تحولت قضية محركات فولفاغن المغشوشة الى فضيحة عالمية - أرشيفية
استقال رئيس مجموعة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات مارتن فينتركورن الأربعاء على إثر فضيحة المحركات المغشوشة التي اتخذت أبعادا عالمية، وخسرت المجموعة بسببها مليارات الدولارات في البورصة.
وأكد فينتركورن الذي يترأس فولكسفاغن منذ 2007، في تصريح أنه لم يصدر منه "أي تقصير" لكنه قال إنه "يتحمل مسؤولية" الفضيحة، ويعلن استقالته ليسمح للمجموعة بـ"انطلاقة جديدة".
وشدد رئيس مجلس الرقابة في مجموعة "فولكسفاغن" برثولد هوبر أيضا أمام الصحافيين في مقر المجموعة في فولسبيرغ على أن "فينتركورن لم يكن على علم بالتلاعبات في غازات العادم" في محركات الديزل.
لكن الهيئة التي تشرف على فولكسفاغن اعتبرت في ختام اجتماع طارئ لأعلى مسؤوليها الأربعاء أن المجموعة بحاجة "لانطلاقة جديدة ذات مصداقية". وذلك يتطلب استقالة فينتركورن كما أضاف مرحبا بحس المسؤولية لدى رئيس المجموعة.
وأكد أن تغييرات أخرى في الإدارة ستعلن في الأيام المقبلة. وسيجتمع مجلس المراقبة أيضا الجمعة لاختيار خلف لفينتركورن.
وقد تردد اسم ماتياس مولر رئيس بورش هذا الإسبوع لتولي هذا المنصب الذي يتقاضى صاحبه أعلى راتب في المانيا، على رأس المجموعة التي يصل رقم أعمالها السنوي إلى 200 مليار يورو ويبلغ عدد موظفيها 600 ألف وتملك 12 نوعا من الشاحنات والسيارات. وقد تقدمت هذه المجموعة مؤخرا على اليابانية تويوتا في المبيعات العالمية.
وأقرت فولكسفاغن أنها وضعت برنامجا معلوماتيا في محركات الديزل لحوالى 11 مليونا من سياراتها بغية تحوير نتائج الاختبارات. وقد فتح القضاء الألماني تحقيقا أوليا الأربعاء بعد التحقيقات التي أعلنت في الولايات المتحدة.
وسرعان ما تحولت قضية المحركات التي كشفت الجمعة في الولايات المتحدة الى فضيحة عالمية، ثم توالت التحقيقات ففتحت كوريا الجنوبية وإيطاليا وفرنسا تحقيقات فيما طالبت لندن بتحقيق للمفوضية الأوروبية.
والدعوات إلى اعتماد "الشفافية التامة" لدى فولكسفاغن مثلما طالبت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الثلاثاء توالت الأربعاء من كل حدب وصوب. لكن العالم السياسي والأعمال يسعى من جهته لتفادي الفوضى والالتباس.
وكرر وزير الإقتصاد الألماني سيغمار غابرييل في زيارة إلى معرض السيارات في فرانكفورت أن تلاعب فولكسفاغن "غير مقبول قطعا"، لكن "ليس هناك جدل عام حول نوعية فولكسفاغن أو صناعة السيارات الألمانية ككل".
وقال ماتياس فيسمان رئيس اتحاد السيارات "في دي ايه"، "يجب عدم ارتكاب خطأ استخدام هذا التلاعب غير المقبول في برنامج محركات معلوماتي للتشكيك في كامل التكنولوجيا" الألمانية.
وفي السويد عبرت وزيرة البيئة اسا رومسون عن "صدمتها الكبيرة إزاء تصرف شركة مصنعة للسيارات مشهورة بهذه الطريقة المخزية".
واقر الاتحاد الذي يضم مصنعي السيارات الأوروبيين "ايه سي اي ايه" "بخطورة الوضع" معتبرا في الوقت نفسه أنه لا يوجد "اي دليل" بان الغش الذي اكتشف لدى فولكسفاغن "امتد إلى كل القطاع".
ويعتبر قطاع السيارات مفخرة وطنية في المانيا ويمثل 20% من الصادرات الألمانية و14% من اجمالي الناتج الداخلي لأول اقتصاد أوروبي.
وقد تلقت فولكسفاغن عقابا حقيقيا في البورصة جراء هذه الفضيحة، فتبخرت 25 مليار يورو من راسمال المجموعة بين الإثنين والثلاثاء نتيجة تدهور سعر السهم بنسبة 35%.