كثف النظام السوري من ممارساته التعسفية بحق مدينة
الزبداني وما حولها، في
ريف دمشق، لتعمل قواته مع بدأ الحملة العسكرية على المدينة منتصف شهر رمضان الماضي، على تجريف مساحات شاسعة من مزارعها الخضراء المثمرة، وإحراق آلاف الدونمات الزراعية فيها.
وتعرف سهول الزبداني ومضايا وبقين بمناطقها السياحية الخلابة، ولكن رونقها وجمالها السياحي لم يشفع لها، فبدأت قوات النظام بتجريف الأراضي فيها بشكل متقطع منذ العام الماضي. ففي أشهر الصيف من ذاك العام، قام النظام باستهداف حقوق القمح بعدما باتت جاهزة للحصاد، محدثا حرائق واسعة، أودت بالكثير من المحاصيل الزراعية.
وفي هذا العام توتر الوضع منذ بداية الشتاء، وكان المزارعون عازمين على اتخاذ إجراءات احترازية تمنع امتداد نيران قذائف النظام إلى محاصيلهم.
الناشط الإعلامي أبو العابد، وهو أحد أبناء المنطقة، أكد لـ"
عربي21" خلال اتصال خاص معه، أن النظام السوري لم يكتف بمشاريع القصف عن بُعد، بل فاجأ المزارعين بمنعهم من الدخول إلى مناطق السهول الزراعية التي تشتهر بزراعة التفاح، والإجاص، والخوخ، والدراق والجوز، معززا موقفه بتنفيذ عمليات قصف وقنص على مختلف المناطق في السهول، كما استهدف المزارعين بصواريخ كورنيت وقتل عددا منهم.
وأضاف المصدر: "منذ ما قبل شهر رمضان الماضي بعدة أيام، بدأ النظام بإشعال الحرائق في السهل كالعادة، بالقصف واستخدام طلقات الرشاشات الثقيلة الحارقة في ذلك، وتكرر المشهد ذاته، في الحقول حتى 16 رمضان، حيث بدأت المعركة في الزبداني".
وتابع: "بعد أيام من عجز النظام عن دخولها، لجأ لمحاولة اقتحام السهل، الذي هو بالأساس لم يكن مجهز للدفاع ولا يتواجد فيه تشكيلات للمعارضة السورية بشكل مباشر، بهدف منع النظام من التذرع بها من أجل أذية للمزارعين"، فحصلت بعض المناوشات في السهل، وبعد أيام فقط انسحبت المعارضة من المناطق المحيطة بالسهول، إلا أن النظام السوري استمر بقصف المزارع بالطائرات الحربية والدبابات محرقا مساحات شاسعة منها".
وفي خطوة ثانية، توغل النظام السوري ومليشياته في السهل عبر طرقات فتحها بالبلدوزرات، وأزال الكثير من الأشجار المثمرة المعمرة، وبعد خمسة أو ستة أيام كان الثوار قد انسحبوا من السهل، وأصبح تحت سيطرة قوات النظان ومواليه".
عقب ذلك، قامت المجموعات الموالية للنظام بإحراق متعمد للبساتين، كما لم تتوقف البلدوزرات عن تجريف الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار المثمرة،.
وقد وصلت المساحات الزراعية التي تم إحراقها وتجريفها إلى قرابة ستة كيلومترات مربعة من المساحة الكلية، البالغة قرابة 21 كيلومترا مربعا.
وما يزال المزارعون ممنوعين بشكل كامل من دخول أراضيهم التي تشتهر كذلك بحقول القمح. كما أن الفيلات المنتشرة في السهول لم تسلم هي الأخرى بدورها من انتهاكات النظام السوري والمليشيات الموالية له، فقد نُهب أثاثها الثمين، وأحرق بعضه، فيما تمركزت المليشيات في عدد منها، واتخذتها كمقرات عسكرية، بحسب الناشط أبو العابد.