تباينت ردود فعل كبار المغردين السعوديين في موقع التواصل الاجتماعي "
تويتر"، بين مسلّم بأن حادثة سقوط "الرافعة" في الحرم هي "قضاء وقدر"، وبين مطالب بفتح تحقيقات واسعة للوقوف على الأسباب التي أدت إلى سقوط الرافعة، التي توفي بسببها 107 حجّاج مساء الجمعة.
وبالإضافة للصنفين السابقين، لاحظت "عربي21" توجيه العديد من كبار المغردين في السعوديين رسائل إلى إيران ومناصريها في المنطقة، قائلين إن "أذناب إيران يحاولون استغلال الفاجعة لمهاجمة المملكة، والتشكيك بقدراتها".
وقال الداعية الدكتور سلمان العودة إن "الإيمان بالقضاء والقدر لا يتعارض مع محاسبة المقصرين"، وأضاف: "هنالك أسباب خارجة عن الإرادة، لكن إن وجد تقصير -ولو غير مقصود- فيجب محاسبته بالشرع والقدر".
الأكاديمي والإعلامي محمد الحضيف، اعتبر الحادثة طبيعية في ظل الطقس العاصف، مغردا: "حادث مثله يقع في أي مكان في العالم، في ظرف طبيعي، ناهيك أن يكون طقسا مطيرا وعاصفا".
وتابع الحضيف: "عاصفة يطير منها الرجال..، اللهم احْمِ بيتك وعبادك، واحفظ وطنا يقوم عليهم".
وعلّق الخبير خالد العلكمي على تصريح "رئاسة الحرمين"، الذي أرجعت فيه سبب سقوط الرافعة إلى العواصف والأمطار، حيث قال: "تصريح يحتاج مراجعة حتى لا يساء فهمه، فهناك عشرات الرافعات في الموقع!".
وقال الكاتب الصحفي الشهير جمال خاشقجي: "كل شيء بقضاء وقدر، ومن ذلك المحاسبة والعقاب".
وتساءل الناشط الإعلامي سعيد الزهراني: "متى يقام مستشفى متكامل ملاصق للحرم مباشرة يقدم خدماته للمعتمرين والحجاج، خصوصا في حال الكوارث؟".
الشيخ الدكتور عوض القرني علّق حول الموضوع قائلا: "حادث
مكة قضاء وقدر، ولا خلاف في ذلك، وأيضا إن كان هناك تقصير بشري فلا بد من المحاسبة، ومهم جدا عدم تجاهل الجهود الهائلة المبذولة لخدمة الحرمين".
وتابع: "إن ما يبذل لتوسعة الحرمين وتطوير خدمات المشاعر هي جهود غير مسبوقة يجب أن تذكر وتشكر، ورحم الله من توفي، وجبر الله مصاب أهلهم، وشفى الله المصابين".
كما قال القارئ، الداعية عادل الكلباني: "القضاء والقدر لا يعني عدم البحث عن المتسبب والمقصر، ومحاسبته (إن وجد)!".
الداعية إبراهيم الحارثي، قال إن "مواقع إعلامية مشبوهة تقدح في قدرة المملكة على العناية بالحرمين، بيد أن جهود المملكة أوضح وأكبر وأعظم من كل كذباتهم وأحقادهم".
وأضاف الشيخ بلال الفارس: "(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)، يُقدِّر سبحانه المقادير لحكم عظيمة، يتخذ الشهداء ويعلم الصابرين".
المحامي سعد الغنيم قال إن "مثل هذه الرافعات المتحركة غير المثبتة خطر جدا في أماكن الزحام، وكان يجب التنبه مع هبوب الرياح".
وحول شماتة بعض الصحف الإيرانية بتجهيزات
السعودية في الحرم، متهمينها بالتسبب في الحادثة، قال الداعية محمد البراك: "سقوط
رافعة الحرم قدر شهد العالم سببه الظاهر وهو الرياح، لكن ما شأن إيران بأمن الحرمين، وأعمالها شاهدة على ضد ذلك".
وعلق الشيخ عبد العزيز السعيد على خبر (الصحة الإيرانية تبدي استعدادها لعلاج جرحى الرافعة)، حيث قال: "عالجوا مرضى الإيدز أولا".
واعتبر الشيخ عبد العزيز الطريفي أن وفاة الحجاج هي من "أحسن خواتيم الموت"، مغردا: "من أحسن الخواتيم الموت على عبادة كموت المصلين والطائفين والعاكفين والُمحْرِمين، كان الصحابة يُسمّون الجالس في الحرم معتكفا ولو كان نائما".
كما قال إمام المسجد الحرام الشيخ سعود الشريم إن "الذين ماتوا في المسجد الحرام بسبب سقوط الرافعة نحسب أنهم شهداء، فهم في حكم من مات بسبب الهدم؛ حيث عدَّ النبي عليه الصلاة والسلام من الشهداء (صاحب الهدم)" متفق عليه".
وشهدت مدينة مكة المكرمة
عواصف هوائية شديدة محملة بالأمطار، أدت إلى خسائر مادية كبيرة، إلا أن حالة الطقس لم تثن شباب مكّة للمسارعة إلى المستشفيات للتبرع بالدم من أجل إنقاذ الحجاج المصابين جرّاء سقوط الرافعة.