أنبأت سيطرة
المقاومة الشعبية، الاثنين، مدعومة بقوات الجيش الوطني على
قاعدة العند الجوية أكبر قواعد البلاد العسكرية، عن تحول استراتيجي في مجرى الصراع في
اليمن.
ومثّلت الخطوة العسكرية التي قامت بها المقاومة الشعبية من خلال نجاح هجومها الواسع لاستعادة القاعدة الجوية في محافظة لحج (60 كيلومترا شمالي
عدن)، تحولا جديدا في إدارة الصراع عسكريا، وفق ما علق عليه متابعون للشأن اليمني.
وعلق الخبير العسكري، اللواء الأردني المتقاعد، فايز الدويري، في حديث لـ"
عربي21"، الثلاثاء، على هذا التحول الاستراتيجي، بالقول إن سيطرة المقاومة الشعبية على قاعدة العند العسكرية تشكل نقطة تحوّل بالنسبة لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من الدفاع إلى الهجوم، أي أنهم أصبحوا الطرف الذي يملك زمام المبادأة.
وذكّر بأن قاعدة العند تعد أهم قاعدة عسكرية في اليمن، وأنها أنشئت في عهد الاحتلال البريطاني وطورت زمن الاتحاد السوفييتي، وكان لها دور فاعل في الحرب الأهلية في الـ1994، مضيفا أنها لطالما مثّلت المفتاح الرئيس لمحافظة عدن.
وتمثل السيطرة على قاعدة العند الجوية عسكريا، أهمية خاصة، إذ إنه يمكن التحرك منها باتجاه الشمال، نحو الضالع والبيضاء وتعز، وهذ هي نقطة التحول الرئيسة في إدارة الصراع، إذا ما استغلتها المقاومة الشعبية بشكل جيد، وفق الدويري.
وأشار إلى أن وجه الصراع في اليمن سيتغير إذا ما استوفى الشروط اللازمة له.
وأوضح أن ذلك يتم من خلال توفير المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني الدعم الكامل بالمعدات والذخائر والإسناد الجوي، لدفع جماعة
الحوثي وقوات الرئيس السابق علي صالح إلى الانكفاء باتجاه الشمال، وتركيز دفاعاتهم في البيضاء وتعز.
وأكد الدويري أن تداعيات السيطرة على قاعدة العند، غيرت من وجه المعركة القائمة جنوبا، وأصبح زمام المبادأة بيد المقاومة الشعبية.
وفي معرض حديثه عن الأهمية التي تمثلها قاعدة العند، أشار الدويري إلى أنه "عندما نتكلم عن قاعدة العند فهذا يعني أننا نتحدث عن 60 كيلومترا شمالي عدن، وفي لغة المساحة 5% من جغرافية اليمن، التي تمت استعادتها، مضيفا أن السيطرة على هذه القاعدة لها رمزيتها، حيث إن عدن ستكون العاصمة المؤقتة، وهي مفتاح التحرك شمالا.
وبالحديث عن تحركات جماعة الحوثي المتوقعة بعد خسارتها القاعدة العسكرية، فإنه تجدر الإشارة إلى أن المنطقة هناك تفتقر إلى الدفاعات المتتالية، لأن جماعة الحوثي كان لها انتشار زائد حينها، مكنها بالتالي من السيطرة على المعسكرات والمناطق الحساسة والمدن، بحسب الدويري.. ولكن السيطرة على قاعدة العند ستدفع الجماعة المتمردة إلى أن تنكفئ إلى معسكرات قد تبعد 50 أو 80 كيلو مترا بعيدا عن القاعدة.
وقال المحلل العسكري إن جماعة الحوثي والقوات الموالية لعلي صالح ستركز دفاعاتها في تعز والبيضاء، ما يعني تحولا استراتيجيا في مجرى الصراع.
يشار إلى أن وزارة الدفاع في الحكومة التي يقودها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أعلنت الاثنين أن قوات الجش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت من استعادة السيطرة على قاعدة العند الجوية، أكبر القواعد العسكرية في البلاد، من أيدي الحوثيين وحلفائهم، وذلك بعد هجوم دام 24 ساعة، استخدمت فيه دبابات وأسلحة ثقيلة، زودها بها التحالف الذي تقوده السعودية.
وتحدثت الأنباء عن مشاركة قرابة ثلاثة آلاف مقاتل من المقاومة الشعبية، شاركوا في استعادة قاعدة العند، وهم يتوجهون في هذه الأثناء إلى محافظة الضالع لملاحقة الحوثيين و"تطهيرها بالكامل"، على حد قولهم.
وقال قائد معركة تحرير العند، اللواء فضل محسن، في تصريح نشرته وسائل إعلام محلية إن "خبراء إيرانيين كانوا يتواجدون في قاعدة العند لمساندة مليشيا الحوثي وقوات صالح".
لمتابعة المزيد:
قاعدة العند.. القاعدة الأسطورة (بروفايل)