نشرت صحيفة
لوموند الفرنسية تقريرا على إثر موجة الاستهجان التي تلت نشر صحيفة
شارلي إيبدو لصور تسخر من الطفل أيلان الكردي واللاجئين المسلمين، قالت فيه إن الكثيرين يرون أن تكرار هذه الصحيفة لمواقفها العنصرية واللاإنسانية، لا يمكن تبريره بحرية التعبير وحرية الصحافة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن وسائل الإعلام والرأي العام في كافة أنحاء العالم، تناقلت في المدة الأخيرة الجدل الذي أحدثته المواقف العنصرية التي عبرت عنها الصحيفة الساخرة شارلي إيبدو. وقد انطلق الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر الصحيفة في 9 أيلول/ سبتمبر الماضي، سلسلة من الرسوم المستوحاة من صورة أيلان الكردي، الطفل السوري الذي وجد ميتا على شاطئ في تركيا.
وقالت الصحيفة إن أغلب الفرنسيين فضلوا التزام الصمت إزاء سلوك الصحيفة غير المقبول، غير أن مستعملي الإنترنت في كافة أنحاء العالم أغرقوا مواقع التواصل الاجتماعي بالتعاليق المنددة، وعاد هاشتاغ "أنا لست شارلي" ليتصدر التغريدات على الـ"تويتر".
وعرضت الصحيفة لأبرز تعليقات مستعملي الشبكة العنكبوتية، حيث قال أحدهم: "هذا ما يحصل عندما نساند صحيفة شارلي إيبدو، أنا لست شارلي".
فيما قال شخص آخر: "إن هذه الصحيفة تسيء إلى الناس ثم تستغرب عندما يتم مهاجمتها في عقر دارها، إنه عار على صحفيي شارلي إيبدو، يتباكون ويرفعون شعار "أنا شارلي، وهم لا يملكون أي ذرّة احترام للآخر".
وذكرت الصحيفة أن صورتي كاريكاتير أثارتا غضب الناس بشكل خاص، الأولى كانت بإمضاء الرسام "ريس"، وفيها يظهر الطفل أيلان ممددا على الشاطئ، كتب عليها "لقد كان قريبا جدا من تحقيق الهدف"، وفوقه لوحة إعلانية رسم عليها وجه مهرّج يقول: "عرض ترويجي، فرصة، خذ طفلين بسعر طفل واحد".
وقد علق مستعملو مواقع التواصل الاجتماعي على هذه الصورة بالقول: "إن هذه الصحيفة تستهزئ بالموت وتسخر من المهاجرين، ثم تتباكى على احترام حرية الصحافة، إنها صحيفة تافهة وتكتب أشياء أكثر تفاهة".
أما الصورة الثانية التي أثارت اشمئزاز مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كانت أيضا بتوقيع "ريس"، فيظهر فيها طفل يغرق في البحر، وبجانبه صورة رجل يقول: "نحن المسيحيون نسير فوق الماء، أما أطفال المسلمين فيغرقون".
وأشارت الصحيفة إلى صورة كانت موجودة في الصفحة الأخيرة من الصحيفة، في عددها الصادر في 9 أيلول/ سبتمبر الماضي، ويظهر فيها رجل فرنسي يجلس على الأريكة ويمسك بيده مشروبا، ويقول "مرحبا بالمهاجرين، اعتبروا أنفسكم في وطنكم"، بينما هو يضع قدميه على ظهر مهاجر جالس على الأرض وهو في حالة رثّة".
بالإضافة إلى صورة أخرى يظهر فيها الطفل الغريق ممددا على الشاطئ، وهو يحمل على ظهره محفظة مدرسية، وكتب فوقه "إنها العودة المدرسية"، وقد ظهرت هذه الصورة للمرة الأولى في يوم 3 أيلول/ سبتمبر.
ونقلت الصحيفة مواقف أشهر الصحف العالمية على غرار "تورنتو صان" الكندية، و"دايلي ميرور" و"دايلي مايل" البريطانيتين، التي نددت كلها بسخرية شارلي إيبدو من إيلان. كما اعتبرت صحيفة "الهند اليوم" أن شارلي إيبدو استهزأت ليس فقط بمشاعر اللاجئين السوريين بل أيضا بموت هذا الطفل الصغير". كما اعتبرت بعض المواقع الإخبارية الرسوم مثيرة للإشمئزاز، وحتى وكالة الأنباء الرسمية الصينية عبرت عن الموقف ذاته من هذه الصحيفة.
وعرضت "لوموند" تعليق بيتر هربرت، نائب المدير السابق لشرطة لندن، الذي قال إن "شارلي إيبدو صحيفة عنصرية إلى أبعد الحدود، ولديها عقدة كراهية الأجانب، وهي مفلسة إيديولوجيا، وتلك الصور التي نشرتها تعبر على مدى الانحطاط الأخلاقي الذي بلغته فرنسا".
وبعد هذه الموجة من الانتقادات والتنديدات التي جاءت من كل أنحاء العالم، حاولت كورين راي، إحدى رسامات شارلي إيبدو المعروفة بلقب "كوري"، نفي الاتهامات الموجهة لها بالقول: "إن هذه الرسوم في الحقيقة تسخر من أوروبا بسبب عجزها ورأسماليتها، وليس من اللاجئين السوريين".