رغم خلافاتها على الأرض وبعض الخلافات الأيديولوجية بينها والتي تصل إلى حد "التكفير" أحيانا كثيرة، فإن فصائل المعارضة السورية المسلحة اتفقت أخيرا على التنافس في صفع نظام
الأسد.
الصفعتان الأقوى لنظام الأسد كانتا من الفصيلين الأكبر والألد عداوة،
جبهة النصرة وتنظيم الدولة، حيث سيطرت الأولى، والتي تعتبر أكبر فصائل
جيش الفتح، على مطار أبو الظهور العسكري شرق إدلب، الأربعاء الماضي.
واغتنمت الجبهة من المطار سربا من طائرات ميغ التي يستخدمها جيش الأسد في الغارات على فصائل المعارضة، و15 طائرة مروحية تستخدم لإلقاء البراميل المتفجرة على المدن السورية، إلى جانب أربعة مدافع ميدانية رشاشة، وسيارات مزودة برشاشات مضادة للطيران، وآليات أخرى.
وأسرت الجبهة، بحسب أحد القياديين فيها، 190 جنديا من قوات نظام الأسد، وقتلت عددا كبيرا منهم، وساعدها في ذلك العاصفة الرميلة الأخيرة التي ضربت المنطقة، الأمر الذي منع طيران النظام من التحليق.
المطار الذي اعترف النظام بخسارته، تبلغ مساحته 20 كيلومترا مربعة، وكانت المعارضة حاصرته لأشهر قبل أن تتكمن من اقتحامه.
ويقع مطار أبو الظهور العسكري في منطقة صحراوية إلى الشرق الشمالي من مدينة سراقب في ريف إدلب، وكان النظام السوري يستخدم المطار في عمليات عسكرية، كما أنه كان نقطة انطلاق للطيران الحربي الذي قصف مناطق ريف إدلب. ويعد المطار أحد أكبر المطارات في المنطقة الشمالية، وثاني أهم مطار عسكري في
سوريا، وفيه 22 مدرجا لطائرات "ميغ 21" و"ميغ 23"، ويتبع إداريا للواء 14 الموجود في حماة..
أما الصفعة الأخرى؛ فكانت لتنظيم الدولة، بسيطرته على مبنى كتيبة الصواريخ في محيط مطار دير الزور العسكري، حيث قتل 41 عنصرا من قوات النظام السوري وتنظيم الدولة في اشتباكات عنيفة، ليل الأربعاء الماضي، في محيط مطار دير الزور العسكري حيث سيطر عناصر التنظيم على مبنى كتيبة الصواريخ، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأكده
تنظيم الدولة الخميس.
وقال المرصد، إن 36 على الأقل من عناصر تنظيم الدولة لقوا مصرعهم في اشتباكات في محيط مطار دير الزور العسكري.
وأفاد المرصد أن التنظيم تمكن "عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها من السيطرة على كتيبة الصواريخ والمبنى الأبيض، فيما كانت قد أسفرت الاشتباكات عن مقتل 18 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الأخيرة".
من جهته أعلن تنظيم الدولة، الخميس، مقتل 94 من جنود النظام في اشتباكات أمس الأربعاء، وأكد سيطرة مقاتليه "على كتيبة الصواريخ، والتي لا تبعد سوى 1.5 كم عن مطار دير الزور العسكري".
غير أن النظام لم يعترف هذه المرة بصفعة تنظيم الدولة، وقالت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوى الوطنية المؤازرة أحبطت محاولة إرهابيين من تنظيم الدولة التسلل إلى مطار دير الزور العسكري وكبدتهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد".
وفي المعارك الدائرة في الزبداني، كانت الصفعة مزدوجة حيث كبدت كتائب أحرار الشام نظام الأسد ومليشيات حزب الله اللبناني 29 قتيلا.
وخسر حزب الله اللبناني 18 عنصرا، وخسر النظام 11 جنديا، في اشتباكات منطقة الجبل الشرقي في المدينة.
ورد النظام على خسائره هناك بقصف عنيف بالدبابات والمدافع الثقيلة والصواريخ، الأمر الذي ردت عليه فصائل المعارضة بقصف قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.
وسجلت كتائب أحرار الشام تقدما ملحوظا في جبهة ريف حلب الشمالي في الأيام الماضية.
والصفعة الرابعة والقوية تلقاها نظام الأسد في غوطة دمشق الشرقية على يد جيش الإسلام (كبرى الفصائل المسلحة) الذي سيطر على تل كردي المجاور للمدينة، ومنه اتجه إلى اقتحام سجن دمشق المركزي.
وبدأت عملية اقتحام السجن بقتل 15 عسكريا في جيش النظام، لتبدأ بعدها معركة انتهت باقتحام جيش الإسلام سجن النساء.
وخسر النظام 13 آلية مدرعة في الهجوم، الذي سيترتب عليه الإفراج عن مئات المعتقلات في السجن، في حال لم يتم نقلهم إلى مكان آخر.
وعلى صعيد العمل المشترك بين الفصائل بدأت كل من جبهة النصرة وأحرار الشام وأجناد الشام والاتحاد الإسلامي وجيش الإسلام هجوما مشتركا على مواقع للنظام السوري التي تفصل بين ضاحية الأسد وغوطة دمشق الشرقية.
وشهدت الضاحية حركة نزوح كبيرة للغالبية المؤيدة للنظام في الضاحية على وقع الاشتباكات بين الفصائل المعارضة والنظام.
وبحسب موقع "كلنا شركاء"، فقد شهدت المنطقة قصفا بالهاون، طال مستشفى البيروني ومشفى الشرطة ومناطق أخرى داخل الضاحية، وأسفر عن وقوع العديد من الجرحى، بينهم عناصر من قوات النظام.
ويقطن في ضاحية الأسد أكثر من 80 ألف نسمة، غالبيتهم من المؤيدين للنظام، وفيها العديد من منازل الضباط والمسؤولين الأمنيين.
فهل هناك صلة بين تلك الصفعات التي تلقاها النظام مؤخرا، وبين الحديث المتسارع والمتواتر عن تكثيف روسيا لمساعدتها لدمشق؟