أقدم مسلحون مجهولون على تنفيذ سلسلة
اغتيالات في ريف
حمص الشمالي قبيل الغارات الجوية الروسية بثلاثة أيام، والتي استهدفت الريف نفسه، وطالت عمليات التصفية شخصيات دينية وعسكرية تحتل مراكز هامة في ريف حمص، دون معرفة المنفذون لتلك الاغتيالات.
مدينة "تلبيسة" الواقعة في ريف حمص الشمالي كانت مسرح لغالبية تلك العمليات بحسب ما أكده الناشط الإعلامي "بيبرس التلاوي" لـ "
عربي 21" خلال اتصال خاص معه مشيرا إلى قيام مسلحين مجهولين باغتيال العقيد "أبو حسن خشفة"، الذي كان يشغل منصب قائد لواء 313 في المعارضة السورية المسلحة في مدينة "تلبيسة".
وذلك أثناء خروج العقيد "خشفة" من أداء صلاة العشاء في أحد مساجد مدينة "تلبيسة" في ريف حمص الشمالي، مما أدى إلى مقتله، بينما لاذ الفاعلون بالفرار من المكان عقب تنفيذهم العملية دون التعرف عليهم حتى الآن.
قضى أيضا الشيخ "عبد المهيمن الأغا" والذي كان يشغل عضو المحكمة الشرعية في منطقة "الزعفرانة" بريف حمص الشمالي في حادث مشابه، بعد أن هاجمه مسلحون مجهولون أمام باب منزله، ليردوه قتيلا، ومن ثم الفرار من المكان دون التعرف عليهم.
عمليتا الاغتيال السابقتين طالتا شخصيتين من المعارضة السورية، الأولى عسكرية والثانية دينية، وبحسب المصدر ذاته، فإن العمليتين تمتا في غضون 24 ساعة فقط، وذلك قبل تنفيذ الغارات الجوية من قبل الطيران الروسي على كلا البلدتين التي حصلت بهما حوادث الاغتيال.
وأثارت تصفية رموز قيادية وعمليات الاغتيال القادة العسكريين بعض التخوفات بين قاطني تلك المناطق خوفا من حصول عمليات تجنيد لبعض العملاء في ريف حمص الشمالي مهمتهم تنفيذ الاغتيالات ضد الشخصيات القيادية، والدينية المعارضة للنظام السوري.
في حين تحدثت مصادر ميدانية أخرى عن وجود احتمالية ولو ضئيلة لـ "النزاعات الداخلية" ووقوف بعض الأطراف المحلية وراء ذلك نتيجة الخلافات التنظيمية والإدارية.
وأضاف "التلاوي"، لم تتوقف عمليات الاغتيال هنا فحسب، فقد اغتال مسلحون مجهولون قبل العمليات السابقة بيوم واحد رئيس هيئة علماء مدينة تلبيسة الشيخ "أكرم الحاج عيسى"، بعد أن قاموا بإطلاق الرصاص عليه مباشرة أثناء خروجه من صلاة "الفجر" وعزمه التوجه نحو منزله، مما أدى إلى مقتله على الفور، ولاذ بعدها منفذي العملية بالفرار.
عمليات الاغتيال استبقت بشكل مريب، أولى هجمات الطيران الروسي على
سوريا، جاءت بثلاث غارات جوية استهدفت من خلالها كلا من مدن "تلبيسة والرستن والزعفرانة" في ريف حمص الشمالي، وأوقعت الهجمات الجوية ستة و30 قتيلا جميعهم من المدنيين إضافة لعشرات الجرحى كثير منهم في حالة خطرة.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الهجمات الجوية الروسية كانت واضحة للغاية من خلال طبيعة تلك الغارات، وحجم الدمار الكبير الذي خلفته، وسرعة القصف بشكل لم يتم مشاهدته من قبل تشكيلات المعارضة السورية، التي كان لها نصيب كبير من حجم الصواريخ الروسية.