أعاد مشهد السيول المحملة بعشرات الأكياس من النفايات في شوارع العاصمة
اللبنانية بيروت قبل أيام أزمة النفايات إلى الواجهة من جديد.
واستغلت حملة "
طلعت ريحتكم" -أولى الحملات الشعبية وأبرزها والتي انطلقت منذ نحو ثلاثة أشهر احتجاجا على أزمة النفايات- الحدث لتعيد الأنظار نحو الأزمة المستمرة من دون أي أفق لمعالجتها في المدى المنظور.
يشار إلى أن لبنان يعاني منذ شهور من تراكم للنفايات في شوارعه بعد فشل الحكومة في التوصل لاتفاق حول أماكن المطامر ومعالجة النفايات المنزلية.
ووسط ارتفاع الصوت خوفا من انتشار مرض الكوليرا جراء تراكم النفايات وبدء هطول الأمطار عادت الدعوات للتصعيد الشعبي والاحتجاج على ما أسموه تقاعس الحكومة في معالجة الأزمة.
وطالب أحد مؤسسي حملة "طلعت ريحتكم" أسعد ذبيان الشعب اللبناني بالمشاركة في المسيرة الشعبية التي شهدتها بيروت الخميس والتي انطلقت من منطقة "المتحف" في بيروت إلى منطقة "عين المريسة" رفضا للحالة التى وصل إليها البلد، بحسب تعبيره.
وأكد ذبيان لـ"
عربي21" أن المسيرة هدفها التأكيد على أن الحملة "تريد بناء الدولة وانتقال الأفراد من منطق الحرب لمنطق الوحدة عكس ما تريد الدولة إظهاره على أن الحملة هدفها تخريب الممتلكات وتعكير أجواء في البلاد".
وردا على سؤال إذا تم التنسيق مع باقي الحملات في مسيرة الخميس قال ذبيان: "منذ ثلاثة أشهر ونحن نحاول التنسيق معهم لكن باقي الحملات تريد فتح العديد من الملفات وهذا لا يناسبنا"، وأضاف: "نحن برأينا أن الشارع نزل رفضا لأزمة النفايات ونحن مكملين بهذا الملف أما ادخال قضايا أخرى لتصفية حسابات سياسية لا نقبل به ولا نريد أن نكون منبر للوصول لهذا الهدف".
ورفض الناشط في "طلعت ريحتكم" القول بتراجع شعبية الحملة، مشيرا إلى أن "المشاهدة والمشاركة الكبيرة للفيديو الذي تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد الماضي والذي يظهر السيول المحملة بأكياس النفايات دليل على أن الشعب ما زال متضامنا مع الحملة"، لكن ذبيان أكد في الوقت ذاته أن "السلطة تقوم بتخويف اللبنانيين عبر تسويق اتهامات باطلة عن الحملة بالإضافة لحملة الاعتقالات والضرب ضد المشاركين في الفعاليات ما أدى إلى تراجع عدد المتظاهرين".
وتطالب الحملة مجلس الوزراء بالاجتماع منذ نحو شهر ونصف لإقرار مراسيم وقرارات تضمن تحويل أموال إلى البلديات فورا ومراسيم تسمح للبلديات بمعالجة النفايات للتأكيد أن قرار الحكومة ليس حبرا على ورق لكن ذلك لم يحدث.
وكانت حكومة تمام سلام أقرت خطة الوزير أكرم شهيب لجمع النفايات عبر استحداث مطامر جديدة في عدد من المناطق وتفعيل عمل البلديات، لكنّ الضغط الشعبي ورفض بعض الجهات السياسية أعاق تنفيذ الخطة.
وردا على الدعوات لعودة التصعيد في الشارع يتساءل مراقبون عن مدى مصداقية هذا الحراك وهل ما زال الشعب اللبناني مقتنعا به.
وقال الصحفي اللبناني محمود ضحى في حديث لـ"
عربي21" إن "هناك عدة جهات تسلقت على الحراك الشعبي من أجل أهداف سياسية وضرب الحكومة بعيدا عن المطالب الشعبية".
وأكد وجود أسباب أخرى لتراجع التأييد الشعبي منها عدم حماية التظاهرات من المندسين الذين اعتدوا على المشاركين عدة مرات بالإضافة لعدم وجود أي تنسيق بين الحملات مع بعضها البعض وهو ما أدى لظهور العديد من الحملات الشعبية بأسماء وأهداف مختلفة.
وردا على سؤال ما مصير أزمة النفايات؟ قال ضحى إن "الحكومة التى أقرت خطة شهيب عاجزة عن تطبيقها لحل أزمة النفايات بسبب التعطيل من قبل بعض الجهات السياسية".
وأضاف "هل الخطة ستجد طريقا للتطبيق مع وجود معطلين من داخل الحكومة خاصة من قبل حزب الله والتيار الوطني الحر" متسائلا: "هل الحملات الشعبية قادرة على الضغط عليهما لإقرار أي خطة لمعالجة أزمة النفايات".
وأكد الصحفي اللبناني أنه "إذا استمرت بعض الأطراف السياسية في التصعيد لتحقيق بعض المصالح الذاتية بعيدا عن مصالح الشعب فهناك توجه لاستقالة رئيس الحكومة تمام سلام الخميس إذا ما فشلت الحكومة في التوصل لحل".