نشرت صحيفة "لوفيف" البلجيكية، تقريرا حول عزم
فرنسا منع الإعلانات التجارية خلال بث
برامج الأطفال، وذلك "بعد ثبوت التأثيرات السلبية للإعلانات على الطفل، واستخدامها كوسيلة للوصول إلى مدخرات الآباء".
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الإحصاءات الرسمية التي بينت أن الأطفال ما بين الأربع والعشر سنوات، يقضون ساعتين يوميا أمام التلفاز، وأن 10 بالمائة من هذه المدة مخصصة للإعلانات؛ دفعت النائب عن حزب الخضر الفرنسي، السيناتور غاتلن أندري، إلى تقديم مقترح قانون لمنع الإعلانات التجارية أثناء عرض برامج الشباب والأطفال في التلفزيون الفرنسي، أُسوة بما هو معمول به في بلجيكا.
ونقلت عن أندري قوله إن "العديد من الإعلانات التجارية تتعلق بأطعمة مضرة بالصحة، لكونها إما حلوة جدا، أو مالحة جدا، ما يؤثر على خيارات الأطفال الغذائية، ويجعلهم عرضة لخطر إدمان الوجبات السريعة".
ودعّم هذا القول؛ الطبيب والمحلل النفسي سَرج تيسيرون، حيث قال: "إذا كان الطفل يشاهد إعلانا عن الشوكولاته؛ فإنه سيتعلق بهذا المنتج إذا ما كان في المطبخ، أو سيستخدم طاقته التأثيرية ليقنع أبويه ليشترياه له، في حين أن هذه الوجبات هي وراء زيادة معدلات السمنة لدى الأطفال في فرنسا".
وبحسب الصحيفة؛ فإن فرنسا هي البلد الثاني في أوروبا من حيث معدلات مصروف الأطفال، ما يجعل هؤلاء الأطفال ينقادون لشراء ما يبدو شهيا في الإعلانات، كما أكد سرج تيسيرون أن الأطفال ما قبل السبع سنوات؛ ينظرون إلى ما يشاهدونه في الإعلانات على أنها معلومات حقيقية.
واعتبرت الصحيفة أن الآباء يتحملون جانبا من المسؤولية عندما يتركون أبناءهم أمام التلفاز ولا يشاركونهم برامجهم، ما يحرم الأبناء من الاستفادة من نظرة الآباء النقدية لتلك البرامج، وغربلة ما يصل لأذهانهم من معلومات.
وقالت إن العديد من الدول في أوروبا والعالم، تمنع أو تحد من الإعلانات خلال بث برامج الشباب والأطفال، ومن بين تلك الدول "المملكة البريطانية، والسويد، وإيرلندا، والولايات المتحدة، وبلجيكا".
وبحسب معهد الإحصاء والتحليل البلجيكي؛ فإن برامج الأطفال محمية من الاختراقات التجارية، "فلقد تم منع استخدام أي وسيلة دعائية لأغراض تجارية خلال بث برامج الأطفال، سواء في الراديو، أو في محطات التلفاز المحلية".
وأشارت الصحيفة إلى إن الإعلانات تُمنع قبل خمس دقائق من بث برامج الأطفال، وبعدها بخمس دقائق، بينما يبقى للأطفال الحق في مشاهدة الإعلانات في أوقات برامج غير موجهة لهم.