أنصار أردوغان يدعمونه بالحملة العسكرية رغم تزايد القلق
إسطنبول - أ ف ب02-Aug-1512:04 AM
شارك
مؤيدو أردوغان أبدوا ثقتهم الكاملة بـ"طيب" كما يسمونه (أرشيفية) - أ ف ب
في الشوارع المكتظة والساحات الحافلة بمرتاديها في حي قاسم باشا بإسطنبول، الذي يشكل معقل حزب العدالة والتنمية الحاكم، لا أثر تقريبا للحرب الجارية على بعد أكثر من ألف كم على التمرد الكردي.
لكن السكان، في الحي الذي نشأ فيه أردوغان، بالرغم من دعمهم المبدئي للغارات الجوية على مواقع حزب العمال الكردستاني، يخشون تصعيدا للعنف.
في هذا الحي الذي نشأ فيه الرئيس رجب طيب أردوغان، تبدو الشوارع والأرصفة نظيفة، وتشاهد نساء محجبات يرتشفن حول طاولة واحدة مع الرجال في الظل اتقاء للحر القاسي.
لا يمكن رصد أي من طائرات إف-16 التابعة لسلاح الجو التركي في السماء، لكن تبرز كثرة الجنود في حافلات المترو أو حول المناطق السياحية، فالإنذارات الأخيرة بعبوات مفخخة في إسطنبول، العاصمة الاقتصادية للبلاد، لم تترك أثرا على الحياة اليومية لسكان قاسم باشا.
ويترقب السكان التلفزيون لمتابعة تطورات الحملة العسكرية التي قالت السلطات إنها تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة ومتمردي حزب العمال الكردستاني.
كل من سألناه عشوائيا في شوارع قاسم باشا أكد ثقته الكاملة بـ"طيب"، على ما يسمون الرئيس التركي في هذا الحي.
وقالت أمينة، المحافظة البالغة 45 عاما، التي رفضت الكشف عن اسم عائلتها، "إنه يفعل ما في مصلحتنا، إن شاء الله سيصد القتلة"، في حين أكد أحمد كوتشوك أوغلو، الموظف البالغ 29 عاما، أنه "لم تجر هذه الأحداث بسبب طيب"، معتبرا أن تركيا هي مجددا ضحية "مؤامرة تدبرها قوى خارجية".
من جانبه، يعتقد نور الدين أوندير المتقاعد كغيره أن أردوغان فعل ما كان ينبغي فعله "عبر إصداره الأمر بشن غارات جوية على قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق"، معتبرا أن المتمردين الأكراد الذين هم الذين بدأوا بالتعدي عندما "قتلوا اشخاصا في أثناء نومهم"، في إشارة إلى شرطيين قتلا في مسكنهما في جيلان بينار (جنوب شرق) في 22 تموز/ يوليو، في أول هجوم من نوعه تبناه حزب العمال الكردستاني بعد هدنة بين الطرفين استمرت سنوات.
لكن أوندير لا يشاطر بالكامل وجهة نظر السلطة، التي تساوي بين "إرهابيي" حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة، قائلا: "بالنسبة إلي، الأكراد إخوتنا، حتى لو كان بعضهم في حزب العمال الكردستاني"، معربا عن خشيته من انطلاق دوامة مطولة من العنف، مؤكدا: "كنا في سلام، كان ذلك جيدا".
يشاطر هذا القلق محمد كزاك بائع الطماطم بقوله: "لم نعد نريد أن نسمع كلاما عن شهداء وقتلى في المعارك"، علما بأن المواجهات بين الجيش والتمرد الكردي أسفرت في السنوات الـ30 الأخيرة عن مقتل حوالى 40 ألف شخص. وتابع أنه في إسطنبول "لا مشاكل بين الأتراك والأكراد".
أما سوزان أرغون، البالغة 35 عاما، فهي الوحيدة التي أقرت "أنها تعيش في خوف". وأوضحت ربة المنزل بقولها: "لدي ابن في الـ17، كل الوقت أنبهه من الذهاب إلى أماكن مكتظة". وتابعت: "بعون الرئيس، أرجو أن تنتهي كل هذه العمليات العسكرية".