تحدثت مصادر محلية في قضاء طوزخورماتو، شرقي محافظة صلاح الدين في
العراق، عن العثور على جثث 10 أشخاص كانوا ضمن 200 شخص اختطفتهم
المليشيات المتنفذة في وقت سابق.
وأكدت المصادر أنه عثر على جثث الضحايا وعليها آثار تعذيب وطلقات نارية في الرأس والصدر، مشيرة إلى أن باقي المختطفين تم نقلهم إلى مقرات المليشيات في ناحيتي ينكجه وسليمان بيك التابعتين لقضاء الطوز.
وأعلن مستشفى طوزخورماتو العام التعرف على جثتين تعودان لنازحين اثنين من قرية لقوم، وهما ماهر جاسم محمد، وهيثم محمد فرج، ولقيا حتفهما على يد عناصر المليشيات الذين يتنقلون بحرية كاملة وسط غياب الأجهزة الأمنية من جيش وشرطة وأفواج طوارئ.
وحمل أهالي تواصلت معهم "
عربي 21"؛ مسؤولية هذه المجزرة لرئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزيري الدفاع والداخلية، وحذروا من أعمال انتقامية في حال تواصلت هذه الانتهاكات التي تمارسها المليشيات، فضلا عن إطلاق سراح المختطفين، ووضع حد للجرائم التي تمارس ضد المدنيين الأبرياء في قضاء طوز خورماتو.
وفي حديث لـ"
عربي21" مع أبي موفق، وهو والد أحد الضحايا، قال: "تم
اختطاف ابني موفق البالغ من العمر 24 من أمام منزله من قبل مجموعة تابعة لإحدى المليشيات التي تسيطر على المدينة.
وأضاف أنه عثر على جثة ابنه ومعه تسعة أشخاص آخرين وقد ظهر على أجسادهم آثار تعذيب وطلقات نارية في الرأس والصدر، مشيرا إلى أن غالبية الضحايا هم من
النازحين الذين قدموا إلى قضاء الطوز من مناطق مختلفة من محافظة صلاح الدين.
وقال أبو موفق: "يتعرض السنة في القضاء لحملة إبادة تقوم بها مليشيات متنفذة، وجميع من تم اعتقالهم البالغ عددهم أكثر من 200 شخص؛ هم من السنة". وأضاف: "التركمان السنة في القضاء يتعرضون للقتل حالهم حال العرب السنة، وقد تم اعتقال وتصفية الكثير من أبناء هذا المكون".
وفي سياق متصل، روى شاب يدعى عبد الحميد، لـ"
عربي 21"، كيف اقتحمت المليشيات منزله في وقت سابق، حيث "كان شقيقي موجودا في المنزل وقد تم اعتقاله من قبل المليشيات هو ومجموعة كبيرة من أهالي القضاء بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة".
وأضاف عبد الحميد، الذي رفض ذكر اسم أخيه خوفا على حياته، أنه قد تم اقتياد المختطفين إلى جهة مجهولة، وأن اغلب الذين تم اعتقالهم هم من النازحين. وأوضح أن مسلسل القتل والاعتقال الذي تنفذه تلك المليشيات مستمر منذ سيطرتها على القضاء، ولكن وتيرته ارتفعت بشكل كبير في الفترة الأخيرة.
وناشد عبد الحميد الحكومة العراقية التدخل الفوري لاطلاق سراح المختطفين قبل أن ترتكب المليشيات مجزرة بحقهم، محذرا من أن عملية قتلهم وتصفيتهم غير مستبعدة؛ لأن المليشيات لها سوابق في عمليات القتل والاختطاف الجماعي، على حد تعبيره.
وطالب عبد الحميد بإخراج "المليشيات
الطائفية" من القضاء، واستبدالها بقوات نظامية من أهالي المدينة لمنع حدوث مثل هذه الانتهاكات مستقبلا. وأكد أن قضاء طوزخورماتو يشهد غيابا تاما للأجهزة الأمنية والشرطة المحلية وأفواج الطوارئ، وأصبحت المليشيات هي المسيطرة على القضاء دون حسيب أو رقيب، على حد وصفه.