إسراء الطويل تعاني شللا في الأطراف بحسب مشفى السجن
عربي21- صلاح الدهني14-Oct-1512:03 AM
شارك
الناشطة المصرية المعتقلة في سجون الانقلاب إسراء الطويل - أرشيفية
أصيبت الناشطة المصرية إسراء الطويل في عمودها الفقري، ما أدى إلى إصابتها بشلل في الأطراف، وفق تقرير مشفى السجن الذي تقبع فيه، سامحا رغم حالتها باحتجازها 15 يوما آخر على ذمة التحقيق، في خطوة تثير جدلا حقوقيا.
وأكد تقرير المشفى أنها تعاني شللا في الأطراف جراء إصابتها برصاص حي، وتحتاج لعلاج طبيعي، زاعما بأن "حالتها الآن مستقرة، وتسمح باحتجازها".
من جانبها، قررت نيابة أمن الدولة العليا تجديد حبس إسراء الطويل لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات المتهمة فيها بالانتماء إلى جماعة الإخوان و"تعطيل مؤسسات الدولة، ومنعها من ممارسة عملها".
وطالبت هيئة الدفاع عرض إسراء على طبيب متخصص في المخ والأعصاب للبت في صحة التقرير، معللين ذلك بالقول: "لأن كاتب التقرير طبيب عظام، وليس مخ وأعصاب"، وهذا يهدد حالتها.
من جهتها، قالت آلاء شقيقة إسراء على صفحتها في "فيسبوك"، وفق ما تابعته "عربي21"، إن شقيقتها لم يتم إرسالها إلى المشفى، وإن التقرير الذي نشر تم كتابته دون توقيع الكشف الطبي عليها.
وأضافت آلاء أن الذي كتب التقرير من وصفته بـ"الجزار"، محمود عاشور، "الذي يقال عنه "طبيب عظام"، الذي قدمت له إسراء طلب علاج في مشفى السجن منذ أول يوم دخلت فيه السجن، وتم عرضها عليه لإقرار حالتها في حال كانت تستدعي العلاج أم لا، وقام حينئذ بتوقيع الكشف الطبي عليها في غرفة ضابط المباحث، قائلا لها: ارفعي رجلك، نزلي رجلك، أنت عندك عاهة مستديمة غير قابلة للعلاج يلا على عنبرك".
وقالت إن "إسراء قدمت شكوي بحقه في النيابة، وإنها محرومة من العلاج. وفي السجن، استدعوها مرة أخرى للعرض علي الطبيب ذاته الذي قالب لها الكلمة ذاتها (أنت عندك عاهة مستديمة)، مع العلم بأن إسراء متابعتها في الأساس مع طبيب مخ وأعصاب وإخصائي علاج طبيعي، وليس عظام، هذا في حال كان هذا طبيبا في الأصل"، وفق تعبيرها.
وأشارت شقيقة المعتقلة إلى أن الأسرة قدمت في وقت سابق التقارير الطبية وتقارير الأشعة التي توضح حالة إسراء للنيابة والسجن.
وحمّلت الطبيب الذي وصفته بـ"الجزار" السبب في أن إسراء ظلت 135 يوما دون علاج، وحالتها تتراجع، وأنه "السبب في تجديد حبسها اليوم أيضا، لأن التقرير الذي كتبه قال فيه إنه بالنظر لحالتها وقد أصيبت برصاص حي أدى إلى شلل في الأطراف، هي بحاجة لعلاج طبيعي، وحالتها مستقرة تسمح باحتجازها!".
يذكر أن إسراء وردت منها رسالة تحكي فيها عن أيام احتجازها في السجن، نشرتها صحيفة الشروق المؤيدة للانقلاب، وصفت فيها سجن القناطر بـ"مقبرة الأحياء".
وتبدلت حالة إسراء مع مرور الوقت، فبعد أن كانت أقصى أمنياتها في الفترة التي قضتها في مقر أمن الدولة هي أن ترى والدتها وأسرتها، وأن تعود لحياتها الطبيعية، أصبحت تشعر الآن في سجن القناطر بأن "الحياة بتموت جوايا"، وفق تعبيرها.
وطبقا لتقرير طبي أرسلته آلاء الطويل شقيقة إسراء إلى "عربي21"، اتضح فيه أن إصابة إسراء بالشلل في الطرفين السفليين ناتج عن إصابة بالضفيرة العصبية الطرفية المسؤولة عن القدمين، وهو ما قالت عنه آلاء إن إسراء أصيبت بطلق حي في الحبل الشوكي أثناء تغطيتها لذكرى ثورة يناير في 2014.
وفي التقرير الطبي، بدا أن إسراء تحتاج إلى جلسات علاج طبيعي مكثفة مكونة من تمرينات علاجية، وتنبيه كهربي عصبي عضلي، وعلاج بالليزر بشكل يومي، كما أشار التقرير إلى أن التوقف عن الجلسات يؤدي إلى الإضرار بالبرنامج العلاجي لها، وبتحسن حالتها بشكل عام.
يشار إلى أن السجون في مصر تعاني من الإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة العديد من السجناء، لا سيما السياسيين، إثر إهمال السلطات لحالتهم الطبية.
وشهدت مقار الاحتجاز في مصر، خلال أكثر من عامين، وفاة 37 معارضا للسلطات الحالية، بينهم سياسيون بارزون، نتاج "إهمال طبي"، بحسب أسرهم، ووفاة طبيعية بحسب وزارة الداخلية، وذلك في 17 سجنا وقسمي شرطة، خلال الفترة منذ 3 تموز/ يوليو، وحتى 13 آب/ أغسطس الماضي، استنادا إلى مصادر وتقارير حقوقية غير حكومية.