قال أمين عام مجلس
الجالية المغربية بالخارج (حكومي)، عبد الله بوصوف إن "إنتاج ثقافة دينية معتدلة، كفيلة بمحاربة
الإرهاب"، مشيرا أن "الفعل الثقافي أساسي لمحاربة الإرهاب، والمقاربة
الأمنية لا تكفي، خصوصا أن الترسانة القانونية والأمنية للأوروبيين والأمريكيين لم تستطع القضاء على التنظيمات الإرهابية وقدرتها على استقطاب
الشباب".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده الإثنين، بوصوف، في العاصمة المغربية، الرباط، حول "الجالية المغربية المقيمة بالخارج والمستجدات الوطنية والدولية".
وأضاف بوصوف أن "قضية الهوية لا يمكن معالجتها بطريقة تقنية، مثلا ظاهرة الشباب المسلم الذي يتوجه من فرنسا وهولندا وبلجيكا إلى تنظيم الدولة، لا يمكن معالجتها انطلاقا من قرار سياسي، ولكن يستلزم إنتاج ثقافة تحصن الشباب بالخارج، وتمنعهم من البحث عن نماذج في عوالم أخرى، والتعريف بنموذج الدين الوسطي المعتدل".
واعتبر أن "العاطفة الدينية للشباب المسلم في أوروبا تجعله يقع ضحية لتجار الموت، خلال بحثه عن نموذج للتدين، وهو ما يقتضي الاشتغال على التعريف عن الإسلام المعتدل، بناء على معرفة حقيقية لأوضاع الجالية".
وأبرز بوصوف ضرورة "إعادة النظر في تكوين الأئمة بالخارج، وأهمية إلمامهم باللغات، وانسجامهم داخل المجتمعات التي يعيشون فيها"، مطالبا بـ "توجيه وتوعية الشباب من أجل الحد من توجههم إلى بؤر النزاعات وتقوية معارف الأئمة، والتعريف بنموذج التدين المغربي المنفتح، الذي يتسم بالوسطية والاعتدال".
وسبق أن قالت الوزيرة المنتدبة بوزارة الخارجية المغربية مباركة بوعيدة، قبل أيام إن "المغرب اعتمد إستراتيجية لمكافحة الإرهاب، تضم إجراءات أمنية وتنسيق دولي وإصلاح الشأن الديني ومبادرات تنموية".
وأشارت الوزيرة في بيان لها، إلى " وضع إستراتيجية شاملة ومتعددة الأبعاد تجمع بين الإجراءات الوقائية، التي تسعى للقضاء على العوامل المساعدة على التطرف، وضرورات الحفاظ على الأمن والاستقرار".
ولفتت الوزيرة إلى أن "المغرب أطلق أيضا عددا من المبادرات لتحفيز النمو الاقتصادي والتنمية البشرية والحفاظ على الهوية الثقافية، لاسيما من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وإصلاح الشأن الديني، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال، وطنيا وإقليميا ودوليا".
و يذكر أن وزير الداخلية المغربي، محمد حصاد كشف في تموز/يوليو 2014 بمجلس النواب المغربي أن "أكثر من 1122 مغربي يقاتلون في سوريا والعراق في صفوف تنظيم الدولة، ويرتفع العدد إلى ما بين 1500 و2000 مغربي باستحضار المغاربة الذين التحقوا بالمنطقة انطلاقا من أوروبا".