كشف مصدر في سرايا السلام، التابعة لمقتدى الصدر، عن استعانة
منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري بكومبارس شيعي من مدينة السماوة، جنوب
العراق، لتقديمه على أنه أمير مدينة سامراء في
تنظيم الدولة، ثم نشر صوره على نطاق واسع في وسائل الإعلام.
وقال مصدر في المكتب الإعلامي لسرايا السلام، وهي إحدى فصائل
مليشيات الحشد الشعبي التي تنضوي تحتها منظمة بدر أيضا، إن الشخص الذي تم تصويره ونشره في وسائل الإعلام هو صياد صقور من مدينة السماوة، ويدعى علي الزيادي، وكان في زيارة لمجموعة من مقاتلي منظمة بدر، والتقط بعض الصور التذكارية معهم، ومنها صورة ساخرة تم تقديمها لاحقا إلى وسائل الإعلام على أنها لحظة القبض على أمير في تنظيم الدولة، ويسكن مدينة سامراء، شمال بغداد.
وكانت الصفحة الرسمية لمنظمة بدر على موقع "فيسبوك" قد نشرت صورة لمجموعة من مقاتليها يحيطون بشخص يرتدي الثوب العربي وغطاء الرأس قالت إنه أمير سامراء، مطالبة جمهورها بالتصويت إذا كانوا يرغبون بإعدامه بشكل فوري أو تسليمه إلى القضاء.
وأضاف المصدر، في تصريح خاص لـــ"
عربي21"، أن الشخص الذي تم تصويره استعان لاحقا بقيادة سرايا السلام، وأكد أنه تم استغفاله وتقديمه إلى وسائل الإعلام بطريقة "رخيصة"، مشيرا إلى أنه طالب قيادات في السرايا بمساندته في المقاضاة العشائرية التي سيقوم بها ضد أسماء محددة في قيادة منظمة بدر.
وأوضح المصدر في سرايا السلام أن الشخص المشتكي قام بتقديم مجموعة صور تظهر أنه كان في زيارة وديّة إلى مجموعة من أصدقائه المقاتلين في صفوف منظمة بدر، وأغلبها صور تذكارية، ولكنهم قاموا باستغلال إحدى الصور الملتقطة على سبيل المزاح وتم تقديمها إعلاميا على أنها حقيقية، مستغلين ملامحه وإطلاق لحيته، فضلا عن الزي العربي المقارب للزي البدوي الذي يرتديه.
وبين المصدر أن وسائل الإعلام التابعة لمنظمة بدر قامت بنشر الصور المزيفة على نطاق، واسع سواء في الوكالة الإخبارية التابعة للمنظمة، وموقعها الرسمي على الإنترنت وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن القناة الفضائية الناطقة باسم المنظمة التي تتبع لحزب المجلس الإسلامي الأعلى المدعوم من إيران.
إلى ذلك، نشرت العشرات من المواقع والصفحات التابعة للتيار الصدري توضيحات وصورا تؤكد أن صياد الصقور علي الزيادي؛ تعرض لعملية نصب واستغفال من عناصر بدر، في محاولة لكسب الانتشار الإعلامي عبر نشر الانتصارات المزيفة.
وغرد شخص يدعى "الصدري الهمام" بالقول: "منظمة بدر وبعد نشر فديو لأمينها العام هادي العامري وهو يقاتل في صفوف الجيش الإيراني ضد العراق في حرب الثمان سنوات، عمدت إلى فبركة كل أنواع الانتصارات في جبهات القتال ضد تنظيم الدولة، ولجأت إلى التحايل حتى على الأصدقاء في سبيل كسب أي قدر من التأييد الشعبي".
وحذرت "عاشقة الصدر" على موقع تويتر كل من لديه صديق تابع لمنظمة بدر من الوقوع في فخ مماثل، مطالبة إياهم بالامتناع عن القيام بأي زيارات لهم خوفا من التعرض لمصير الصياد المسكين.
وفي الحملة الساخرة ذاتها حول هذا الموضوع، قال "خادم آل الصدر" إن مقاتلي منظمة بدر سجلوا سابقة هي الأولى من نوعها حين تمكنوا من التقاط صور السيلفي مع أمراء تنظيم الدولة مصحوبة بابتسامات عريضة، مقترحا" بسخرية، المشاركة بها في مسابقة أقوى صورة صحفية للعام الحالي.
ومنظمة بدر بقيادة هادي العامري هي الجناح العسكري لحزب المجلس الإسلامي الأعلى الذي يتزعمه عمار الحكيم، وتعد واحدة من الفصائل المقاتلة ضمن مليشيات الحشد الشعبي التي تشكلت بموجب فتوى المرجع الشيعي علي السيستاني، عقب سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الموصل في حزيران/ يونيو 2014.