قالت صحيفة "يديعوت"، الخميس، إن مراسل "فوروورد" اليهودية الأمريكية، رفع تقريرا خاصا لها حول انطباعات
الإيرانيين عن
الاتفاق النووي والعلاقة مع أمريكا وإسرائيل، وذلك من قلب طهران.
وجاء في خلاصة التقرير اليهودي المرفوع للصحيفة من إيران، أن الإيرانيين لا يهتمون فقط بالعداء للعالم بل وبحقوق الإنسان والحرية والرفاه في بلادهم أيضا، وليس لديهم مشكلة مع
إسرائيل، على ذمّة الصحيفة.
ونقل التقرير آراء رجل دين كبير يدعى آية الله يوسف، قال إنه كان تلميذ الخميني المتميز وأصبح أحد قادة التيار المعتدل في إيران، لكنّه اليوم خائب الأمل من الاتفاق النووي.
ويرى يوسف أن "المفاوضات كانت فقط عن البرنامج النووي والعقوبات. عن المال. لم يتناولوا أبدا موضوع حقوق الإنسان. لماذا لم يصر مندوبو القوى العظمى على الحديث عن حرية التعبير والصحافة في إيران؟ عن حرية التفكير؟ عن تشجيع الإبداع بدلا من الاستثمار بالمنشآت العسكرية؟".
وفي التفاصيل، قال معد التقرير: "وصلت إلى إيران ممثلا للصحيفة اليهودية الأمريكية (فوروورد)، صحفي أول لوسيلة إعلام يهودية، مؤيدة لإسرائيل، فأكون أو من يحصل على تأشيرة صحفي إلى إيران منذ الثورة الإسلامية في 1979. انتظرت لمدة سنتين صدور التأشيرة التي تسمح لي بان أرفع التقارير الصحفية من داخل الدولة. لأسبوع تجولت في إيران، يرافقني منتج مكلف من النظام ومترجم، ولكن القرار في من ألتقي ومن أسأل كان لي وحدي. تحدثت مع رجال دين ومع تجار في السوق، مع مسؤولين كبار في الحكومة ومع طلاب شباب، وفوجئت من الصراحة التي تحدثوا فيها عن إسرائيل، عن الولايات المتحدة وعن الاتفاق النووي"، بحسب "يديعوت".
"ليس لنا أي عداء تجاه إسرائيل"، قال لي نادر قادري، عندما كنا نتحدث في مدخل محله لبيع اللحوم في سوق تجريش شمال طهران، ونحن محاطان بجمهور من الفضوليين. هو أيضا، مثل آية الله، يعني أنه لا يعلق آمالا كبارا على الاتفاق. وقال: "أعتقد أنه سيطبق، ولكنه لن يؤدي إلى تحسين حياة السكان في إيران. همنا الأساس اليوم هو الحرية. هذا هو الكفاح الحقيقي"، وفقا للصحيفة.
وتابع كاتب التقرير القول، إنه في مدخل البرلمان التقى محمد حسن السفاري، الضابط السابق في الحرس الثوري الذي يتبوأ اليوم منصب رئيس لجنة الخارجية والأمن. وقال إن "السفاري يتبنى خطا متصلبا ومحافظا، ولكني عندما أشرح له أني جئت إلى إيران كممثل عن وسيلة إعلام يهودية أمريكية هامة، لا يتأثر".
وأضاف: "نحن نكن احتراما شديدا لليهود في العالم"، يقول لي. "معتقد اليهود يشبه معتقدنا، نحن المسلمين: كلنا نؤمن بإله واحد". عندها تأتي الـ"لكن" الكبرى، وهي العبارة التي كدت أسمعها من كل مسؤول تحدثت معه: "المشكلة هي الحكم الصهيوني المحتل، الذي يسيطر ويقتلع الناس من بيوتهم". أسأله بالشكل الأكثر صراحة: هل إيران تتطلع بالفعل إلى إبادة إسرائيل، والسفاري يفكر بكلماته بحذر، قائلا: "نحن معنيون بالعلاقات مع كل دول العالم – باستثناء الكيان الصهيوني. نحن غير معنيين بالحرب مع أي دولة، ولكن إذا هاجمتنا إسرائيل – وهذا يتضمن الاغتيالات لعلماء الذرة – فإن إيران سترد الهجوم"، على حد وصف التقرير.
وتابع معد التقرير بالقول، إن السكان يتحدثون بشكل مختلف، ونقل عن قادري، عندما صوره بهاتفه قرب محله في السوق، قوله: "سكان إيران يريدون أن يظهروا للعالم بطريقة ما أن ما حصل في السنوات الأخيرة ليس إرادة الشعب بل إرادة الحكومة الإيرانية". وأنه عاد وأكد: "ليس لنا أي عداء تجاه إسرائيل".
وقال الكاتب: "قرب قبر كورش جلست آلاء إبراهيم فور، مرشدة سياحية مرخصة، سألتني رأيي في الاتفاق. أعربت عن مخاوفي من الشكل الذي ستستعد فيه إيران لوفرة المقدرات الجديدة التي ستكون تحت تصرفها، والارتفاع المتوقع لنفوذها في المنطقة في السنوات القادمة. هذه الأقوال أثارت غضب الشابة، ولكنه لم يكن موجها لي. وقالت وهي تتحرر للحظة من النص المكتوب: هم ينقلون المال إلى دول أخرى.. ولكن الناس هنا يعانون من الجوع. واستدركت بأن مشروع الاتفاق يبعث الأمل بالتأكيد. وهي ترى منذ الآن في خيالها مستثمرين يعدون البنى التحتية للارتفاع في عدد السياح والسكان الأجانب الذين سيأتون إلى الدولة"، وفقا لتقرير صحيفة "يديعوت".