نشرت صحيفة "24 أور" السويسرية، تقريرا حول التغير الملحوظ في المواقف الدولية من النظام العسكري
المصري، قالت فيه إن
السيسي ركب مطيّة محاربة
الإرهاب، واستفاد من مخاوف الغرب من تصاعد خطر تنظيم الدولة في الشرق الأوسط، ليفرض نفسه كشريك في الحرب على الإرهاب.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن السيسي يشعر بأن وضعه قد تغير، "فبعد أن سارع الغرب إلى النأي بنفسه عن النظام العسكري الذي قام على أنقاض الديمقراطية الناشئة في مصر؛ فها هو السيسي يزور عدة عواصم غربية باسم التعاون في الحرب على الإرهاب".
وأضافت أن السيسي وصل الثلاثاء الماضي إلى موسكو، للقاء نظيره الروسي، أو بالأحرى صديقه المقرب فلاديمير
بوتين، مشيرة إلى أن "هذه الزيارة هي الثالثة في ظرف سنة واحدة، دون اعتبار لقائهما في شباط/ فبراير الماضي بالقاهرة".
واعتبرت الصحيفة أن السيسي مدين بالكثير لبوتين، الذي وفر له الدعم والاعتراف الرسمي في أحلك فتراته، عندما امتنعت الدول الغربية عن وضع يدها في يده؛ نظرا للطريقة التي وصل بها إلى الحكم، "ولكن هذه القوى الغربية يبدو أنها غيرت مواقفها باسم الحرب على الإرهاب".
وذكّرت بأن السيسي قبل سنة واحدة؛ كان يقف بمفرده في المشاهد الدولية، "فالولايات المتحدة، الحليف الاستراتيجي لمصر، لم يكن بوسعها التغاضي عن الانقلاب العسكري الذي أطاح في تموز/ يوليو 2013 بالرئيس المنتخب محمد مرسي، المنتمي لتيار الإخوان المسلمين. كما أنه لم يكن بإمكانها التغاضي عن آلة القمع العنيف، التي استولت على البلاد، والتي خلفت أكثر من 1400 قتيل، وآلاف المعارضين في السجون، ومئات أحكام الإعدام المسيسة، والقوانين التي تحد من حرية التظاهر.
واعتبرت الصحيفة أن كل هذه الانتهاكات تؤكد أن "أرض الفراعنة عادت كما كانت قبل الثورة، دولة دكتاتورية وبوليسية"، وقد تأكد ذلك في أيار/ مايو 2014، عندما فاز السيسي في الانتخابات الرئاسية بنسبة 96.1 بالمائة من الأصوات، كما جرت العادة في عهد حسني مبارك.
وأوضحت أن تغير موقف الولايات المتحدة يظهر من خلال تسليمها، في نهاية الشهر الماضي، لثماني طائرات مقاتلة من طراز "أف 16" إلى القاهرة، في انتظار إرسال أربع طائرات أخرى في الخريف، "أما المساعدات العسكرية السنوية التي تبلغ 1.3 مليار دولار، والتي تم تعليقها جزئيا في تشرين الأول/أكتوبر 2013؛ فإنها استؤنفت في آذار/ مارس الماضي.
وقالت إن الموقف الفرنسي من النظام الانقلابي المصري تغير، حيث سلّمت باريس للقاهرة ثلاث طائرات مقاتلة من طراز "رافال" في نهاية تموز/ يوليو الماضي، في إطار صفقة تم عقدها في شباط/فبراير الماضي بقيمة 5.2 مليار يورو، تتضمن في الجملة 24 طائرة "رافال"، وفرقاطة واحدة، ومجموعة من الصواريخ، "كما أن مصر التي قدمت في السابق طلبية لشراء أربع سفن حربية فرنسية؛ تريد الآن شراء سفينتين أخريين".
وفي السياق نفسه؛ ذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون؛ أعلن في حزيران/ يونيو الماضي عن نيته استضافة السيسي في لندن، بعد أن استأنفت المملكة المتحدة بيعها الأسلحة لمصر، والتي بلغت قيمتها خلال الربع الأول من سنة 2015 حوالي 48.8 مليون جنيه إسترليني.
وأضافت الصحيفة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل؛ استقبلت "
الدكتاتور" في بداية حزيران/ يونيو الماضي. وقد جاء حينها السيسي إلى برلين قادما مباشرة من السودان، بعد أن حضر حفل تنصيب عمر البشير الذي صدرت في حقه مذكرتا إيقاف من المحكمة الجنائية الدولية "بسبب ارتكابه جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتطهيرا عرقيا في دارفور".
واعتبرت الصحيفة أن الدول الغربية فتحت أبوابها للسيسي، وأصبحت تتغاضى عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، لتحقيق مصالحها الاقتصادية، من خلال إمضاء العقود الضخمة، وبيع الأسلحة، ولأنها أيضا تبحث عن حليف قوي في الحرب على تنظيم الدولة، الذي تنامت قوته وتزايد حضوره في الشرق الأوسط، انطلاقا من العراق وسوريا نحو سيناء، وحتى ليبيا التي تعاني من الفوضى.
وأضافت أن النظام المصري يسعى جاهدا إلى تقديم نفسه كشريك في الحرب على الإرهاب، من خلال شن ضربات جوية داخل الأراضي الليبية، ودفع جميع الدول العربية لتشكيل قوة عسكرية مشتركة "قادرة على الوقوف أمام الأخطار التي تهدد المنطقة".