الأمريكان وغباء رئيس سيكون أو قد كان

ما من شعب أشان سمعة الديمقراطية كما الأمريكان، فرغم أن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة على بعد عام كامل، فإن سيرك الحزب الجمهوري الذي يشارك فيه ثمانية من النكرات للفوز بترشيح الحزب، يجعلك تحتار في أمر الأمريكان، الذين يتمتع معظمهم بمؤهلات أكاديمية رفيعة، ومع هذا يتصدر الساحات في بلادهم جهلة أغبياء، لا يتفوق أي منهم على الآخر إلا من حيث سلاطة اللسان والقدرة على الكذب (سؤال: متى تعرف أن السياسي يكذب؟ جواب: عندما ترى شفتيه تتحركان).

تابعت المناظرة بين المتنافسين الجمهوريين على قناة "سي إن إن" قبل نحو أسبوع، واقتنعت بأن رجال السياسة في السودان أكثر منهم ذكاء ودهاء، بل وقدرة على الكذب، والكذب ذخيرة ضرورية لكل من يعمل في مراقي السلطة العليا، وكما قال وزير الدعاية الأشهر في ألمانيا النازية جوزيف غورينغ، فإن على رجل الدولة أن يكذب حتى يقتنع هو نفسه بصحة "أكاذيبه".

رئيس الولايات المتحدة، هو القائد الأعلى لأقوى قوات مسلحة في العالم، ويحمل على مدار الساعة حقيبة شيفرة إطلاق القنابل النووية، ومسؤول عن أحوال أكثر من 300 مليون مواطن أمريكي، ويحشر أنفه في شؤون نحو ثلاثة بلايين شخص خارج الأراضي الأمريكية، وبالتالي فإن من الطبيعي أن تتوقع أن المتقدمين لشغل هذا المنصب من ذوي الذكاء والنباهة، وقد أكدت دراسة علمية مسحية متعمقة أجرتها جريدة "ذا غارديان" البريطانية أن الرؤساء المؤسسين للولايات المتحدة، كانوا يتمتعون بذخيرة معارف ومفردات مخاطبة تساوي ضعف ما تمتع به آخر ست رؤساء أمريكان، انتهاء بالأخرق الأكبر جورج دبليو بوش، الذي قال عنه عضو ديمقراطي في الكونغرس: لو بلغ سعر برميل الجهالة 40 دولارا لاشتريت حقوق التنقيب في رأسه.

وريغان الذي سبق جورج بوش الأب في البيت الأبيض، كان كما قال عنه صحافي طويل اللسان "جاهلا عصاميا صنع نفسه بنفسه، ولهذا فإنه لن يستطيع إلقاء تبعة جهالته على أحد"، وكان يكره ليبيا لله في الله.  وأصدر أوامره أكثر من مرة بقصف بوليفيا بالطائرات للتخلص من معمر القذافي، وفي كل مرة كان الطيارون يدركون ويستدركون الخطأ، وهم في الأجواء البوليفية فيقفلون راجعين فيأمرهم بإلقاء حمولة طائراتهم من القنابل على نيكاراغوا.

وعن ريغان قالوا: إنه لا يستطيع التفكير أو مشاهدة التلفزيون من تحريك شفتيه. و"لو قال كل ما يعرف لما استغرق ذلك منه أكثر من عشر ثوان. إنه دليل على أن الإنسان يستطيع أن يعيش من دون دماغ. وصوته في انخفاض معدل ذكائه، وعندما يتكلم عن السياسة الخارجية يبدو وكأنه يسير في حوض من الغراء، وبوجه عام فإن التفكير يسبب لريغان شدا عضليا في المخ، والناس يشربون من ينابيع المعرفة وهو يكتفي بالمضمضة، وعلى الرغم من كبر سنه فإنه قوي كالثور وفي مثل ذكائه".

أما السباب الذي وجهه الساسة والصحافيون إلى الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون فلا يليق بصحيفة محترمة عرضه، خاصة وأن معظمه يتناول نبوغ الرجل في مجال الحب بشقيه الشفهي والتحريري. وعن نزواته وغزواته العاطفية قالوا: إن كلينتون يعتقد أن العلاقات الخارجية، تعني إقامة علاقات بنساء خارج مؤسسة الزوجية.

وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيرالد فورد، قد وصل إلى سدة الرئاسة بالوراثة بعد استقالة الكذاب الأفاق ريتشارد نيكسون (بطل فضيحة ووترغيت)، وعنه قالوا: عندما نثرت المعرفة على الجنس البشري كان فورد يحمل مظلة، وقالوا أيضا: وجه فورد يقوم شاهدا على كفاءة فن التحنيط.

ورغم أن نيكسون كان جمهوريا إلا أن زميلا له جمهوريا تمنى له الموت، مضيفا أن "من واجبي أن أحضر جنازتك، ولكنني أعتقد أنني لن أفعل ذلك، لأن علي أن أمارس مهام وظيفتي فالعمل مقدم على المتعة".

وكان هيوبرت همفري نائبا للرئيس الأمريكي "الديمقراطي" ليندون جونسون، ولم يعرف له إنجاز، ولو "جملة شبه مفيدة" على مدى أربع سنوات شغل فيها ذلك المنصب، ومع هذا فقد قرر في عام 1968، خوض انتخابات الرئاسة، فلما اعترض عضو مرموق في حزبه على ترشيحه سألوه عن سبب الاعتراض فقال: قلَّ أن تلد النساء مثيلا لهمفري ولكن ومن باب الاحتياط ينبغي إخصاؤه.

وبما أنه من المرجح أن يرشح الحزب الديمقراطي المرأة البلاستيكية هيلاري كلينتون، أو نائب الرئيس الحالي جو بايدن للرئاسة العام المقبل، وكلاهما لا يخضع للقانون الذي اكتشفه آيزاك نيوتن (الجاذبية)، فليس من المستبعد أن يكون الرئيس الأمريكي الجديد أحد البلهاء الجمهوريين الثمانية، الذين يطرحون أنفسهم في سوق التهريج حاليا، فيسود العالم الخارجي الهرج، ويصبح الجزء الذي يخصنا من العالم مسرحا لتجريب الأسلحة وتدريب الجنود الأمريكان، خاصة وأن أحدهم قال علانية "الإيراني المعتدل هو من نفذت ذخيرته الحية"، مما يعني أنه سـ"يلحس" الاتفاق النووي مع إيران ويشعلها حربا في منطقة مشتعلة سلفا، من أجل خاطر إسرائيل وليس العرب.