استنكرت وزارة الخارجية
العراقية الخميس التوغل البري الذي نفذته هذا الأسبوع قوات تركية في شمال البلاد لمطاردة عناصر من حزب العمال
الكردستاني، واعتبرت خارجية العراق ذلك "إساءة" للعلاقة بين البلدين التي شهدت تحسنا مؤخرا".
وأعربت الوزارة، في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، عن "استنكارها لتوغل عدد من القطعات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية لما يمثله هذا الفعل من انتهاك لسيادة العراق، وإساءة واضحة للعلاقات الثنائية".
وقال البيان، الذي يحمل توقيع المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال، إن "أي حملة عسكرية تركية لا تتم بالتنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد مرفوضة تماما".
أردوغان: قد نعيد تدخل 2008
من جهته قال رئيس الحكومة التركية المؤقتة، أحمد داود أوغلو، الخميس، معلقا على العملية البرية شمالي العراق، " لم يتم البدء بعملية برية واسعة، وعند الضرورة، فإن قواتنا المسلحة ووحداتنا الخاصة تدخل وتخرج، ويمكن البدء بتحرك بري واسع كما في عام 2008 إذا اقتضت الحاجة".
وكانت قوة تركية خاصة قامت بتوغل بري في شمال العراق لمطاردة مسلحين من حزب
العمال الكردستاني، بعد سلسلة هجمات له في جنوب
تركيا أدت إلى مقتل عشرات الجنود الأتراك، وكان هذا التوغل البري الأول من نوعه منذ أربعة أعوام.
وتشن تركيا منذ تموز/ يوليو هجمات جوية وبرية ضد الحزب في معاقله بجنوب شرق تركيا، إضافة إلى غارات على مواقعه في شمال العراق.
ورد الحزب على هذه الضربات بهجمات أدت إلى مقتل عشرات الجنود ورجال الشرطة الأتراك في هجمات شبه يومية تعد الأكثر دموية في النزاع بين الطرفين الذي يعود إلى ثلاثة عقود، وتجدد مؤخرا بعد انهيار هدنة توصل إليها الطرفان في العام 2013.
وشهدت العلاقات بين أنقرة وبغداد تحسنا خلال الأشهر الماضية، بعد أعوام من التوتر خلال عهد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي.
وكان سكان شمال العراق طالبوا بمغادرة عناصر منظمة "بي كا كا" مناطقهم، بعد شكاياتهم المتعددة من وقوف معسكرات المنظمة حاجزا دون وصولهم لقراهم.
وتضم جبال قنديل الواقعة في إقليم كردستان (بمحاذاة الحدود الإيرانية العراقية)، المعسكرات الرئيسة لحزب العمال الكردستاني، ويديرها القيادي المسؤول عن العمليات المسلحة "مراد قراييلان"، ويربط حزب العمال الكردستاني تلك المعسكرات، عبر أنفاق سرية، مع معسكراته الأخرى القريبة من الحدود التركية العراقية.