نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرا حول رجل الأعمال الكندي
ستيف مامان، الذي يقول إنه حرر أكثر من 130 امرأة وطفلا من يد
تنظيم الدولة، عرضت فيه الشكوك التي تحوم حول رواية هذا الرجل، وخاصة في ظل غياب أدلة تثبت مزاعمه.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن مامان المنحدر من مدينة مونتريال الكندية، يؤكد أنه حرر أكثر من 130 رهينة من النساء والأطفال، من الطائفة اليزيدية ومن
المسيحيين، بفضل ثروته الشخصية، وعن طريق مؤسسة خيرية أسسها في حزيران/ يونيو الماضي، وهي مؤسسة "تحرير الأطفال المسيحيين واليزيديين في العراق"، كما أنه كان قد أطلق في نفس الفترة حملة لجمع التبرعات، لمواصلة جهود تحرير الرهائن، كما يقول.
وأضافت أن رجل الأعمال الكندي، يدعي أنه يعتمد في جهوده هذه على فريق عمل متواجد في العراق، يتكون من مجموعة مفاوضين خبراء في تحرير الرهائن، زاعما أن هؤلاء يمثلون همزة الوصل بينه وبين تنظيم الدولة، كما أن لهم علاقات داخل صفوف التنظيم تمكنهم من تحرير الأطفال والنساء، حيث "يقومون بالدخول في مفاوضات مباشرة مع مقاتلي تنظيم الدولة الذين يحتجزون أطفالا ونساء لاستعبادهم، في مقابل دفع فدية تتراوح بين 1800 و2700 يورو".
وذكرت الصحيفة أن حوالي 20 شخصية، من بينهم ممثلون عن الطائفة اليزيدية، وموظفو إغاثة في منظمات دولية، نشروا رسالة في السادس والعشرين من آب/ أغسطس الماضي، شككوا فيها بمدى صدق رواية ستيف مامان، وطالبوه بتقديم أدلة وبراهين على قيامه بعمليات التحرير.
ونقلت "لوفيغارو" عن أمينة سعيد، وهي نائبة سابقة في البرلمان العراقي ومشاركة في تحرير هذه الرسالة، قولها إن "رواية ستيف مامان تثير الريبة، فقد طلبنا منه تقديم قائمة مفصلة بأسماء الأشخاص الذين قام بتحريرهم، ولكنه رفض، وحتى عندما نستجوب بعض الأشخاص الذين تم تحريرهم من براثن تنظيم الدولة؛ فإنهم يؤكدون أن مامان ومؤسسته الخيرية لم يشاركا في تحريرهم".
وذكرت الصحيفة أن مامان أكد خلال اتصال هاتفي معه، أنه يقوم بعمله بمساندة الحكومة الكردية، وقدم صورة لبطاقة زيارة تعود إلى الدكتور نوري عبدالرحمن، رئيس قسم التنسيق والمتابعة في الحكومة الكردية.
وتابعت: "لكن بالاتصال به؛ قدم هذا المسؤول رواية مخالفة، حيث يقول إنه قابل أعضاء من مؤسسة تحرير الرهائن التي أسسها ستيف مامان في أربيل، وتعهدوا بمده بقائمة الأشخاص الذين قام بتحريرهم، ولكنهم لم يوفوا بوعدهم، مؤكدا أنه لم يرَ إلى حد الآن، ولم يسمع بأي شخص تم تحريره على يد مامان ومؤسسته المزعومة".
وقالت الصحيفة إنها اتصلت بمكتب قضايا التطهير العرقي الموجود في منطقة دهوك بجبال كردستان العراق، الذي يحقق هو أيضا في الجرائم المرتكبة من قبل مقاتلي تنظيم الدولة ضد
اليزيديين، والذي يقوم بانتظام باستجواب ضحايا هذا التنظيم حول المأساة التي عاشوها أثناء احتجازهم، وكيفية نجاحهم في الهروب من براثن التنظيم؛ فأكد العاملون في هذا المكتب عدم معرفتهم بستيف مامان أو أي عضو في مؤسسته المزعومة، وأنهم لم يقابلوا أبدا أي شاهد أو ضحية يتحدث عنه أو عن مؤسسته.
وأضافت أن مامان الذي يتعرض لانتقادات كبيرة بسبب ضعف روايته وغياب الأدلة، ادعى أنه على اتصال مباشر مع عدة مسؤولين كنديين ودوليين، وأنه يتلقى مساندة من الحكومة الكندية، ولكنه في المقابل لم يستطع استظهار اسم أي مسؤول كندي أو دولي يمكن الاتصال به للتأكد من مزاعمه.
وذكرت الصحيفة أن مامان يدعي أنه يعمل مع زينب بنغورا، المكلفة من منظمة الأمم المتحدة بملف العنف الجنسي خلال الصراعات، ورغم أنه عرض صورة تجمعه بهذه السيدة؛ فإن مدير مكتبها أكد بشكل قاطع أنها لا تتعامل مع هذا الشخص بأي شكل مباشر أو غير مباشر، ولا تضمن مصداقيته.
وقالت الصحيفة إنه رغم هذه الشكوك التي تحوم حوله مصداقيته، فإن شعبية ستيف مامان ومؤسسته التي تقوم بتحرير الرهائن اليزيديين والمسيحيين؛ في تزايد مستمر، "فقد تكمن من خلال موقعه على الإنترنت وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشط بعدة لغات؛ من استقطاب عدد كبير من المتبرعين، ووصل حجم التبرعات خلال شهر واحد من إطلاق حملة التمويل في شهر حزيران/ يونيو الماضي؛ إلى 445 ألف يورو.