القاعدة تنفي المسؤولية عن اغتيالات عدن وتساؤلات حول المسؤول
عربي21 - مؤيد باجس وأشرف الفلاحي06-Sep-1508:51 PM
شارك
اليمن - القاعدة
نفى تنظيم "القاعدة" في اليمن مسؤوليته عن الاغتيالات الأخيرة الي وقعت في مدينة عدن، وطالت مسؤولين الدولة والجيش اليمني، والمقاومة الشعبية.
وأوضح التنظيم عبر بيان صحفي نشره في مواقع التواصل الاجتماعي أن "ما يحدث من اغتيالات هو لتصفية الحسابات وخلق الأوراق، ثم إلقاء التهم على مجاهدي أنصار الشريعة (القاعدة) بغية فض الناس عنهم، وتشويه صورتهم الطيبة".
وقال تنظيم "القاعدة" في بيانه إنه يعول على "نضج ووعي أهالي عدن تجاه ما يسوٌقه الإعلام ضد التنظيم".
وأكد التنظيم أن "كل من يحاول تشويه صورة أنصار الشريعة، يساهم في محاولة تشتيت المعركة ضد العدو الصائل، ويفرٌق الصف السني"، في إشارة إلى المعركة ضد الحوثيين، وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
ولاحظت "عربي21" استهجان أنصار "القاعدة" من اتهامهم باغتيال قادة يقاتلون الحوثيين، قائلين إن "أنصار الشريعة التي سلمت العديد من المناطق التي حررتها إلى القبائل، واللجان الشعبية، لا مصلحة لها باغتيال أي شخصية في المقاومة، أو الجيش الذي يقاتل الحوثيين وقوات المخلوع"، وفق قولهم.
بدورها، تواصلت "عربي21" مع الصحفي اليمني عبد العالم الشميري الدي أكد أن "هذه الاغتيالات متوقعة، لا سيما بعد الهزيمة التي منيت بها مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، والتي شكلت حالة فراغ أمني في عدن".
ولم يجزم الشميري بوقوف طرف معين خلف الاغتيالات، إلا أنه أوضح أن أطرافا عديدة قد تكون متورطة،بما فيها قوات صالح والحوثيين.
وأضاف الشميري: "صالح وقوات الحوثي لديهم خلايا نائمة في عدن ساعدتها على إسقاط المدينة عند اجتياحها، فبالتالي قد تكون هي من تقوم بتلك التصفيات السياسية للمعارضين لسياساتها والمتعاونين مع دول التحالف".
واستدل الشميري على احتمالية وقوف الحوثي وقوات صالح خلف الاغتيالات، بالفترة التي تزامنت مع عقد مؤتمر الحوار الوطني والاغتيالات التي رافقتها وراح ضحيتها العديد من مخالفي الحوثيين وعلي عبد الله صالح، مشيرا إلى أن الاغتيالات الحالية "تهدف إلى منع الحكومة الشرعية من العودة إلى ممارسة مهامها في عدن".
ولم يستبعد عبد العالم الشميري إمكانية وقوف الساسة الجنوبيين خلف اغتيالات عدن، قائلا إن "الجنوبيين بمختلف توجهاتهم، لديهم ثارات سياسية قديمة، فقد يستغلون الأوضاع الأمنية المتردية وغياب الحكومة في تصفية حسابات، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الجنوبيين في ثمانينيات القرن الماضي".
ونوه الشميري إلى أن "بعض المعارضين الجنوبيين يرفضون الحكومة الحالية وكل من يقف في صفها. ومع انتشار السلاح بأيدي الكثير منهم ستستغل العديد من الأطراف الفراغ الأمني".
ولم يستثن الشميري احتمالية وقوف تنظيم "القاعدة" خلف الاغتيالات نظرا لتواجده الملحوظ في الجنوب، إلا أنه قلل من احتمالية ذلك كون "التنظيم يتفاخر بالعمليات التي يقوم بها، ونراه هنا ينفي أي علاقة له بالاغتيالات الأخيرة في عدن. ما يجعل الطابع السياسي هو المرجع في هذه العمليات".
وتطرق إلى طريقة الاغتيالات الأخيرة والتي كانت عبر إطلاق نار من مجهولين يستقلون دراجات نارية، قائلا: "إذا ما عدنا للوراء قليلا، وبعد إسقاط نظام صالح، رأينا التصفيات السياسية التي كانت تدور في صنعاء والاغتيالات لرجال الأمن والسياسيين. استخدمت الدراجات النارية كوسيلة للاغتيالات وزرع العبوات الناسفة. وجهت في حينها الاتهامات لصالح والحوثيين".
وختم الشميري حديثه قائلا: "هذا ما يحصل حاليا في عدن وسيحصل في كل مدينة يمنية يتم تحريرها في ظل غياب الدولة والأمن".
بدوره قال الكاتب نبيل البكيري في حديثه لـ"عربي21" إن "الاغتيالات في عدن تقوم بها خلايا نائمة تابعة إما لنظام المخلوع، أو لفصائل في الحراك الجنوبي موالية لإيران".
ونوه البكيري إلى أن "بعض فصائل الحراك تقوم بتصفية حسابات سياسية بينها، وبعض أشكال تلك التصفيات يكون عن طريق الاغتيال".
واعتبر الصحفي والناشط السياسي زيد السلامي أن نمو هذه الظاهرة في عدن، أمر طبيعي، بعد تدمير مؤسسات الدولة من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، ولعل أبرزها مؤسستّي الأمن والجيش الغائبة عن المشهد برمته.
وقال في حديث خاص لـ"عربي21" إن "علي صالح لديه أذرع في عدن وخلايا صاحية ونائمة في محافظة عدن، متورطة في هذه الأعمال"، محذرا من "استمرار إدارة تلك الأذرع للمحافظة، وأبرزها المجالس البلدية الذي طالب بحلها، كونها من أهم أدواته المساهمة في المشهد الامني المتدهور"، على حسب قوله.
وأشار السلامي إلى أن هدف تلك العمليات "إرباك المدن المحررة وخلط الأوراق فيها، وتأخير عودة الحكومة الشرعية لممارسة مهامها الطبيعية الى عدن التي باتت عاصمة البلاد المؤقتة".
منوها إلى أن "هذه اللعبة الجديدة للمخلوع صالح، لن تنجح، بسبب وعي المقاومة التي ترصد كل التحركات وتلاحق كل من يعبث بأمن عدن والمدن الأخرى المحررة".
ولفت إلى أن مثل هذه الحوادث، لن تتوقف، إلا "بعودة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مدينة عدن"، في أسرع وقت ممكن، حتى يتسنى للمواطنين الشعور بوجود دولة تقوم بتطبيع الحياة في المدن المحررة، فضلا عن "سرعة دمج المقاومة بمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وتنفيذ قرار الرئيس هادي بدمج قوات المقاومة في الجيش والأمن كخيار أخر لتجاوز هذه المعضلة".
وعلى عكس الشميري، استبعد الناشط السلامي "تورط الحراك الجنوبي في الاغتيالات المتكررة في عدن"، معتبرا ذلك بأن "هناك من يريد إحداث بلبلة وإثارة الفتنة بين أبناء جنوب البلاد".
بدوره اتهم الصحفي عبد الله المنيفي بعض الفصائل الجنوبية بأنها مرتبطة بالحوثيين، وقوات صالح، معتقدا تورطها في بعض الاغتيالات.
وبيّن الصحفي المنيفي أن "الشخصيات التي يتم تصفيتها من قيادات المقاومة بغض النظر عن انتماءها السياسي، تؤكد أن استهدافها هو استهداف للمشروع الوطني الذي تحمله من القوى المتضررة سواء كانت داخلية أو خارجية".
وتسود مدينة عدن الخاضعة لسيطرة سلطات المقاومة منذ تحريرها في تموز/ يوليو الماضي، حالة من الفوضى الأمنية، تعد الاغتيالات أبرز عناوينها.
حيث اغتال مسلحون مجهولون مساء السبت، القيادي الميداني بالمقاومة في عدن عمار علي هادي، في مدينة خور مكسر، بعد ساعات من اغتيال مسلحين مجهولين عبد الله عبد الرب بحي مدينة إنماء السكنية وطارق الوليدي في مديرية التواهي، في عمليتين متتاليتين.
وسبق هذه الحادثة عمليات مماثلة قبل نحو أسبوع، حيث اغتيل مدير غرفة العمليات بأمن عدن العقيد عبد الرحمن السنيدي، في مدينة المنصورة.
بالإضافة إلى القيادي في المقاومة الشعبية حمدي نصر اليافعي.
وفي 20 من آب/ أغسطس الجاري، نجا محافظ مدينة عدن نايف البكري ومدير مكتب الرئيس اليمني محمد مارم، من محاولة اغتيال فاشلة، سقط خلالها أربعة قتلى وعدد من الجرحى بينهم مدنيين في المحافظة.