قالت صحيفة "الأخبار"
اللبنانية، التابعة لحزب الله، إن الصاروخ البالستي
الإيراني الجديد "
عماد" يمثل رسالة "عسكرية وزعت على أكثر من صندوق بريد، في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات عسكرية حاسمة".
وأضافت "الأخبار" أن إيران لم تعلن عن مدى صاروخها "عماد"، وذلك "لأسباب تأتي في إطار سياسة التحدي الإيراني لإخفاء القدرات العسكريّة للترسانة الصاروخية، مشيرة إلى أن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان هو الذي أعلن عن "التجربة الناجحة، وهو العارف بتفاصيل هذا التطور النوعي الذي أدخل الصواريخ البالستية بعيدة المدى في تقنية التوجيه عن بعد لإحراز إصابة دقيقة في الأهداف المحددة".
وأولى هذه الرسائل، بحسب "الأخبار"، هو اسم الصاروخ "عماد"، الذي اعتبرته "يعيد إلى الذاكرة اسم القيادي في
حزب الله عماد مغنية"، وسط "علاقته الوثيقة" بما أسمته "رفاق السلاح في إيران"، مشيرة إلى أن ذلك يحمل دلالات، وخاصة على صعيد معادلة "الردع مع العدو الإسرائيلي"، بحسب تعبيرها.
ثانيا، يأتي الكشف عن هذا الصاروخ في خضم "معركة محور الممانعة الوجودية الحاسمة بوجه الإرهابيين التكفيريين وداعميهم انطلاقا من سوريا"؛ إذ أعلنت إيران أن الصاروخ موجه ويعمل بتقنيات تصحيح المسار، معتبرة أن ذلك إشارة منها "لإبلاغ الجميع أنها أصبحت تملك، كما روسيا، قدرات بالستية قادرة على ضرب أهداف خارج الحدود وبدقة عالية"، ما قد يمهد لضرب أهداف لتنظيم الدولة في سوريا، وربما لاحقا في العراق، انطلاقا من قواعد نيران داخل الأراضي الإيرانية، بحسب ادعاء الصحيفة.
النقطة الثالثة، بحسب الصحيفة، هي عدم الكشف عن مدى الصاروخ، وهو أمر غير اعتيادي ربما يحدث للمرة الأولى في التجارب الصاروخية، إلا أن التجربة تظهر أنه قد "يصل إلى ألفي كم وربما أكثر، وذلك استنادا إلى مقارنته بصواريخ من طراز "قدر" و"سجيل" و"شهاب 3".
أما الرسالة الرابعة، بحسب ما زعمت الصحيفة، التي أرادتها طهران بالذات في يوم تشييع جثمان أحد كبار قادتها العسكريين الذين سقطوا في سوريا، وفي اليوم ذاته الذي أقر فيه البرلمان الخطوط العامة للاتفاق النووي، كانت على لسان وزير الدفاع الإيراني بأن "لا أحد يمكنه أن يمنع إيران من تطوير قدراتها الصاروخية، وطهران لا تحتاج إلى استشارة أحد لاستكمال منظومتها الدفاعية".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الإعلان عن الصاروخ لم يكن عبر الحرس الثوري الإيراني الذي عادة ما يقوم بتجارب ومناورات صاروخية، إنما أتى عبر وزير الدفاع، ما يعني أن الحكومة الإيرانية صادقت على المشروع الذي تم تصميمه وإنتاجه وتجربته في مراكز التصنيع والتسليح التابعة لوزارة الدفاع تحت إشراف الحكومة"، في رسالة "إلى الداخل والخارج بأن القدرات الصاروخية خط أحمر يجب ألّا يخشى الداخل من توقفها بعد الاتفاق النووي، ولا يمكن للخارج أن يوقفها بفعل الاتفاق النووي أيضا"، بحسب تعبير الصحيفة.
وفي رسالة تهديد مباشرة للسعودية، أشارت الصحيفة إلى أن "عماد" سيدخل إيران "إلى مرحلة الهجوم الدفاعي بمواصفاته الجديدة، رافعا سقف التحدي، وملوّحا بالتدخل العسكري الإيراني خارج الحدود؛ فهذه التجربة لا يمكن فصلها عن تدحرج الأحداث في المنطقة أخيرا وارتفاع لهجة العسكر في إيران، خاصة بعد حادثة منى في مكة المكرمة، التي أودت بحياة مئات الحجاج، بينهم إيرانيون"، مستشهدة بكلام المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي، الذي شدد في التعاطي مع حادثة منى، بالإضافة لإعلان العسكر استعداده لتنفيذ الأوامر بالرد على أي تهديد أو خطأ ضد إيران.
واختتمت الصحيفة بالقول بأن عدم الكشف عن مدى الصاروخ يأتي "كرسالة مبطّنة للجار السعودي الذي تأزمت العلاقات معه"، انطلاقا من العراق ما بعد الغزو الأمريكي، مرورا بحرب لبنان الثانية 2006، والأزمتين السورية واليمنية، وصولا إلى حادثة الحجاج في منى.
واعتبر مراقبون تطوير إيران للصاروخ البالستي الموجه الجديد "عماد" انتهاكا للاتفاق النووي الإيراني، الذي وقعته إيران مع الغرب، والذي يقضي بإيقاف "طموحات إيران في المجال العسكري، عبر منعها من تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية".