اعتبرت
صحيفة "اليوم السابع"
المصرية أن قرار وزارة الأوقاف المصرية بغلق مسجد وضريح الإمام "الحسين" في
القاهرة، خلال الاحتفال بذكرى عاشوراء، لمدة ثلاثة أيام، بمثابة "الاغتيال الثاني للحسين في القاهرة".
وخصصت الصحيفة في عددها الصادر الأحد صفحة كاملة انتقد فيها مدير تحريرها محمد الدسوقي رشدي، قرار وزير الأوقاف المصري، ووصفه بالقرار "الخائب"، لأنه "يشكك في متانة العقيدة الدينية المصرية لدرجة الخوف عليها من ممارسات قد تحدث أو لا تحدث"، وفق قوله.
ووصف القرار أيضا بأنه اعتراف رسمي من وزير أوقاف مصر بأن وزارته بكل إمكاناتها، ومصر بكل أزهرها، أضعف من أن تواجه ما يريدون تسميته بـ"التشيع"، بينما هو في الأصل احتفال بزهرة شباب أهل الجنة الحسين رضي الله عنه.
وأضاف "يخشى وزير الأوقاف من بعض التصرفات الشيعية كما يقول، وهو بخشيته هذه يعترف بأن دين المصريين ضعيف لدرجة أن ليلة احتفال واحدة تحدث منذ مئات السنين قد تضيعه".
وأردف "يحتفل المصريون بميلاد واستشهاد الحسين منذ مئات السنين، ولم يتشيع أحد، ولم نر مصريا واحدا يفعل كما يفعل أهل كربلاء من الشيعة. كانت الحرية وقتها تمنح العقل المصري حصانة، على العكس من الخوف، وما يأتي به من ضعف وانهيار"، وفق تعبيره.
واستطرد رشدي "يأتي قرار وزير الأوقاف، كأنه يتبنى مفاهيم السلفيين المتطرفين عن شكل الدولة المصرية التي يجب أن تحارب كل المفاهيم المختلفة مع الفكر السلفي، حتى ولو كانت هذه المفاهيم جزءا من هوية الدولة المصرية، وروحها".
وتابع "يخشى وزير الأوقاف محمد مختار جمعة من "التشيع"، والعلم في تلك الحالة يقول إنه على الوزير أن يتحرك سريعا لتأهيل رجال منابره، والسيطرة على المساجد والزوايا، وبذل الجهد والبحث والدرس من أجل تجديد الخطاب الديني، لكنّ شيئا من ذلك لم يحدث".
واختتم مقاله قائلا: "يقول الوزير إنه يسيطر على المساجد، وكل ما يفعله هو مطاردة الإخوان بداخلها. ويقول إنه يجتهد لإعادة تأهيل الأئمة، وكل ما يفعله هو توزيع خطبة موحدة يمل منها الملل ذاته. ويقول الوزير إنه يجدد الخطاب الديني، ولم نر في وزارته أي تجديد سوى لألوان حوائط مكتبه.. فأي خطوة اتخذها في الواقع إذن؟!".
ويأتي هذا المقال في سياق غضب عارم اجتاح عددا من الإعلاميين والسياسيين المصريين من قرار غلق ضريح الإمام الحسين، حتى إن الإعلامي إبراهيم عيسى اتهم في مقاله بجريدة "المقال" التي يرأس تحريرها، السبت، حكومة شريف إسماعيل بأنها "سلفية".