سياسة عربية

تفاعل مع هاشتاغ "راقبوا الخُمس" الذي أطلقه مغردون سعوديون

مغردون يتهمون وكلاء شيعة بنقل زكاة الخُمس إلى إيران - ارشيفية
تساءل عدد من المغردين السعوديين اليوم الخميس، عن قنوات صرف أموال زكاة "الخُمس" التي يدفعها الشيعة في السعودية لوكلاء مراجع الشيعة في المملكة، والبالغ عددهم أكثر من 200 وكيل يمثلون عددا من مراجع التقليد الذين لا يوجد أي منهم في السعودية أو الخليج عموما.

وأطلق المغردون عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاغ "راقبوا الخُمس"، طالبوا من خلاله الحكومة والعلماء والمراجع الشيعية، بالكشف عن قنوات صرف أموال زكاة "الخُمس".

واتهم المغردون من يجمعون تلك الأموال بنقلها إلى إيران، بالإضافة إلى اتهامهم بـ"الفساد" و"الإثراء"،  مطالبين المراجع الشيعية بالعمل على صرف هذه الأموال "في الداخل وعدم إرسالها للخارج"، خصوصا إلى إيران.

وأبدى المغردون أسفهم لما وصفوه بـ"جمود الحراك الاقتصادي والاجتماعي" في المناطق الشيعية، على الرغم من "ضخامة أموال الخُمس التي تخرج من جيوب سكانها".

من جهته، ذهب الدكتور توفيق السيف، وهو باحث شيعي، إلى أن أموال زكاة "الخمُس" تجمع من شيعة السعودية وترسل إلى إيران والعراق.

ولفت السيف، في فيديو نشر له على موقع "يوتيوب"، إلى أن أموال "الخمس" التي تجمع من الشيعة في المنطقة الشرقية ساهمت "على مر عقود في دعم الحوزات العلمية في إيران والعراق وغيرها من بلدان العالم، ولم يكن مجتمعنا البسيط يسأل وكلاء المرجعيات الدينية عن أوجه صرف هذه الأموال".

وأضاف السيف: "أنه في ضوء تراجع أوضاع البلاد خلال العشرين العام الماضية.. ومع ازدياد البطالة وانتشار الفقر، فقد أصبح توجيه هذه الأموال إلى الداخل أمرا ملحا".

من جهته، رد الكاتب والمفكر الشيعي محمد المحفوظ، على الاتهامات الموجه للجنة "زكاة الخمس"، وقال: "إن القول بأن أموال الخُمس لا يستفيد منها أهل المنطقة إنما هو قول خاطئ"، وأكد أن هناك الكثير من أجزاء "الخُمس" تُصرف في مشروعات خدمية واجتماعية ودينية وثقافية داخل المنطقة الشرقية.

وأشار قائلا: "من موقع قريب من الكثير من الوكلاء الشرعيين للمراجع الدينية، الذين تأتي لهم الأخماس، أرى أن هناك صرفا مباشرا لجزء أساسي وكبير من هذا الحق الشرعي على موارد ومشروعات محلية في المنطقة".

وكان الداعية الشيعي البارز محمد بن علي الحرز، قد طالب بمرجعية محلية للشيعة في المملكة العربية السعودية، كي تعالج المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لشيعة المنطقة بما يتناسب مع ظروفها، كما رأى أن "المرجعية المحلية يجب أن يكون لها دور في تفعيل قضية الخُمس".
 
وطالب أيضا بصرف أموال الأخماس في الداخل، معتبرا "أن الوقت قد حان" ليكون لشيعة القطيف مرجعية خاصة بهم؛ لـ"معالجة المشاكل الاجتماعية والتعاطي مع هموم الشيعة، بما يتناسب مع طبيعة المنطقة والظروف المحيطة بها".

وبحسب خبراء في الشأن الشيعي في السعودية، فإن الأخماس والحقوق الشرعية التي يدفعها الشيعة في المنطقة الشرقية في المملكة تحصد سنويا ما يزيد على الـ100 مليون دولار، تذهب غالبيتها للخارج عبر وكلاء محليين، وطبعا إلى مرجعيات متعددة، مثل علي خامنئي في إيران، والمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، بجانب مرجعيات أخرى في العراق وغيره.