سياسة عربية

أحرار الشام: إيران طلبت إفراغ "الزبداني" من الوجود السني

أحرار الشام تناشد الفصائل الوحدة من أجل الزبداني ـ أرشيفية
كشفت حركة "أحرار الشام الإسلامية"، عن أنها أجرت مفاوضات مع الإيرانيين، وأعلنت رفضها لمقترح إيراني يقضي يإخلاء المدينة من المدنيين، معتبرة الفكرة محاولة "لتفريغ محيط دمشق من الوجود السني" وناشدت من وصفتهم حلفاءها الإقليميين بالتحرك لمواجهة المشروع الامبريالي الإيراني.

وتعيش مدينة الزبداني في ريف دمشق، على وقع معارك طاحنة بين فصائل الثورة السورية، مقابل وحدات من الجيش النظامي وحزب الله وجيش التحرير الفلسطيني وقوات الدفاع الوطني من طرف، في محاولة للسيطرة عليها منذ أكثر من شهرين.

وقالت حركة أحرار الشام في بيان نشرته الأربعاء، "نعلن لشعبنا الحبيب وأهلنا في الزبداني الصامد توقف المفاوضات مع الوفد الإيراني".

وناشدت "حلفاءها الإقليميين" التحرك، قائلة "إن مشروع إيران لن يكتمل حتى يحدثوا في بلادهم الخراب الذي أحدثوه في سوريا، وأن ثورة الشام ما تزال الخط الأول في مواجهة المشروع الإيراني الإمبريالي الذي يحارب في سوريا وعيونه على مكة والمدينة".

وأضافت "أحرار الشام"، أن سبب توقف المفاوضات "نظرا لإصرارهم على تفريغ الزبداني من المقاتلين والمدنيين وتهجيرهم إلى مناطق أخرى".

وتابع بيان الحركة "لقد اقتربت سوريا من أن تجتاز نقطة حرجة، فيما يخص تقسيمها وتغيير ديموغرافيتها، لأن خطة التهجير الطائفي وتفريغ دمشق وما حولها، وكافة المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان من الوجود السني، أصبحت في مراحلها الأخيرة، وزبداني الصمود والإسلام هي أول خطوة في آخر مرحلة ستنتهي في الغوطة الشرقية لا قدر الله".
 
 وسجلت الحركة أن ما سبق ذكره ليس بتحليل ولا جزءا من نظرية مؤامرة، بل هي معلومات دقيقة لا تحتمل الشك، وبات من الضروري أن يتم وضع جميع الأطراف أمام مسؤوليتها".

وأوضح البيان "لقد شرفنا أهل الزبداني بتفويضهم لنا لندافع عن مصالحهم ونحقق آمالهم في مخرج مشرف وإنساني من الأزمة التي يمرون فيها، ولكن قضية الزبداني تجاوزت حدود الزبداني وتجاوزت مسؤولية حركة أحرار الشام لتصبح قضية سوريا وأكبر صخرة في وجه مشروع التقسيم والتهجير الطائفي في سوريا".
 
ومضى البيان يقول: "لقد حاولنا أن نوازن بين طرفي معادلة صعبة، بين الحالة الإنسانية بسلامة أهلنا ومجاهدينا في الزبداني من جهة، والحرص على عدم التفريط بمستقبل سوريا من جهة أخرى، سوريا التي باعها الأحمق المطيع لإيران، وبذلنا في ذلك وسعنا ولازلنا بفضل الله نمارس ضغوطات مؤثرة، ولقد كان معنا في هذا الجهد أخوة أحبة على قلوبنا من مختلف الفصائل، ولكننا الآن نرى أن الأمر بات شأنا وطنيا إقليميا يمس السنة في كل المنطقة".
 
وأفادت الحركة "وعليه، فإننا نهيب بجميع فصائل الشام دون استثناء أن يدركوا خطورة ما يحاك، وأن يتدبروا عبر التاريخ ما حصل للملوك الطوائف والممالك، فكلنا مستهدفون والعاقل من اتعظ بغيره، وندعوهم جميعا إلى إشعال الجبهات ولا سيما في دمشق وما حولها لفرض واقع جديد على إيران وذنبها بشار ومليشياته، كما ندعو علماءنا الأفاضل، ورثة الأنبياء، أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام الله والتاريخ".

وأعلنت الحركة أنها ستتواصل مع "أهلنا ومقاتلينا في الزبداني، ومع أهم الفصائل المسلحة والعلماء والشخصيات الثورية المخلصة للوصول إلى قرار جامع بإذن الله، نرمي به عدونا عن قوس واحدة، ونقول لأهلنا في الزبداني، نفوسنا فداؤكم، وإن باعدت بيننا المسافات فنحن معكم خطوة بخطوة نستنفذ الوسع في نجدتكم فحياتكم هي الأولوية دون غيرها، وقد علم أعداؤنا أن مصير عصاباتهم ومليشياتهم في الشمال مرتبط بمصيركم".