كتب المستشار السابق للرئيس محمد مرسي لشؤون البيئة،
خالد علم الدين، مقالا وصفه مراقبون بأنه مفاجئ وصادم زعم فيه أن "الدعوة السلفية والقاعدة والإخوان، شيء واحد".
المقال نشره "علم الدين" بجريدة "المقال"، الإثنين، لصاحبها إبراهيم عيسى، تحت عنوان: "الدعوة السلفية والقاعدة والإخوان.. واحد لا فرق".
و خالد علم الدين، أستاذ بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية، وهو أحد مؤسسي حزب "النور"، وقد اختاره الحزب مستشارا للرئيس مرسي لشؤون البيئة، لكن مرسي أقاله، في تهمة فساد مالي، وتسبب ذلك وقتها في أزمة بين الإخوان المسلمين وحزب النور.
وفي بداية مقاله، المشار إليه، تساءل علم الدين: "لماذا يتنصل النور من
القاعدة، ويمدح برهامي أسامة بن لادن؟ ولماذا قفز السلفيون من سفينة الإخوان؟".
وشدد في مقاله (الذي يتبنى فيه رؤية الأجهزة الأمنية بمصر) على أن: "الإخوان والسلفيين والقاعدة شىء واحد، مهما اختلفوا، وتنازعوا"، مؤكدا أن "المسألة فقط هي خلاف إما حول الوسائل، أو المناصب".
وأشار إلى أن "القيادي السلفي المنشق، وأحد مؤسسي
حزب النور، محمود عباس، أكد أن الخلاف الذي وقع بين برهامي والجماعة، كان كله بسبب غدر الإخوان بهم، وعدم اختيار مستشارين ووزراء من المدرسة السلفية، ووفق قوله فإن السلفيين فقط اختاروا القفز من سفينة الإخوان الغارقة، والانحياز إلى خارطة الطريق قبل أن يغرقوا جميعا".
وأضاف علم الدين: "رغم أن الإخوان يتهمون النور بأنهم عملاء أمن الدولة، وأنهم حزب الزور والظلام، فإننا بالفعل لو راجعنا التاريخ قليلا لوجدنا أنهم كانوا حلفاء معا يريدون تقاسم السلطة".
وأضاف: "لقد اتفق السلفيون والإخوان على تقاسم المناصب، والتشاور في كل شيء، وعند الوصول إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، تم عقد اجتماع بين مكتب الإرشاد ومجلس إدارة الدعوة السلفية، تم الاتفاق فيه على أن تكون إدارة الدولة بالتوافق، وإشراك أكبر عدد ممكن من القوى الوطنية في الإدارة، وأن يكون هناك اجتماع لمناقشة الأوضاع كل ثلاثاء من أول شهر عربي بين مكتب الإرشاد ومجلس إدارة الدعوة".
وتابع: "مع أول اجتماع، قال خيرت الشاطر للسلفيين: "لقد قطعنا (جماعة الإخوان) الاتصالات بالرئيس"، وتم التنصل من كل الوعود السابقة، وبعدها ألغي الاجتماع المقرر من كل أسبوع، وعلى هذا غضب برهامي، وانقلب على الجماعة، وفق ما قاله محمود عباس أحد مؤسسي حزب النور".
وأضاف: "في جولة الإعادة الرئاسية، اتفق الإخوان مع السلفيين على أن يهتموا بمراقبة اللجان، وأن ينزل أتباع المدرسة السلفية الشوارع، ويخاطبوا الجمهور لأنه كان يقبل كلامهم في تلك المرحلة".
وطرح حزب النور مبادرة في 28 كانون الثاني/ يناير من العام نفسه (رؤية سابقة للأحداث بخمسة أشهر)، لحل الأزمة السياسية في ذلك الوقت، وكان الرد صادما، حيث شنت جماعة الإخوان هجوما ضاريا على الحزب، والدعوة السلفية، وقالوا آنذاك، إنها "قبلة حياة" لجبهة الإنقاذ، مع أن محمد مرسي قبل عزله بيوم 2 تموز/ يوليو طرح البنود ذاتها، ولكن بعد ارتفاع سقف المطالب".
واستطرد: "في يوم 16 حزيران/ يونيو قبل الأحداث بأسبوعين، جاءت زيارة وفد مكتب الإرشاد لمجلس إدارة الدعوة السلفية، وقضوا الساعات لإعداد ورقة حلول للخروج من الأزمة ـرغم أزمة خالد علم الدين، المستشار الرئاسي الذي فصله مرسي، وكان جواب وفد مكتب الإرشاد: لا تقلقوا، هذه المليونية رقم 25 من 24 مليونية من قبل، وقد أتينا للتزاور في الله".
وأضاف أنه "حينما رأت الدعوة السلفية الأزمة التي تحيط بالإخوان حاولت الانفصال إعلاميا عن الجماعة، ويحاول السلفيون التنصل من تنظيم القاعدة، إلا أنه عقب وفاة بن لادن كان لبرهامي تصريح مشهور في مدح مؤسس القاعدة".
واسترسل علم الدين قائلا: "في كتابه "فقة الخلاف"، الذي كتبه في أوائل الثمانينيات، اعتبر منظر "الدعوة السلفية" الشيخ ياسر برهامي أن منهجي الجماعة الإسلامية والجهاد من المناهج المشروعة للتغيير، وأن كلا منهما على ثغر.
يقول برهامي: "نحن نعلم ونربي (السلفيين)، وأنتم (الجهاديين) تشتغلون في مسألة التغيير بالقوة فـ"كل منا على ثغر".
ويري السلفيون أن الخلاف بين الجماعات مشروع، وأن هناك مفاسد في أعمال الجهاديين إلا أن الخلاف بينهم هو خلاف تنوع، وأن الطرق الأخرى للتغيير طرق مشروعة.
وعندما سئل الرجل الأول في تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري" عن موقفه من سلفيي الإسكندرية ومشايخهم: ياسر برهامي وسعيد عبد العظيم ومحمد إسماعيل المقدم، وهل الخلاف معهم من الخلاف السائغ؟ أجاب الظواهرى في شريط صوتي محمل على موقع اليوتيوب: "موقفنا من الدعوة السلفية، ومن أعلامها الصادقين هو الحب والتقدير والاحترام".
ثم استطرد الظواهري على الفور بجملة ذات دلالة واضحة: "ونحن اشتقنا لهم، واشتاقت لهم ميادين الجهاد يعلمون إخوانهم، ويقودون سراياهم، ويدكون حصون أعدائهم، ويرفعون لواء الجهاد الذي صار عينيا في داخل بلادهم، وخارجها".
وتابع علم الدين: "في بحثه (السلفية ومناهج التغيير) تعرض برهامي إلى وسائل التغيير عند التيارات السلفية الأخرى، وخلص في النهاية إلى أن التغيير من خلال الانتخابات البرلمانية مخالف لشريعة الله؛ فالتشريع حق خالص من حقوق الله، والقوانين الوضعية مخالفة لشريعة الإسلامية".
وتعليقا على اقتباساته السابقة قال المستشار السابق (المقال) للرئيس مرسي: "شعرة دقيقة، هي التي تفصل بين منهج الجماعة السلفية "السكندرية" عن منهج سلفية القاعدة، وسلفية الإخوان، الفروق في الوسائل، وفي التكتيك، وفي الطريقة، لكن المحصلة النهائية، أن كل إخواني، وقاعدي، فهو سلفي.. لا فرق".