عبر مصدر عشائر في
الرمادي، في محافظة
الأنبار العراقية، عن رفضه عودة المدينة لسلطة الحكومة العراقية، وأشار إلى أن أبناء
العشائر يقاتلون مع
تنظيم الدولة، معتبرا أن "الحكومة العراقية أعلنت الحرب على أهل السنة عامة".
وسيطر تنظيم الدولة في منتصف أيار/ مايو الماضي؛ على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، والمعقل الأهم للحكومة الذي بخسارته خسرت سيادتها على محافظة الأنبار، حيث يسيطر تنظيم الدولة على أغلب مساحتها.
وبعد سيطرة التنظيم على المدينة ومحيطها، أعلنت الحكومة العراقية بدء عملية تحريرها، مؤجلة عملية تحرير نينوى التي طالما تكرر إعلان اقتراب تحريرها على وسائل الإعلام.
وفي حديث لـ"عربي21"، قال المصدر العشائري، رافضا الكشف عن اسمه: "الحكومة العراقية أعلنت الحرب على أهل السنة عامة، والأنبار خاصة لما تمثله من ظهير لأهل السنة في العراق، حينما اقتحمت حكومة المالكي ساحات الاعتصام وقتلت شبابنا، لا لشيء إلا لأنهم طالبوا بحقوقهم وإطلاق سراح المعتقلين ظلما"، حسب تعبيره.
ورأى المصدر أنه "بعد هذه الحادثة واقتحام ساحات الاعتصام، كشف أهل الأنبار حقيقة الحكومة، وحقيقة أتباعها في المحافظة، إلا أن القبضة الأمنية من قبل الصحوات حفاظا على مصالحهما حالت دون انتزاع المدينة من سلطات الحكومة، الأمر الذي لم يجعل لأهل المدينة خيارا آخر سوى الدولة الإسلامية"، وفق قوله.
وأضاف المصدر لـ"عربي21": "نحن كأعيان وشيوخ عشائر؛ لمسنا أن الشيوخ المتصدرين للمشهد لا يكترثون سوى لمصالحهم، والتنافس بينهم على جمع المال، فقررنا الاستعانة بالدولة الإسلامية للسيطرة على الرمادي رغم توجس العديد من الناس لهذه الخطوة".
ووفق المصدر، فقد "اتخذ أهل الرمادي قرارهم مطلع هذا العام بترك الحكومة تواجه مصيرها أمام التنظيم، وسحبت العديد من العائلات أبناءها من الصحوات والشرطة".
وبعد فشل بدء الحملة لاستعادة السيطرة على الرمادي، "وتعمّد حكومة بغداد قصف المدنيين، شهدت المدينة إقبالا كبيرا على مكاتب الانتساب للدولة الإسلامية في الشهرين الماضيين، حتى إن العديد من الشباب تركوا دراستهم، وأجلوها والتحقوا بمعسكرات التدريب"، كما يقول المصدر العشائري.
وفي رده على سؤال لـ"عربي21"، حول سماح تنظيم الدولة لمقاتلين يقاتلون دفاعا عن المدينة دون الانضمام له، قال: "لا أظن أن هذا الأمر صحيح، وليس هناك من حاجة له، فعشائر الرمادي بايعت ببيعة أعيانها وشيوخها، والناس هنا تشعر بالرضى عن التنظيم، إلا أنهم يخشون من القصف"، حسب قوله.
وأضاف: "عند بدء الحملة توجه العديد من أبناء العشائر لمقرات التنظيم طالبين الالتحاق بالجبهات، وكنت أنا أحدهم، وهذا من منطلق أننا لن نسمح للحكومة بالعودة للرمادي والأنبار ثانية، وسندافع عن أنفسنا حتى النهاية".
وحول أساليب التنظيم في التعامل مع السكان، وطريقة إدارته المدينة، يقول المصدر العشائري: "لا نستطيع القول إنها إدارة مثالية، لكنها على الأقل هي أفضل عشرات المرات من طريقة إدارة الحكومة العراقية التي كنا نحن من ثبَّت وجودها في الأنبار، وهو خطأ لن يتكرر"، حسب وصفه.
وفي ختام حديثه مع "عربي21"، قال المصدر العشائري: "ما يزيد من إقبالنا على التعاون مع الدولة الإسلامية، هو أن غالبية جنود وأمراء الدولة في الرمادي هم من أبناء المدينة، وهم منا ونحن منهم، أما من هم من غير العراقيين فلا نتحسس للأمر على الإطلاق، طالما نؤمن بأخوتنا كمسلمين بغض النظر عن موطن هذا أو قومية ذاك"، على حد قوله.
وتعد مدينة الرمادي من المدن التي حاربت التنظيم عام 2007 عندما كان يسيطر عليها تحت اسم "دولة العراق الإسلامية". وانسحب التنظيم إلى الصحراء وبعض المناطق الأخرى.
ومعروف أن شعبية التنظيم في الرمادي ومحيطها تناقصت حتى قيام المظاهرات نهاية عام 2012 ومواجهة الحكومة العراقية اعتصامات أهالي الأنبار خاصة، والسنة عامة، بالنار والحديد، حيث تدخل التنظيم وقام بطرد القوات الحكومية من أغلب مناطق السنة، إلا أن مدينة الرمادي سقطت بيده بعد ما يقارب عام ونصف من صمود الصحوات والقوات الحكومية.