دعا الإعلامي والكاتب الصحفي
المصري إبراهيم عيسى، رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، إلى التأسي بالتجربة الروسية، لا سيما تجربة الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين في محاربة "الإرهاب المتمسح بالإسلام"، على حد قوله.
جاء ذلك في مقال كتبه عيسى، المقرب من السيسي، بجريدة المقال، التي يرأس تحريرها، الخميس، تحت عنوان "خطر التقفيل المصري للتجربة الروسية". واطلعت صحيفة "
عربي21" عليه، وتلخصه في السطور التالية:
في البداية أكد عيسى أهمية تأسي مصر بتجربة
روسيا فقال: "ليس لدى مصر ترف أن تصنع نظرية حكم لنفسها.. أولا: هي مش ح تعرف، ثانيا: الفشل سيلاحق أي تقفيل مصري لتجارب الآخرين.. ثالثا: ليس لدينا أي وقت للتجربة، والخطأ.. طيب نعمل إيه؟".
وأجاب: "نسافر روسيا".
وانتقل عيسى بعد ذلك إلى الحديث عن زيارة السيسي، التي يختتمها الخميس إلى روسيا، فقال: "الرئيس عبدالفتاح السيسي في زيارته الحالية إلي موسكو، حيث تواصل مباشر -أظنه وثيقا وحميما- مع التجربة الروسية، بالتحديد مع الرئيس فلاديمير بوتين".
وشرح تجربة بوتين في الحكم، ملمحا إلى تشابهها مع تجربة السيسي، فقال: "جاء بوتين إلى حكم روسيا، وكانت في ظروف منهارة، فوضى عارمة، وانفلات أمني مذهل، منهوبة من مافيا مجرمة، ومن مليارديرات روس صادف أنهم جميعا كانوا يهودا، وبعضهم يحمل الجنسية الإسرائيلية إلى جانب الروسية.. اقتصاد مفكك، مكانة دولية منحدرة".
وبحسب عيسى: "إذ بهذا الرجل، يتمكن من استعادة الدولة بمؤسساتها، وهيبتها وقوتها، ويسترد الاقتصاد عافيته، وقدرته (يعاني الآن من مشكلات ضخمة لولا صناديق الادخار والاستثمار التي أنشأها بوتين في سنين السمان ما كان الوضع الآن علي ما هو عليه من تحمل وثبات نسبي)"، وفق وصفه.
وانطلق عيسى، الذي ينتمي إلى التيار اليساري، بعد ذلك إلى وصف الجهاد الشيشاني ضد الاحتلال الروسي بالإرهاب، فقلب الأمور على النحو التالي، ليثبت أحقية بوتين في تأسي السيسي به.
فقال: "الأهم أيضا أن بوتين واجه إرهابا متمسحا بالإسلام، إرهابا يرفع شعار الجهاد المقدس ضد الروس، يفجر ويفخخ ويقتل ضباط وعساكر ومدنيين، ويخرب ويخطف، ويحتجز رهائن ويستهدف أسواقا ومسارح ومدارس وسياحة ومنشآت ومركبات عسكرية.. إرهابا تمكن من اختراق منطقة جغرافية كبيرة في روسيا، وهي إقليم أو دولة الشيشان، انطلقوا منها، واحتلوا فيها أراضي دعوا إلي استقلالها".
ومواصلا تحامله، وقراءته الحاقدة على الجهاديين الإسلاميين، تابع عيسى: "ثم كان إرهابا عالميا بمعني أن كل أجناس الأرض من الإسلاميين السفاحين يتجهون إلي الشيشان حيث الجهاد، ثم كان ممولا من أموال خارجية معظمها كان التقاء بين أموال صهيونية للانتقام من بوتين، وما فعله في الرأسماليين اليهود، فضلا عن دعم وتخطيط وإدارة من المخابرات الأمريكية".
وداعيا إلى التأسي ببوتين في حربه، تساءل عيسى: "هل درسنا ما فعله بوتين لمواجهة الإرهاب، وحسره، وحصاره؟".
حتى "الديمقراطية المقيدة"، و"الاقتصاد الموجه" اللذان أقر عيسى بأن روسيا تعاني منهما، في ظل حكم بوتين.. فقد رأى فيها أمرا يستحق التأسي به.
وقال: "كذلك التجربة الروسية في الديمقراطية المقيدة أو المنضبطة، حيث أحزاب وانتخابات حرة ووسائل إعلام وتعبير واسعة، لكن تحت سقف محدد يمكن اختراقه بصعوبة، وبتكلفة عالية، ثم اقتصاد موجه من الدولة، وتشارك في حصصه، فضلا عن رجال الأعمال تحت مظلة الدولة، ويتحركون بالتنسيق معها، وتحت رعايتها، ودعمها".
والأمر هكذا، اختتم عيسى مقاله بالدعوة إلى التأسي بالتجربة الروسية، قائلا: "مرة أخرى: هذه التجربة الروسية، فهل اخترناها، أم فقدنا المعنى في الترجمة من الروسية إلى العربية أو بسبب "التقفيل" المصري؟"، وفق تساؤله.