اعتبر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن "الدلالات والهدف من الضربات الجوية الروسية الأولى في ثلاث محافظات سورية، هو تأمين الأراضي التي يسيطر عليها جيش النظام السوري، علاوة على وضع موسكو في وسط رقعة الشطرنج السورية".
وكان سلاح الجو الروسي قام في 30 من أيلول/ سبتمبر الماضي، بالتعاون مع جيش النظام السوري، بعملية قصف في ثلاث من المحافظات السورية، حيث قامت الطائرات الروسية والسورية بشن عدة غارات ضد مواقع تابعة لتنظيم الدولة في مدن حماة وحمص واللاذقية.
وجاء في تقرير للمعهد كتبه "فابريس بالونش " مدير الأبحاث في "جامعة ليون" الفرنسية، أن "الهدف الاستراتيجي من الضربات الروسية في مساعدة الجيش السوري وحزب الله يكمن في القضاء على المتمردين بمدينة الرستن، إضافة إلى توفير حماية أفضل لمدينة حمص".
ورأى "بالونش" أن الرسالة الروسية من وراء الضربات الجوية واضحة، وهي أن "التحالف الجديد لمكافحة الإرهاب المكوّن من
روسيا وإيران والعراق ودمشق تحول للتو، وبدأ يقوم بعمليات عسكرية، فموسكو لم تدخل إلى
سوريا لضرب تنظيم
داعش فحسب، بل كل الجماعات التي تعدّها إرهابية، بما فيها تلك التي تدعمها دول الخليج وتركيا".
بناء على ذلك، أشار الباحث إلى أنه "تم تنسيق الضربات الروسية مع قوات نظام السوري وحزب الله وإيران".
وأشار تقرير معهد واشنطن إلى أن "الضربات الروسية أصابت جبل الأكراد في محافظة اللاذقية، وهو الجبل المحيط بمنطقة سلمى التي يسيطر عليها المتمردون منذ عام 2012"، لافتا إلى أنه "بعد سقوط جسر الشغور في نيسان/ أبريل الماضي، أصبح جبل الأكراد متصلا مباشرة بالأراضي الشاسعة الكبيرة في الشمال الغربي من المحافظة التي تحتلها الجماعة المظلية المتمردة "جيش الفتح"، حيث يشكّل المعقل تهديدا مباشرا على مدينة اللاذقية، إذ يقع على بُعد أقل من ثلاثين كيلومترا، ويدخل ضمن نطاق الإطلاق العرضي لصواريخ المتمردين من الجبال".
وأفاد "بالونش" من وجهة نظره بأن روسيا "ستحتاج إلى إزالة هذه المنطقة التي يتواجد فيها المتمردون إذا كانت تأمل في تأمين الطرف الشمالي الذي يشكل قلب نظام الأسد العلوي، الذي تأمل موسكو أن يكون مقرا لقواعدها العسكرية في سوريا وشرق البحر الأبيض المتوسط في الوقت الحاضر والمستقبل".
وختم مدير الأبحاث في "جامعة ليون" الفرنسية "فابريس بالونش " تقريره بقوله إن "الهدف الآخر الذي تم استهدافه يقع بالقرب من محردة، وهي مدينة مسيحية صغيرة في محافظة حماة تقع تحت تهديدات جبهة النصرة، وهي موالية للأسد؛ لأن سكانها المسيحيين محاطون بمجتمعات ذات غالبية سنية كبيرة، وتُعد المدينة أيضا نقطة رئيسية في جبهة حماة بالقرب من طريق حلب السريع، الذي يحاول الجيش السوري إعادة فتحه منذ ثلاث سنوات، لكن دون جدوى".