن وضع أبو الوليد كل بيضاته في السلسلة القطرية - الأردنية ومن يقف وراءها".
وقال إنه على الرغم من كل التأكيدات التي تصدر عن مسؤولين
مصريين بعدم وجود خلافات بين القاهرة والرياض، وتطابق آراء النظامين حول القضايا الإقليمية والدولية، لكن الواقع شيء آخر، مشيرا إلى "المناوشات" الإعلامية في البلدين.
وأوضح أن ما يفرق مصر والسعودية اليوم أكثر مما يجمعهما، وأن إعلام البلدين يعبر عن خلافات حادة بين القيادة، لا يجمعها سوى بضعة مواقف ومصالح مشتركة، تختصر بالدعم السعودي والخليجي لمصر في 30 حزيران/ يونيو 2013، خوفا من تداعيات الربيع العربي على أنظمة الحكم الخليجية.
فيما تبقى الأخيرة بحاجة لمصر بسبب ثقلها الحضاري والسكاني وقدراتها البشرية وتاريخها السياسي، الذي كانت السعودية في مواجهته وزمرة أعدائه في الغالب، بحسب الموقع الإيراني.
ووفقا للموقع الإيراني، فإن ما يؤجج الخلاف بين السلطات المصرية والسعودية هو التقارب الأخير الذي جرى بين حركة حماس والقيادة السعودية.
هذا التقارب يرى فيه الموقع أن السعودية تحاول من خلاله استغلال إمكانيات الحركة المنتشرة في العديد من البلدان، خاصة البلدان المستهدفة سعوديا، مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
وأشار الموقع إلى أن الموقف المصري من التقارب السعودي الحمساوي يأتي مدعوما خليجيا من الإمارات، التي ترى في الإخوان أكبر تهديد يواجهه نظامها، ومجمل البلدان الخليجية. "بالتالي فإن القاهرة وأبوظبي تبتعدان عن الرياض بسبب توجه الأخيرة نحو الإخوان وتركيا.
وأجمل في تقريره الخلافات المصرية السعودية في نقاط رئيسة أولاها: "العلاقة مع الإخوان المسلمين، بكل تنظيماتها المحلية والإقليمية والدولية، وهذا الأمر يعدّ خطا أحمر بالنسبة للنظام الحالي في مصر، الذي أطاح بحكم محمد مرسي، وقام بخطر الجماعة، ووضعها على قائمة الإرهاب ومحاكمة قياداتها ورموزها".
والنقطة الأخرى هي "المشكلة المصرية مع الإخوان، فقد جعلت القاهرة تعزف على وتر مخالف للسعودية وقطر فيما يتعلق بالوضع في سوريا، وهذه نقطة الخلاف الجوهرية الأخرى، بحسب الموقع.
فالقاهرة استبعدت الإخوان في سوريا من اجتماعات المعارضة لديها، بل إن نظام عبد الفتاح السيسي يرفض الحل العسكري، ويؤكد على الحل السلمي، في رؤية هي أقرب إلى الموقف الروسي والإيراني، منه إلى الموقف الأمريكي والحلف (السعودي ـ القطري ـ التركي).
وأضاف إلى هذه النقاط ما يتعلق بالوضع في اليمن، فعلى الرغم من الدعم المصري والمشاركة في العمليات السعودية ضد الحوثيين في اليمن، إلا أن الخلافات بين الجانبين بدأت تطفح بعد عجز الرئيس اليمني في إثبات وجود على الأرض، و"لجوء السعودية إلى حلفائها التقليديين، أي القاعدة والإصلاح"، وفق تقرير الموقع.
وفي هذا المجال اشتد الخلاف مؤخرا بين الرياض والقاهرة بعد استقبال الأخيرة لمبعوث الرئيس اليمني الأسبق على عبد الله صالح، "أبو بكر القربي"، والاتصالات التي تجريها القاهرة مع أطراف الأزمة اليمنية، ومنهم جماعة الحوثي.
وأضاف أن التحالف السعودي الذي بدأ مع مصر والإمارات والأردن، تحول اليوم نحو قطر وتركيا، وبدأ المحور المصري ـ الإماراتي يظهر بوضوح، من خلال الموقف في ليبيا وسوريا، مع أن تصورات الأردن أقرب إليه، ويمكن أن يشمل السودان أيضا، لارتباط الأخيرة بالوضع المصري.
والنقطة الأخيرة، بحسب الموقع، تظهر فيما قامت به مصر مؤخرا من منع لكتب ابن تيمية وابن عثيمين وابن عبد الوهاب وابن باز وسائر دعاة الوهابية، "ما يعبر عن وجه آخر عميق للأزمة بين المنظومتين".
وأشار إلى الحديث الذي يطلق من بعض رجال الأزهر في مصر ضد الوهابية والسلفية، وعن تجديد المناهج، واعتماد الوسطية وعدم تكفير المسلمين، "حيث يرى فيه ذلك كثيرون تقليما للنفوذ السعودي التقليدي المستند إلى الجماعات السلفية"، التي وصفها الموقع الإيراني بأنها "أضحت حواضن الإرهاب، ومفقسات المجرمين الذين يهددون الأمن المصري اليوم".
وقال الموقع إن ما يجمع الرياض والقاهرة اليوم، أضعف من شعرة معاوية، فلو كانت مصر مستقلة في قرارها الاقتصادي، ويمكنها التعويض عن الدعم الخليجي بالاعتماد على ذاتها، واتباع استراتيجية اقتصادية وطنية، لاستطاعت لعب دور أكبر في محيطها الإقليمي، وقيادة المنظومة العربية التي أصبحت مطية البترودولار، وفق تعبيره.
وختم الموقع الإيراني تقريره بالقول إن "مصر تستحق أكثر من أن تتحول وشعبها وحضارتها إلى تبع لملوك الرمال"، وفق تعبيره.