خرجت النخب
الإسرائيلية عن طورها في الاحتفاء بالمواقف التي عبر عنها الرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي، من خلال كلمته أمام الأمم المتحدة.
فقد امتدح "مركر يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي، بقوة تشديد السيسي على ضرورة تبلور تحالف دولي عربي إقليمي لمواجهة "الإرهاب" الإسلامي والانتصار عليه.
وفي تقدير موقف نشره على موقعه على شبكة الإنترنت، هاجم المركز بشدة المجتمع الدولي بسبب عدم تعاونه مع السيسي واستخفافه به، مشيرا إلى أن الغرب وتحديدا الولايات المتحدة سخرت من السيسي قبل عدة أشهر عندما رفضت دعوته للتدخل العسكري في ليبيا.
ودعا المركز، الذي يعتبر أكثر مراكز التفكير الإسرائيلي التصاقا بالحكومة اليمينية في تل أبيب، العالم لمنح فرصة لاختبار اقتراحات السيسي، زاعما أن كل التحالفات التي عقدت لضرب "الإرهاب الإسلامي" فشلت حتى الآن، سيما في سوريا.
وانتقد المركز بشكل خاص سلوك الولايات المتحدة تجاه نظام السيسي، مطالبا واشنطن بإظهار تصميم أكبر في دعمها لهذا النظام، منتقدا بشكل خاص عدم تجدد التدريبات المشتركة بين الجيشين المصري والأمريكي.
من ناحيته قال تسفي مزال، السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة، إن السيسي خدم الموقف الإسرائيلي عندما دعا الدول العربية للانضمام لمسيرة التسوية مع إسرائيل، منوها إلى أن السيسي كان يقصد دعوة دول مثل السعودية والمغرب ودول الخليج.
وفي مقال نشره صباح اليوم موقع "المنتدى الاستراتيجي"، نوه مزال إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، أدرك حجم الفائدة الدعائية التي حصلت عليها إسرائيل من خطاب السيسي، ما جعله يصدر بيانا يبارك ما جاء في خطابه.
ونوه مزال إلى أن السيسي حاول في خطابه إبراز دور نظامه في الحرب على الإسلام "المتطرف"، مشيرا إلى أن السيسي بين لأوروبا أن سقوط نظامه يعني وقوع مصر تحت حكم الإسلاميين، ما يمثل بدوره تهديدا للأمن الأوروبي.
وهاجم مزال وسائل الإعلام العالمية التي اهتمت بما جاء في خطابي الرئيس الروسي فلادمير بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولم تتوسع في تغطية المواقف "القوية" التي عبر عنها السيسي.
من ناحيته، قال الجنرال آفي بنياهو، الناطق الأسبق بلسان الجيش الإسرائيلي، إن "السيسي هو هدية الشعب المصري لإسرائيل ويتوجب توظيفها إلى أبعد حد".
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الاثنين الماضي، كتب بنياهو أن السيسي هو الوحيد القادر على مساعدة إسرائيل في مواجهة حركة المقاطعة الدولية "BDS"، التي باتت تعد تهديدا وجوديا على إسرائيل.
وبحسب منطق بنياهو، فإن حركة المقاطعة الدولية تستفيد من حالة الجمود في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وهذا ما يستدعي الطلب من السيسي الضغط على قيادة السلطة لاستئناف المفاوضات لوقف مظاهر المقاطعة.