نقل موقع جنوبية
اللبناني قصة حادثة حصلت مع مترجم في المحكمة الدولية الخاصة في لبنان، هو
عوني قشوع، في مطار بيروت الدولي، وسردها في مقال له، حيث قال إنه لا يمكن وضع الحادثة إلا في إطار امتهان مؤسسات الدولة، نتيجة لسياسة المحاصصة
الطائفية المتبعة.
وسرد قشوع الرجل الكفيف تفاصيل الحادثة، حيث بيّن أن ما حصل معه كان نتيجة السلوك الطائفي الذي ينتهجه البعض، فقال إنه عندما عاد من لبنان إلى بريطانيا، حيث كان بصحبة زوجه، وحينما وصل إلى نقطة التفتيش الأولى في المطار، وضعوا الحقائب على آلة المسح الإلكتروني والأشعة السينية، حيث حدثت قصته.
وقال: "بينما كنت واقفا انتظر دوري للعبور من تحت القوس، وقد سبقنا من تحته رجل الأمن العام المساعد لنا، وكنت خلف القوس، جاء الأسد الهمام والحارس على أمن الوطن والمدافع عن حدوده وقيمه الإنسانية، مزمجرا بصوته الجردي الهرملي قائلا لي: شو هيدي يلي بإيدك لشو بتستعملها وليش هي حديد. رددت عليه وقد فاجآني سؤاله وطريقة كلامه معي: هذه عصا بيضاء أتكئ عليها وترشدني في طريقي".
وتابع: "ثم سألني بحدة: من أين أنت؟ ردت زوجتي: من شحيم ومسافرين إلى لندن، وهذا رجل الأمن العام معنا. صرخ قائلا: أنا لا يهمني أحد ولا واحد بعلق عليّ ولا بأتمر بأمر حدا. فانتزع من يدي عكازي البيضاء وقال: بدي شوفها وافحصها. قلت له: ما هي إلا عصا عادية مستخدمة من جميع المكفوفين. قال لي: ليش أنت أعمى؟ قلت: الحمد لله، أنا لست أعمى، بل فاقد للبصر".
وأضاف أن "العميان هم عميان البصيرة والقلب، وأنا لست منهم. فانزعج البطل الهمام الذي أغضبته كلماتي، وأصر أن يضع العصا في آلة المسح الإلكتروني بطريقة مشبعة بالغضب والعصبية، وهو يردد: بعد ناقصني هيك عالم يعلمونا نحن أحفاد الحسين شو بدنا نعمل".
وأبدى الكاتب انزعاجه من الموقف الذي حصل معه، مرجعا ذلك إلى تصرف الرجل الطائفي، حيث تعامل معه وكأن عكازه البيضاء الإرهابية "هي التي سلّمت فلسطين إلى اليهود، وافتعلت الحرب في اليمن، وساعدت على خراب العراق، وقامت بقتل ما يقارب 800 حاج في مكة المكرمة، وأدت إلى سقوط ما يقرب ألف جريح في الديار المقدسة. ناهيك عن آلاف الجرحى في العالم"، وفق قشوع.
وتابع ساخرا: "لا بد أن عصاتي البيضاء أدت إلى تكديس الزبالة في محافظة جبل لبنان وبيروت، وإقليم الخروب، ولم تسمح لهم عصايتي بدفنها في أراض صالحة للزراعة مثل أراضي عكار. لذا قام هذا البطل الأمني بوضع عصايتي البيضاء في الحجر الصحي، وقام بكسرها كي يكسر قلبي معها".
وأكمل الكاتب قصته، حيث سأل الرجل: "لماذا كسرت عصاتي؟ فلم يرد، وتركني أصارع مصيري ومصيرها بعدما انتقم مني".
وأرجع السبب وراء هذا التعامل إلى أنه "ينتمي إلى منطقة معروفة الهوية والانتماء المذهبي".
ونقل عن "
حفيد الحسين" بلهجته الهرلملي البعلبكية والمشبعة بالحقد والكراهية على ما اعترف بلسانه أن سبب فعله هو كونه "أحد أحفاد الحسين"، وقال: "شو بعدك هون؟ شو ما شفت شو صار بعصايتك؟ بدك يصير فيك مثلها؟".
ولم يجب قشوع إلا بابتسامة ساخرة كما روى، "ناظرا إلى فرد من أحفاد الحسين نظرة ساخرة على جهلهم وحقدهم وكراهيتهم إلى الحسين أولا وإلى آله ثانيا، لأنهم يقدمون صورة الحقد الدفين عن عقيدتهم المشبعة بالدم والكره والحقد"، وفق تعبيره.
وروى أن إحدى المضيفات أخذت تطيب خاطره، بعدما سمعت تلك المجادلة. وقالت له: "أنا من بيروت، منكم. ففهمنا أن السلطة في مطار أحفاد الحسين (لهم)".
وختم مقاله قائلا: "أنصح كل من يقرأ هذه القصة أن يتعلم من تجربتي هذه؛ ليعرف من (هم) المتسلطون في مطار طهران الجديد".