دعا ملتقى
عشائري أردني إلى تشكيل "
كتائب العودة" من المكون
الفلسطيني الذي يعيش على الأراضي الأردنية، وكذلك تشكيل "كتائب النصرة" من الشعب الأردني، دعما للشعب الفلسطيني وتحريرا للمقدسات.
الدعوة الأولى من نوعها، جاءت ونبعت من "الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه ما يحصل من اعتداءات وانتهاكات متكررة، على أهلنا في فلسطين بشكل عام والأقصى بشكل خاص، واستجابة لاستغاثة المقدسيين، في ظل تنصّل الأنظمة العربية عن مسؤولياتها والنظام الأردني ليس استثناء من ذلك"، وفقا لما جاء في بيان صدر عن الملتقى العشائري.
الملتقى الذي عقد في منزل عضو الهيئة الاستشارية للتجمع الشعبي للإصلاح، فارس
الفايز، ضم أكثر من 50 شخصية عشائرية ووطنية وحزبية من مختلف محافظات المملكة، في حين اعتبر "جريا على عادة الآباء والأجداد في الوقوف بصدق وشجاعة وجرأة مع قضايا أمتها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، منذ بداية القرن الماضي".
فزعتنا للقدس
منسق الملتقى وصاحب فكرته، الناشط السياسي فارس الفايز، تحدث إلى "عربي21" قائلا: "لقد كان الملتقى العشائري بمثابة فزعة وصيحة للقدس والمقدسات، فالأحداث الجارية في القدس تتطلب جهدا وعملا كبيرين، فالجميع مسؤول، سواء الأنظمة أو الشعوب في هذه اللحظة الحرجة".
وفي إجابته على سؤال "مدى إمكانية تشكيل كتائب "العودة" و"النصرة" على أرض الواقع"، رأى الفايز "أن ما دعا إليه الملتقى من تشكيل الكتائب يحتاج لجهود ووعي شعبي كبير، للوصول إلى رؤية هذه الكتائب، ففلسطين هي الأقرب جوارا لنا، وشعبها الأكثر التحاما مع الشعب الأردني".
واستدرك الفايز بالقول: "لا أظن السلطات المحلية ستسمح للشعب بتشكيل هذه الكتائب، وذلك لارتباطها مع العدو الصهيوني باتفاقية وادي عربة".
وبين الفايز في نهاية حديثه لـ"عربي21" أن "هناك ملتقى عشائريا ثانيا، سيعلن فيه عن الدعوة لاجتماع عشائري كبير، يدعم ويعزز صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني للعدو الصهيوني".
تخاذل الأنظمة العربية سبب اعتداءات الصهاينة
وبالعودة إلى بيان الملتقى العشائري، فقد أدان الموقعون عليه "تخلي الأنظمة العربية بشكل عام، والنظام الأردني بشكل خاص، عن مسؤولياتهم العقائدية والقومية والأخلاقية تجاه قضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين، مؤكدين على أن ما يتم في الأراضي المحتلة والأقصى لم يكن ليحصل لولا تخاذل هذه الأنظمة وتآمرها خدمة للمشروع الصهيوني والأمريكي وأعداء الأمة"، بحسب تعبير البيان.
ودعا البيان النظام الأردني إلى "ضرورة القيام بواجباته بالشكل الصحيح في تنفيذ مفهوم الوصاية على الأماكن المقدسة وحمايتها، وأن يتخذ من الإجراءات العملية والفعلية ما يكفل تفعيل الوصاية بشكل إيجابي، وبما يتضمن حماية الحقوق الدينية للمسلمين عامة، ولأهل فلسطين على وجه الخصوص ،لا أن تكون الوصاية غطاء للاعتداءات الصهيونية، وتمهيدا لتحقيق أهدافهم بتهويد الأماكن المقدسة"، وفق ما جاء في البيان.
وطالب المجتمعون في بيانهم بـ"تبني تشكيل كتائب العودة من الإخوة اللاجئين والنازحين، وكذلك تشكيل كتائب النصرة من الشعب الأردني؛ ليكونوا حليفا للقوات المسلحة الأردنية؛ حماية للأردن، ونصرة للأهل في فلسطين، وتحرير المقدسات، والتأكيد على أن معركتنا هي مع العدو الصهيوني ليست اختيارية، وإنما حتمية قادمة، وهي معركة وجود لا معركة حدود".
الإخوان لم يطرحوا فكرة تشكيل الكتائب
أما رئيس لجنة الإصلاح في جماعة الإخوان المسلمين، سالم الفلاحات، فقد رأى أن "تشكيل كتائب العودة والنصرة بعيد المنال؛ وذلك لوجود الموانع السياسية والجغرافية التي تقف عائقا أمام هذا المقترح"، ولكنه لم يفقد الأمل بتشكيلها: "إن لم تكن اليوم فسوف تكون غدا، بناء على أن الأردن هي أرض الحشد والرباط".
بيد أن الفلاحات الذي حضر الملتقى العشائري، نفى في حديث لـ"عربي21" أن تكون جماعة الإخوان هي صاحبة الاقتراح أو الطرح في تشكيل الكتائب، منوها إلى أن "الملتقى العشائري ضم نخبة من رجال العشائر والحزبيين والمتقاعدين العسكريين، الذين أدلوا بدلوهم وآرائهم واقتراحاتهم في هذا الشأن، ولم يقتصر على شخصيات من الحركة الإسلامية فقط".
من ناحيته، رأى الشيخ محمد خلف الحديد، الذي كان أحد الحضور في الملتقى، في تصريح لـ"عربي21"، أن السبب في وراء عقد مثل هذا الملتقى هو "الظلم والاضطهاد الذي يواجهه الشعب الفلسطيني الأعزل من العدو الصهيوني ليل نهار، علاوة على تدنيس الاحتلال للمسجد الأقصى والمقدسات"، داعيا الشعب الأردني بكل مكوناته إلى "الوقوف والنهوض في وجه العدو الصهيوني، لطرده من المقدسات ومعاقبته على ما يرتكب من جرائم بحق الإنسانية والتاريخ".
إلى ذلك، ختم الملتقى العشائري بيانه بدعوة النظام الأردني إلى "وقف كافة أشكال التنسيق مع العدو الصهيوني، لما لذلك من ضرر فادح على القضية الفلسطينية وعلى الأردن"، في حين عاهد الملتقى "على حماية الأردن ومناصرة فلسطين".