قال إمامُ وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد إن "المملكة تخوض مع التحالف العربي حربا حازمة في اليمن لإعادة الأمل لإخواننا وجيراننا مع ما يتطلب كل ذلك من استعدادات وأعمال واحتياطات".
وأشار ابن حميد إلى أن "المواطنين والمقيمين في هذه البلاد ينعمون بالأمن الوافر"، وتابع: "هذا البلد الأمن يستقبل إخوانه الفارين من الفتن والاضطرابات في بلادهم وتفتح أبوابها لتعاملهم كما تعامل إخوانهم المواطنين والمقيمين، كما تستقبل الملايين من حجاج بيت الله الحرام وقاصديه".
وبعد حديثه عن فضائل الحج والأمور الواجب فعلها على الحجاج وعموم المسلمين في هذه الأيام "الفضيلة"، تطرق خطيب الحرم المكي إلى ما يشهده
المسجد الأقصى حاليا من انتهاكات من قبل المتسوطنين.
وأضاف: "إذا كان هذا الحديث عن المسجد الحرام ومكة شرفها الله فإن هذا يقود ويدعو ويذكر بالحديث عن شقيقه وتوأمه المسجد الأقصى، فهو الرابط الرباني بين المسجدين والمسرى النبوي بين المدينتين".
وتابع: "المسجد الأقصى هذه الأيام يعيش اعتداءات آثمة وممارسات وحشية وسياسات عنصرية واعتداءات يهودية تشهدها ساحات المسجد الأقصى، وهي امتداد لهذا الاغتصاب الظالم والجائر لفلسطين المحتلة كلها أمام صمت العالم وعجزه واعتداءات يصاحبها تطورات في المزيد من المعاناة على إخواننا
الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة".
ونوه ابن حميد إلى خطورة "ما يطمع إليه هؤلاء الصهاينة من تقسيم المسجد"، سائلا الله تعالى أن "يخيب مسعاهم وأن يبطل كيدهم ذلك أنهم اختاروا هذا التوقيت لما تعيشه أمة الإسلام عامة والمنطقة خاصة من تنافر وفرقة وفتن وتناحر إرهابي وطائفي".
وبحسب الشيخ ابن حميد، فإن "هذا الحدث الجلل الذي يتعرض له المسجد الأقصى المبارك قد يوقظ المسلمين، ذلك أن الأقصى هو الهدف الأسمى الذي يلتقي عنده المسلمون بكل مذاهبهم وانتمائهم واهتماماتهم، وإنه من الواجب المتعين أخذ الدرس والعبرة إلى أبعد مدى، وأن هذه الفرقة وهذا التناحر لم يستفد منه إلا هذا العدو المشترك ".
وتابع: "الأقصى المبارك هو الذي يجب أن تنتهي عنده الخلافات، فهو الذي يوحد بين المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة، ولا يمكن أن يُترك إخواننا المقاومون وحدهم أمام هذا العدو المتسلط".
ودعا خطيب المسجد الحرام جميع المسلمين وخاصة الساسة وأصحاب القرار دولا ومنظمات وهيئات لبذل كل ما يستطيعون من إمكانات سياسية ومادية ونظامية ودولية، من أجل المسجد الأقصى.
وأكمل: "نقول بكل ثقة إن إنقاذ الأقصى ليست مهمة عسيرة إذا صحت النوايا وصدقت العزائم وتوحدت الجهود واستوعبت الدروس؛ فالمسلمون كلهم يد على من عاداهم والأمة الحية هي التي تخرج من ظلام الخذلان إلى نور الأمل ذلك أن الأمة حية لا تموت، وهي حية بقوة الله ثم بقوة هذا الدين وامتلاء القلوب بالثقة بالله عز شأنه".
وحول الخلاف مع إسرائيل، قال ابن حميد: "خلافنا مع الصهاينة خلاف عقيدة وصراع بين وعد حق ووعد مفترى وهذه مسؤولية الجميع شعوبا وحكومات وهيئات ومنظمات، ونصرة القدس وفلسطين تكون ببعثها حية في القلوب والكتب والكتابات والمناهج والإعلام وكل السياسات ثم بتأييد إخواننا المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس".
يشار إلى أن إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي تحدث أيضا في خطبة الجمعة اليوم عن ما يعانيه المسجد الأقصى من انتهاكات في ظل الخناق المشدد على المرابطين في محيطه.