نشرت صحيفة "سلايت" الناطقة بالفرنسية، تقريرا حول استفادة
تنظيم الدولة من
تسريبات ويكيليكس، ورد فيه أن الكشف عن أساليب عمل الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية؛ مكّن التنظيم من تطوير أنظمة الاتصال لديه، بطريقة تجعل التجسس عليه أكثر صعوبة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الاستخبارات الأمريكية لاحظت أن أساليب التواصل وتبادل المعلومات بين قيادات تنظيم الدولة؛ تغيرت في الفترة الأخيرة، بعد التسريبات التي كشف فيها الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية
إدوارد سنودن، عن الطريقة التي تعتمدها الولايات المتحدة لجمع المعلومات والتجسس حول المجموعات المسلحة في العالم.
وأضافت، نقلا عن مصدر من داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية، أن "القيادات المفكرة في تنظيم الدولة درست هذه التسريبات، وتعرفت على الخطط التي تعتمدها الولايات المتحدة لجمع المعلومات حول المنتمين للتنظيمات المسلحة. ومن النتائج المباشرة لهذا التطور أن قادة التنظيم أصبحوا الآن يعتمدون نظام مراسلات معقدا، ويقومون بإرسال رسائل مشفرة لم يتمكن خبراء
السي آي إيه والجيش من كسر تشفيرها".
وبينت الصحيفة أن هذه المعلومات التي لم يتم الكشف عن هوية من أدلى بها؛ أعادت الجدال الذي كان دائرا حول الضرر الذي ألحقته تسريبات إدوارد سنودن بأمن وسمعة بلاده، حيث انتشرت تغريدات على "تويتر" تنتقد تصرف سنودن وتسائله حول شعوره، بعد أن تبيّن أن أبا بكر
البغدادي استخلص دروسا من تسريبات ويكيليكس، ومن المصير الذي لاقته تنظيمات مسلحة أخرى كانت خططها وتحركاتها مكشوفة لدى الاستخبارات الغربية.
في المقابل؛ نقلت "سلايت" عن الصحفي الأمريكي غلين غرينولد، الذي أسر إليه سنودن بمحتوى الوثائق السرية التي يملكها؛ تشكيكه في صحة هذه الادعاءات التي نسبت إلى مصادر مجهولة داخل أجهزة الاستخبارات الأمريكية، واعتبر أنها لا تعدو أن تكون شائعات قد تم تسريبها لإحراج سنودن.
وأشارت الصحيفة إلى أن المدير السابق للسي آي إيه، مايكل موريل، أصدر كتابا في شهر أيار/ مايو المنقضي، ذكر فيه أنه "بعد أسابيع قليلة من ظهور تسريبات ويكيليكس؛ شرعت المنظمات الإرهابية حول العالم، في تغيير طرق العمل والتواصل على ضوء الاكتشافات الجديدة، وتم تجفيف كافة منابع المعلومات المعتمدة في السابق، وتغيير كافة التكتيكات".
وحول كيفية استفادة تنظيم الدولة من التسريبات؛ قالت الصحيفة إن المعلومات التي كشفها سنودن، تضمنت تفاصيل حول نظام مراقبة الرسائل الإلكترونية، الذي تعتمده السي آي إيه لمراقبة مراسلات الأجانب الذين يعيشون في الولايات المتحدة. كما أن هذه الوثائق تذكر بالتدقيق أسماء شركات الاتصالات المتعاونة مع السي آي إيه، وهو ما دفع بالكثير من المشتبه بهم، والخاضعين للرقابة؛ إلى تغيير عناوينهم الإلكترونية، أو مزود الإنترنت خاصتهم.
وفي الختام؛ اعتبرت الصحيفة أنه من الصعب تصنيف المعلومات التي استفاد منها تنظيم الدولة إلى معلومات سربها سنودن، ومعلومات جاءت من مصادر أخرى، "فبينما يؤكد مسؤولو السي آي إيه على مسؤولية سنودن في تطور أساليب تنظيم الدولة؛ يؤكد الخبراء أن التنظيم يضم في صفوفه عددا كبيرا من المقاتلين السابقين في تنظيم القاعدة بالعراق، الذين استفادوا كثيرا من المواجهة مع الجيش الأمريكي بعد غزو بغداد، ليتعلموا كيفية البقاء بعيدين عن أعين الأجهزة الاستخباراتية الغربية".