وصف الخبير المائي، العضو السابق في "
المجلس الاستشاري" لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي،
البهي عيسوي، المجلس بأنه ليس له دور، وأنه يفتقر إلى وجود كفاءات وخبراء يمكنهم المشاركة في حل أزمة سد "النهضة" الإثيوبي.
وانتقد عيسوي -الذي استقال في وقت سابق من عضوية المجلس- أداء المجلس، وقال: "ليس له دور، وهذا سبب استقالتي، فمصر بها كفاءات لكن الدولة لا تهتم بهم، والمجلس الاستشاري لا يوجد به كفاءات من المتخصصين في حل أزمة
سد النهضة، وليس لهم علاقة بالري، وهناك تخصصات معينة لابد من اللجوء لها لحل الأزمة".
وقال -في حوار مع صحيفة "النبأ" الورقية، الصادرة هذا الأسبوع- إن وزير الري الحالي، حسام مغازي لا يمتلك القدرات التي تؤهله لقيادة هذا الملف.
وشن عيسوي هجوما شديدا على وزارة الخارجية
المصرية، والسفير المصري في أديس أبابا.
وحول تأثير سد "النهضة" على مصر قال: "لن يكون له تأثير إذا تم بناؤه على ثمان أو 10 سنوات، لكن إذا تم بناؤه على أربع سنوات فقط، فسيكون له تأثير كبير؛ لأنه سيمنع وصول المياه لمصر في هذه الفترة.
وشدد على أن المشكلة هي أنه إن تم ملء الخزانات في أربع سنوات فلن تستطيع مصر أن تحصل على حصتها من المياه كاملة، "ولن يمكننا الاكتفاء بـ25 مليار متر مكعب من المياه، التي ستصل إلينا حتى تنتهي إثيوبيا من ملء خزانات السد، فنحن 90 مليون نسمة".
وحول دور المجلس الاستشاري في حل المشكلة، قال: "تقدمت باستقالتي من المجلس الاستشاري للرئيس، لكن هذا لا يمنع أن أقول إن وزير الري الحالي لا يصلح، لأنه أستاذ جامعي، لا يفقه شيئا في الري، ولا يصلح لحل الأزمة، أو إجراء مباحثات مع الجانب الإثيوبي".
وأضاف: "شعرت بالفزع عندما قال إن هناك مياها جوفية في نهر النيل، لأن المتواجد على ضفاف النيل رشح مياه، وليس مياها جوفية، فهو لا يعرف الفارق بين الرشح، وبين المياه الجوفية، والجانب الإثيوبي لديه 650 مليار متر مكعب من المياه، ويستصلح أرضه، أما نحن فأغبياء وليس لدينا الخبرة حتى نستطيع طرح البدائل على الجانب الإثيوبي، والوقوف بجوارهم".
واستطرد أن "مصر ليس لديها سياسة واضحة وثابتة تجاه هذا الملف، ولابد أن تكون العلاقة بين مصر وإثيوبيا جيدة؛ خاصة أن العيب على مصر، فالسفير المصري بإثيوبيا لا يعرف مهندسي الري الإثيوبيين، ويتكلم مثل إبراهيم عبد العاطي، والمركز المصري في أديس أبابا مهمل، والمصريون يتعاملون مع الإثيوبين بتعال شديد، وللأسف الدولة ليست مهتمة بمن يمثل مصر".
ولدى التساؤل عن دور وزارة الخارجية المصرية في حل الأزمة، قال ساخرا: "لما تبقى الخارجية تعرف تختار سفراءها بالخارج.. تبقى تحل الأزمات في كل الدول، وليس في إثيوبيا فقط".
وعن الحل قال: "لابد أن يكون هناك تبادل طيب في العلاقات، مع الاهتمام بهم، ولابد من إعادة النظر في الأشخاص الذين يمثلون مصر، ويتفاوضون مع الجانب الإثيوبي، مع إعادة النظر في كثير من الشخصيات في الخارجية، فالقضية أنه لا يوجد توفيق في اختيار الشخصيات التي تمثل مصر، ومثل ما وفقنا في اختيار من يعيدون طابا، كان يجب أن نختار وزيرا يفهم في الري، وليس مجرد أستاذ جامعي".
وبالنسبة لمشروع قناة السويس، قال العضو السابق بالمجلس الاستشاري للسيسي: "هناك مشروعات سياسية أكثر منها اقتصادية، وكل الذي حصل أنه وفر ثلاث ساعات بالنسبة للسفن المارة بالقناة، ولكن عمق القناة ضئيل لا يتعدى 22 مترا".
وأخيرا قال: "كان على السيسي أن ينفذ المشاريع على ضفاف القناة فقط، كمشاريع تنموية، إذا كان معه فلوس، أو يوجد مستشمرون لهذه المشاريع، إذ أن المشروع ليس له أبعاد اقتصادية، مثل مشروع توشكى"!.