قالت المحللة
الإسرائيلية سمدار بيري، إن "أبا علي
بوتين" كما يسميه محللون بارزون في العالم العربي، يعد في وكالة الاستخبارات ووزارتي الدفاع والخارجية في موسكو، خريطة طريق التفافية لمغادرة بشار
الأسد للحكم.
وأشارت بيري إلى أن الخلطة التي يعدها "أبو علي بوتين" تقوم على كيفية إقامة حكم انتقالي في
سوريا بإدراج شخصيات محلية وشخصيات من المعارضة السورية في المنفى، مؤكدة أن هذا إجراء صعب، معقد ومركب سواء بسبب الطابع الدكتاتوري لنظام الأسد أم بسبب المعسكرات في منظمات الثوار. مهما يكن من أمر، فإن خريطة الطريق الروسية تأتي قبل كل شيء للحفاظ على المصالح المتضخمة لروسيا في داخل سوريا.
وتابعت بالقول، إنه أمر ليس ملحا لبوتين. من جهته، بشار، بقوته المحدودة، مدعو لأن يبقى إلى أن ينتهوا من العمل من فوق رأسه. فهو مطيع وغير مزعج. كما أن الحرس الثوري الإيراني استوعب الإشارة الروسية وخفض مستوى الاهتمام. ومسموح منذ الآن بالرهان على أنه في الانتخابات التالية للرئاسة، فإن بشار لن يتنافس. إذا ما بقي على قيد الحياة، فإنه سيكون بعيدا عن "قصر الشعب" في دمشق، خارج حدود سوريا.
وأشارت بيري إلى أن محللين بارزين في العالم العربي يسمون بوتين "أبا علي". بعضهم يؤدون التحية للخطة التي يعدها لإبعاد بشار بلا ضغط، وبعضهم يحذر من مناورات "أبي علي" المخادع الذي يحرص قبل كل شيء على مصالحه.
ونوهت بيري إلى أنه من المهم الانتباه للإشارة الواضحة التي أطلقها بوتين بينما كان يجلس الأسد أمامه، وجها لوجه. فبعد التدخل العسكري الروسي في سوريا، قال بوتين، إنه سيأتي دور الحل السياسي بحسب إرادة الشعب السوري. ثلث الشعب السوري فر للنجاة بحياته من رئيسه، وبوتين لم يذكر بشار كجزء من الحل.
وأكدت بيري أن إسرائيل تدرس كل الخيارات، بعد رحيل الأسد، مشيرة إلى أنه يمكن التخمين أن مسائل مصير الأسد واليوم التالي طرحت في لقاء نتنياهو مع بوتين.
وأشارت إلى أن "هذا هو السبب للاعتراض الشديد من محافل الأمن على المبادرة لجلب وفد من الجنرالات الذين فروا من سوريا الآن بالذات إلى اجتماع خطط سينعقد غدا وبعد غد في القدس. فقد استجاب الجنرالات للدعوة وهم يستجدون من أجل دخال إسرائيل في مستنقع الدماء السوري. أما إسرائيل الواعية فقد قررت الاحتفاظ بمسافة. لإسرائيل أيضا لا يهمها كم من الزمن سيبقى بشار. المهم ألا تستثير أعصاب بوتين"، على حد وصفها.