لم يجد الشاب الفلسطيني محمود حمودة، سوى العمل كبائع للأسماك والطيور، التي تستخدم في الزينة، بعد رحلة دراسة جامعية، استمرت أربعة أعوام.
ويتخذ حمودة (26 عاما)، من بيع
طيور وأسماك الزينة، مصدر رزق له ولعائلته، في ظل ازدياد أرقام الفقر والبطالة في قطاع
غزة، بسبب تردي الظروف المعيشية والاقتصادية.
ويقول حمودة للأناضول: "قبل عامين لجأت إلى بيع
الأسماك والطيور، وذلك بعد عناء في الحصول على فرصة عمل في مجال دراستي الجامعية (صحافة وإعلام) ولكني لم أجد".
ويضيف: "هذا العمل للتغلب على ظروف الفقر والبطالة التي يعيشها معظم أهالي قطاع غزة".
وأمام حوض فيه عشرات الأنواع من أسماك الزينة، يقف حمودة، ممسكا بشبكة صغيرة وضعها داخل الحوض بعد أن طلب أحد الزبائن شراء أربع سمكات من أنواع وأشكال مختلفة.
ويجني محمود من بيع الطيور وأسماك الزينة، يوميا، ما يعادل الـ30 دولارا أمريكيا.
وفي هذا الصدد، يشير إلى أنه على الرغم من أن الطيور والأسماك من "المكملات الرفاهية" لدى عائلات عديدة في القطاع، فإن الطلب عليها يزداد، بسبب ما قال إنه تغيير للأجواء "النفسية القاتمة".
وبالنسبة لهذا الشاب، فإن العمل في بيع وتربية الطيور وأسماك الزينة ليس بالأمر السهل، لأنه يحتاج إلى عناية فائقة، فالأسماك تحتاج إلى نسبة أكسجين عالية، وتجديد للمياه على فترات قصيرة، ومتابعة مستمرة على مدار الساعة وتنظيف لفلاتر المياه.
صعوبة الأمر لا تقف عند هذا الحد في هذه المهنة، فالحصار وإغلاق المعابر، يؤثران على أصحابها الذين يجدون أنفسهم بلا عمل، خاصة أن الطيور والأسماك تدخل قطاع غزة من الجانب الإسرائيلي.
ويعد معبر "كرم أبو سالم" المنفذ
التجاري الوحيد لقطاع غزة، وتسمح السلطات الإسرائيلية من خلاله بإدخال البضائع، وتغلقه ليومين أسبوعيا بسبب الإجازة، كما أنها تغلقه في الأعياد اليهودية، لدواع أمنية.
محمود أبو حصيرة (34 عاما)، أب لخمسة أطفال، يرى من جانبه، أن بيع الطيور في متجره يشكل له مصدر رزق، ومتنفسا لأفراد عائلته.
ويقول أبو حصيرة للأناضول: "معرض بيع الطيور هو كل ما أمتلكه ولا يوجد مصدر رزق آخر لي".
ويضيف: "أقوم بجلب الطيور من إسرائيل، من أجل بيعها، فالكثير من سكان القطاع يهوون تربيتها، للترفيه عن أنفسهم".
ويعاني قطاع غزة من
حصار إسرائيلي خانق منذ عام 2007، تسبب في تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية لقرابة مليوني شخص (إجمالي عدد السكان).
وفي أيار/ مايو الفائت قال البنك الدولي إن اقتصاد غزة كان ضمن أسوأ الحالات في العالم، إذ إنه سجل أعلى معدل بطالة في العالم بنسبة وصلت إلى 43% ترتفع لما يقرب من 70% بين الفئة العمرية من 20 إلى 24 عاما.