أثار إعلان مدني مزراق، أمير
الجيش الإسلامي للإنقاذ، سابقا، تأسيس حزب سياسي، جدلا واسعا بالجزائر، بينما أفاد نور الدين بدوي، وزير الداخلية
الجزائري، أن مصالحه لم ترخص لمدني مزراق وجماعته لعقد الاجتماع الذي تم إثره الإعلان عن حزبه.
وعقد مدني مزراق، الذي كان يتزعم "الجيش الإسلامي للإنقاذ"، الجناح المسلح للجبهة الإسلامية للإنقاذ، بتسعينيات القرن الماضي، اجتماعا، بعد مأدبة عشاء أقامها على شرف رفاقه المسلحين السابقين، بجبال جيجل شرق الجزائر، الخميس الماضي، وأعلن خلال الاجتماع عن حزب "الجبهة الجزائرية للمصالحة والإنقاذ".
وقال وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، للصحفيين على هامش اجتماع موسع للوزير الأول عبد المالك سلال مع محافظي الجمهورية، لبحث سبل مواجهة أزمة تدهور أسعار النفط، السبت "أنا أمثل مؤسسة رسمية ولا أتعامل مع تصريحات وسأطبق القانون".
ولم يشر بدوي إلى صيغة تطبيق القانون وأي مساحة سيشغلها مدني مزراق في مسار تأسيس الحزب حتى يتدخل لتطبيق القانون.
ويمنع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي تبناه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة العام 2006، وصوت عليه الشعب الجزائري "من تورطوا بالدماء خلال مرحلة المأساة الوطنية من العمل السياسي".
وقالت نصيرة ديتور، رئيسة منظمة مفقودي الأزمة الأمنية، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأحد " لا نقبل بعودة
جبهة الإنقاذ بثوب جديد".
وكان مدني مزراق، ضمن "الشخصيات الوطنية" التي دعيت إلى مشاورات تعديل الدستور، التي تم إجراؤها في شهر تموز/ يوليو 2014 من طرف مدير ديوان الرئاسة بالجزائر أحمد اويحي.
وقدمت حينها قراءات بأن السلطة ستتساهل مع مبادرة مزراق بتأسيس حزب سياسي، لكن الوزير الأول عبد المالك سلال، شدد في تصريح له عقب الجدل الذي صاحب دعوة قيادي مسلح كان مبحوث عنه من طرف قوات الجيش، لمشاورات تعديل الدستور، بالقول" لن نقبل بعدو الجبهة الإسلامية للإنقاذ".
وقال مزراق ببرنامج تلفزيوني بثته قناة "الشروق الجزائرية"، شهر أيار/ مايو، الماضي "لا زلت أتذكر ذلك الجندي العشريني الذي قتلته وانتزعت منه سلاح كلاشينكوف".
وقتل 200 ألف جزائري بالأزمة الأمنية التي عصفت بالبلاد منذ أوائل التسعينيات.
وقال عضو سابق بجيش الإنقاذ، ممن شاركوا بإجتماع، الخميس الماضي، بجبال محافظة جيجل أن عدد المدعوين للاجتماع كان مائة شخص ممن تركوا الجبال استجابة لنداء "الوئام المدني، العام 2000".
وأضاف المتحدث في تصريح لصحيفة "
عربي21"، رافضا ذكر اسمه "بمحافظة جيجل لوحدها هناك ما يفوق ألف شخص كانوا يتبعون الجيش الإسلامي للإنقاذ".