سياسة عربية

هاشتاغ يجبر الأمن المصري على الاعتراف بقتل سياح مكسيكيين

الأمن المصري قال إن الفوج السياحي كان في منطقة محظورة (أرشيفية) - أ ف ب
أعلنت وزارة الداخلية المصرية مقتل 12 سائحا مكسيكيا، وإصابة 10 آخرين في الصحراء الغربية، على أيدي قوات الأمن عن طريق الخطأ، أثناء قيام قوات مشتركة من الجيش والشرطة بملاحقة "عناصر إرهابية" في مدينة الواحات.

وقالت الداخلية في بيان لها تلقت "عربي21" نسخة منه، إنه أثناء التعامل مع الإرهابيين، تم إصابة أربع سيارات دفع رباعي بطريق الخطأ، كانت موجودة في منطقة محظورة، وتبين لاحقا أنها تقل فوجا سياحيا مكسيكي الجنسية. 

لكن بداية القصة كانت مختلفة، حيث كانت الداخلية المصرية قد نشرت رواية مغايرة، وزعمت أن القتلى هم من الإرهابيين المتورطين في عمليات سابقة ضد الجيش والشرطة، وروجت بعض المواقع المؤيدة للانقلاب أنباء عن تورط إرهابيين في قتل سياح أجانب أثناء الاشتباك مع قوات الأمن، ثم تراجعت الداخلية عن هذه الرواية، واعترفت بمسؤوليتها عن قتل السياح الأجانب.

الداخلية تغير روايتها

ويبدو أن الداخلية اضطرت إلى إصدار بيانها واعترافها بقتل السياح، بعدما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت شهادة أحد العاملين في مجال السياحة في الصحراء الغربية يدعى "عمرو إمام"، الذي أكد أن مروحية أباتشي تابعة للقوات الجوية المصرية هي التي بادرت بإطلاق النار على رتل من سيارات الدفع الرباعي، كانت تقوم برحلة سفاري في الصحراء، وتضم 22 سائحا أجنبيا وثمانية مصريين، فقتلت منهم 16 شخصا، ثمانية من المصريين وثمانية مكسيكيين.

ودشن "عمرو إمام" هاشتاغ تحت عنوان "#عوض_الجيش_قتله"، في إشارة إلى زميله "عوض" الذي كان مرشدا سياحيا للمجموعة التي استهدفتها المروحية، ولقي مصرعه في الحادث، متوعدا الحكومة بفضحها وعدم السكوت حتى يسترد حق زميله القتيل.

وكانت الداخلية قد أصدرت من قبل بيانا سابقا أكدت فيه أن قوات الأمن واصلت ما أسمته "دك مواقع وبؤر الإرهابيين"، وأنها نجحت في تصفية ثمانية عناصر تابعة لتنظيم بيت المقدس، تابعين لمجموعة "هشام عشماوي"، المتهم في حادث اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، اللواء محمد ابراهيم، وتفجيري مديريتي أمن القاهرة والدقهلية.

وهشام العشماوي هو ضابط سابق ف الجيش المصري، يبلغ من العمر 35 عاما، تم فصله من الخدمة بقوات الصاعقة عام 2009، وكوّن مجموعات مسلحة تنفذ عمليات ضد المنشآت العسكرية والشرطية في مصر منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013.

وكان العشماوي قد أصدر تسجيلا صوتيا في تموز/ يوليو الماضي، أكد فيه انضمامه لتنظيم "ولاية سيناء"، وأعلن تأسيس تنظيم جهادي جديد تحت إمرته باسم "المرابطون"، ولقب نفسه في البيان باسم "أبي عمر المهاجر"، داعيا المصريين إلى الجهاد معه ضد قائد الانقلاب عيد الفتاح السيسي.

وقال مصدر أمني، في وقت سابق، إن العناصر التي تم تصفيتها في المنطقة الجبلية شاركوا من قبل في عملية خطف مهندس كرواتي، ونقله عبر المناطق الجبلية المتاخمة لحدود ليبيا لتسليمه لعناصر من تنظيم "داعش"، التي قامت بذبحه منذ شهرين تقريبا، وأن تلك العناصر كانت تختبئ في إحدى المناطق الجبلية على طريق الواحات، حيث كانت تخطط لشن هجمات جديدة تتضمن خطف سياح أجانب، والتعدي على المنشآت الشرطية والعسكرية، قبل أن تتبين فيما بعد الرواية الحقيقية التي تضمنها بيان الداخلية الأخير.

?#‏عوض_الجيش_قتله? 

وقال عمرو إمام إن زميله عوض "مرشد سياحي ومدير فندق، أخذ فوجا سياحيا، في جولة في الصحراء، لكن طائرة أباتشي قامت بتصفيتهم".

وحقق هاشتاغ ?"?#‏عوض_الجيش_قتله"? تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الإجتماعي بعد ساعات قليلة من تدشينه، حيث علق عليه الآلاف، محملين قوات الأمن المصري مسؤولية قتل السياح والمصريين الأبرياء.

وكتب "نبيل الخشاب": "‏فضيحة?.. الجيش بيموت في السائحين"?، بينما قال تامر السيد: "لولا أن أصحاب المرشد نشروا الموضوع بسرعة كان زمان داعش هي اللي لابسة الليلة".

وقال "أحمد رشوان": "علشان فيهم سياح أجانب نطقوا، لولا كده كان زمان اللي ماتوا دخلوا في عداد الإرهابيين اللي بيصفوهم كل يوم!".

وتأتي هذه العملية لتضيف أعباء جديدة لقطاع السياحة المصري المنهك بالفعل منذ سنوات عدة، حيث جاءت بعد أقل من شهرين من حادث استهداف السياح الأجانب في معبد الكرنك في الأقصر.

وفي هذا الإطار، علق "علي الشافعي"، قائلا: "الاقتصاد السياحي كان بيحتضر.. بس الحمد الله الجيش ريحه خالص النهاردة، وقتل السياحة نهائيا".

وأضاف محمد سعيد: "نقتل السائحين الأجانب كما المصريين.. عدالة السيسي تعني المساواة في القتل".

من جانبه، تهكم سيد مرزوق: "ملخص كلام الداخلية والجيش عن موت السياح: إيه اللي وداكم هناك؟".