يواجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون أسئلة صعبة، بعد اعترافه بقتل مواطنين بريطانيين أعضاء في
تنظيم الدولة.
وتقول صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن كاميرون قد أخبر النواب يوم الاثنين بأن طائرات دون طيار قتلت اثنين من الجهاديين البريطانيين، بعد التأكد من خطرهما على أمن البلاد القومي، وضلوعهما في التخطيط لعمليات تستهدف احتفالا كانت ستحضره الملكة إليزابيث الثانية.
وينقل التقرير عن كاميرون قوله إن رياض خان من مدينة كارديف كان ضالعا في سلسلة من الخطط التي تم إحباطها هذا الصيف، أما الثاني فهو رحول أمين من مدينة أبردين. وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن القتل تم من خلال استخدام طائرة دون طيار "ريبر" انطلقت من قاعدة لينكولن شاير، وأن ما تم هو "قانوني ومناسب"، وأن الحكومة مارست "حقها الطبيعي لحماية نفسها". وأضاف أن الحكومة قررت اتخاذ التحرك "لأنه لم يكن هناك بديل"، واستشارت الحكومة النائب العام، وقدم "أساسا قانونيا واضحا".
وتساءلت الصحيفة عن توسيع الحملة ضد تنظيم الدولة، التي تشارك فيها
بريطانيا في العراق إلى
سوريا، مشيرة إلى أنه يطرح أسئلة قانونية صعبة على الحكومة، خاصة بعد تصويت مجلس النواب ضد الحرب في سوريا.
ويورد التقرير أن الحكومة تقول إن تفاصيل النصيحة القانونية التي قدمها النائب العام لن يتم نشرها، وهو ما يذكر بالجدل الذي حصل أثناء التحضير لغزو العراق عام 2003، حيث امتنعت الحكومة عن نشر النصيحة التي قدمها النائب العام حينذاك.
وتبين الصحيفة أن معلقين يتساءلون إن كانت السياسة المحلية أدت دورا في الغارة التي تمت على الرقة في 21 آب/ أغسطس، خاصة أن الحكومة تعهدت بعرض توسيع الحملة إلى سوريا على النواب.
ويستدرك التقرير بأن فرص نجاح جيرمي كوربن في الانتخابات العمالية نهاية هذا الشهر، واستمرار معارضة عدد من النواب المحافظين في المقاعد الخلفية، يعني أن رئيس الوزراء لا يتمتع بإجماع حول سوريا.
وتجد الصحيفة أنه من خلال شن هذه الغارات على سوريا وضد مقاتلي تنظيم الدولة فإن حزب العمال سيلاقي صعوبة في معارضة الحملة على سوريا. مشيرة إلى أن القائمة بأعمال زعيم الحزب هارييت هارمن قد دعت إلى "التدقيق في العملية".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن هارمن قولها: "لماذا لم يشرع النائب العام العملية بدلا من القول إن هناك أساسا قانونيا لها"، وتساءلت: "ما هي الأفعال التي قام بها هذا الشخص ليكون مستهدفا؟ هل كان يمثل تهديدا مستمرا، أو كان التهديد قائما على فعل معين يخطط له؟". وقال النائب في منطقة خان كيفن بيرنان إن "هناك الكثير من الأسئلة" حول الغارات الجوية، وطالب بتوضيح أوسع.
وتفيد الصحيفة بأنه بحسب مصادر دفاعية، فقد تم ربط خان بعدد من المؤامرات داخل بريطانيا، منها واحدة لاستهداف حفل في قاعدة جوية أمريكية للاحتفال بعيد الاستقلال الأمريكي.
وبحسب التقرير، فقد قال رئيس الوزراء إن خان وبريطانيا آخر من بيرمنغهام، وهو جنيد حسين قتل بغارة أمريكية في 24 تموز/ يوليو، متورطان في مؤامرات إرهابية. لافتا إلى أن جنيد وخان كانا يعملان على تجنيد المتعاطفين مع تنظيم الدولة. وقال كاميرون: "أول واجب لي كوني رئيسا للوزراء هو حماية الشعب البريطاني، وكان هناك إرهابي يوجه عمليات قتل في شوارعنا، ولم تكن هناك آي وسائل لوقفه، ولست مستعدا للوقوف بعد عملية إرهابية في شوارعنا لأشرح للبرلمان لماذا لم أنتهز الفرصة لمنعه".
وتنقل الصحيفة عن مدير المعهد الملكي للدراسات المتحدة مايكل كلارك، قوله: "النقطة ليست متعلقة بأن المستهدف كان بريطانيا، ولكن لأن الغارة تمت في منطقة لا تنظر إليها بريطانيا على أنها مسرح للعمليات من الناحية القانونية"، وأضاف "إعلان رئيس الوزراء سيكون بمنزلة البداية الخاطئة في البرلمان، عندما أعلن حقيقة أن الطيران البريطاني قام بشن غارات داخل سوريا".
ويلفت التقرير إلى أن الصحف كتبت عن القتلى البريطانيين الثلاثة الذين استهدفوا، وكيف كان أحدهم يرغب بأن يكون نائبا في البرلمان. موضحا أن رياض خان (21 عاما) من بينارث الحي في جنوب غرب كارديف، تكنى بأبي دجانة عندما غادر البلاد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، للقتال مع تنظيم الدولة، وظهر في أشرطة فيديو دعائية للتنظيم مثل "لا حياة دون جهاد".
وتنوه الصحيفة إلى أن خان قد ظهر في شريط دعائي مختلف، عندما عبر عن طموحه لأن يكون رئيس وزراء بريطانيا. ويتذكره زملاؤه في المدرسة طالبا موهوبا ومعتدلا.
ويكشف التقرير عن أن رحول آمين قد عرف بعبد الرقيب أمين، وظهر في شريط دعائي مع خان وناصر المثنى، وجاء مع عائلته التي هاجرت من بنغلاديش ولم يكن يتجاوز العاشرة من العمر، وبعد عودة عائلته إلى بنغلاديش عاد رحول إلى أبردين وحده، وأطلق لحيته وأصبح متدينا أكثر، ودرس في جامعة أبردين.
وتذكر الصحيفة أن الثالث وهو جنيد حسين (21 عاما) من بيرمنغهام، وهو ملقب بأبي حسين البريطاني، ويعتقد أنه فر إلى سوريا نهاية عام 2013، عندما أطلقت الشرطة سراحه بكفالة، وظهر بعد ذلك في شريط يدعو فيه إلى قتال الغربيين في سوريا والعراق، واعتقل وسجن قبل ذلك لسرقته معلومات متعلقة برئيس الوزراء السابق توني بلير.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون إن حسين يقف خلف تشدد واحد من مسلحين هاجما معرضا للصور الكرتونية عن صور النبي نظم في غارلاند – تكساس في أيار/ مايو هذا العام.